مسألة التحرش الجنسي هي الأخري من الموضوعات المخجلة والمحزنة التي ينبغي مواجهتها بقوة, ليس فقط علي المستوي الأمني, ولكن علي مستوي السلوك العام نفسه, ذلك السلوك الذي كان فيه ابن البلد, أو ابن الشارع, أو ابن الحتة الذي ينظر إلي أي فتاة أو سيدة في الشارع نظرة الاحترام هناك بعض الأمور التي أحزن عندما أشاهدها أو أسمع عنها تحدث في مصر. وما أدراكم ماذا تعني هذه الكلمة الكبيرة التي اسمها مصر, الوطن, التاريخ, الحضارة, أم الدنيا عن حق, والتي شارك أهلها وأبناؤها في تعليم البشرية وصناعة الحضارة, هذا الوطن الذي يحمل اسم مصر يتشرف كل من يعيش فيه من أبنائه وزواره. ولكن! وآه من كلمة لكن, عندما نجد من الظواهر ما يسيء إلي هذه القيمة فإن الحزن هو ما يتملكنا, الفقر ليس عيبا, ومحدودية الإمكانات ليست من الأمور التي نخجل منها, ولكن عندما نجد انه بات جزء من مشكلاتنا اليومية أمور مثل غياب النظافة, أو الحديث عن تزايد قضايا التحرش فإن مثل هذه الأمور هي من الأمور التي تصيب كل من يعرف قيمة هذا الوطن بالحزن الشديد, ليس مقبولا أن تكون مسألة مثل النظافة هي إحدي مشكلاتنا, هذا يتناقض مع ما نملك من قيمة كشعب ومجتمع, وأظن أن دور تصحيح هذا الوضع هو من أكثر الأدوار أهمية سواء لمنظمات المجتمع المدني أو المؤسسات التعليمية أو الإعلامية ومؤسسات الدولة المختلفة, قد أصل إلي حد القول إن مثل هذه القضية يمكن أن تكون أهميتها ترقي ان لم تكن تتخطي أهمية قضايا أخري تبدو وكأنها أكثر أهمية.. لأن مثل هذه الأساسيات هي أحد أهم عناصر تكوين مجتمع قوي, فلا يوجد مجتمع يقدر علي مواجهة مصيره وتحدياته وهو يعاني من مشكلات مثل النظافة أو التكاسل في العمل أو يعاني من تزايد ظواهر لا أخلاقية مثل ظاهرة التحرش الجنسي. ومسألة التحرش الجنسي هي الأخري من الموضوعات المخجلة والمحزنة التي ينبغي مواجهتها بقوة, ليس فقط علي المستوي الأمني, ولكن علي مستوي السلوك العام نفسه, ذلك السلوك الذي كان فيه ابن البلد, أو ابن الشارع, أو ابن الحتة الذي ينظر إلي أي فتاة أو سيدة في الشارع نظرة الاحترام, ولديه الإحساس بأنها في حمايته, حماية الرجل الشهم, عندما تسجل أرقام الشرطة600 حالة تحرش في القاهرة والإسكندرية وحدهما في أول يوم العيد فقط فإن هذا أمر محزن. لا يعقل أن دولة بحجم مصر عمرها يتعدي السبعة آلاف سنة, غيرت العالم كله, وحافظت علي قيم الحضارة أن تعاني في القرن الواحد والعشرين من ظواهر مثل التحرش وانعدام النظافة. الأمر يستحق أن نتوقف لنسأل أنفسنا: لماذا ؟