العيد في الإسلام يوم سرور وفرح وزينة, يحب الله أن تظهر فيه أثر نعمه علي عباده, بلبس الجديد من الثياب, وتناول الطيب من الطعام بدون إسراف ولا مخيلة. فالله يقول: يا بني آدم خذوا زينتكم عن كل: مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين* قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون(32,31 الأعراف) فالله سبحانه قد أحل الطيبات من العام واللباس في ذلك اليوم, ولكنه حدد ذلك بعدم الإسراف, حتي لا ينسي المسلمون المعني الطيب من العيد, وهو شكر الله علي إنعامه وتوفيقه, ويندفعوا في جلب المشقة علي أنفسهم وعلي غيرهم ولا شك إنها إحدي اللمسات الإنسانية للعيد في التشريع الإسلامي وما أكثرها ليحقق للمجتمع استقراره وأمنه وأمانه, ويربطه برباط المودة والتعاطف بين الأغنياء والفقراء حتي يتحقق لهم الإحساس بالإنتماء لأسرة واحدة, والشعور المشترك بين الجميع في السراء والضراء تحقيقا لقول النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي. ولهذه القيم وسواها كان عيد الفطر موسما من مواسم الخير العميم الذي تزف فيه الملائكة البشري الي المؤمنين, كما روي عن النبي صلي الله عليه وسلم: إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة علي أبواب الطرق فتنادي: اغدوا يا معشر المسلمين إلي رب كريم يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل, لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم, وأمرتم بصيام النهار فصمتم, وأطعتم ربكم فأقبضوا جوائزكم, فإذا صلوا نادي مناد: ألا إن ربكم قد غفر لكم فأرجعوا راشدين الي رحالكم, فهو يوم الجائزة ويسمي ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة