دويتشه فيله أطلق عدد من الشباب المصري عدة مبادرات للارتقاء بالذوق العام المصري، بعد انتشار عدة ظواهر سيئة في الأماكن العامة، مما يؤثر علي تواجد الناس بتلك الأماكن ومن تلك المبادرات، مبادرة تعالوا نعيشها صح ومبادرة كلك ذوق. تعالوا نعيشها صح وفي محاولة لإحياء السلوكيات الراقية أطلق حوالي 30 شابا وفتاة من أعضاء إذاعة إحنا على شبكة الإنترنت حملة بعنوان تعالوا نعيشها صح للارتقاء بالذوق العام. وتقول منة صبري منسقة الحملة إن الفكرة تعتمد على الشباب لرفع مستوى الذوق في الشارع، وستكون أول خطوات المبادرة نزول المتطوعين إلى محطات المترو لتوعية الجمهور وتنظيم سلوك الركاب وحثهم على الصعود والنزول من الأبواب المخصصة لذلك، والتوعية بضرورة عدم تشجيع المتسولين والباعة الجوالين وعدم تشغيل أية أغنيات، ومواجهة قضيه إلقاء الدروس الدينية داخل عربات السيدات. وتضيف منة: هناك عدة صعوبات تواجه بدأ الحملة تتمثل في انتظار التصاريح من إدارة المترو في ظل الإجراءات الروتينية، والبحث عن ممولين لملصقات الحملة، وتخصيص أماكن في المترو لعمل أكشاك صغيرة للحوار حول الحملة مع الركاب، وتؤكد أن الخطوة الثانية من الحملة ستشمل المناطق الأثرية لحث الناس على الحفاظ على نظافتها وعمل مسيرات في الشوارع ضد التحرش الجنسي. وتشير منسقة الحملة إلى أنه تم تأسيس مجموعة على موقع (فيس بوك) لجلب المزيد من الأعضاء والأفكار للحملة، وترى أن اللوم الأكبر في غياب السلوكيات الحميدة يرجع لوسائل الإعلام التي تبث برامج تتضمن الكثير من الألفاظ الخارجة عن الذوق، بالإضافة لحالة اللامبالاة لدى الناس حيث أنهم عندما يرون شخص يتصرف بسلوك مشين في الشارع لا يكترثون حتى بالحوار معه بصورة بناءة ولينه، كما أن الناس سيتغيرون إذا ما عرفوا حقوقهم وواجباتهم عبر حملات التوعية والحوار. كلك ذوق ومن جانبها قررت ماجي الحكيم خبيرة الإتيكيت وفن التعامل مواجهة ظهور بعض السلوكيات السيئة في الشارع المصري كالشتائم وإلقاء والقمامة والبصق والتحرش الجنسي، بإطلاق مبادرة كلك ذوق التي تبدأ مرحلتها الأولى بسلسلة ندوات شهرية تقام في ساقية الصاوي ويتم تخصيص موضوع محدد لمناقشته كل شهر في الندوة. وتؤكد ماجي بأن عشوائية السلوك وصلت إلى مستويات تستدعي القيام بمحاولة لإحياء بعض السلوكيات المفتقدة كالشهامة والاعتذار والاستئذان والنظافة واحترام النظام وتعليم الناس كيفية التعامل مع بعضهم البعض. وتضيف صاحبة مبادرة كلك ذوق أنها اختارت هذا الاسم، لأن الناس لا تحب النصح والتوجيه المباشر، مشيرة إلى أن الشعب المصري شعب ودود ويعرف الذوق ولا يمكن التعميم، ولكن هناك الكثير من العوامل التي أدت إلى اختفاء الذوق وتدهور السلوك لدى شريحة كبيرة من الناس، ومن أبرز العوامل الضغوط الحياتية والزحام الشديد والأنانية التي لا تراعي الغير. ووصفت أبرز السلوكيات المشينة في الشوارع والتي تتمثل في الإهانة العلنية وإلقاء المخلفات والبصق، مشيرة إلى أن الشارع ملكية عامة، وأن هذه الحقيقة لا تعنى السلبية أو الاستهتار، وأنه من الضروري مراعاة حق الطريق وحق الناس في الشعور بالأمان أثناء سيرهم فيه، وذلك من خلال أن يبدأ كل فرد بنفسه، وأن يوجه للآخر ملاحظاته دون إهانة، ويجب أن يرجع الناس للسير على الرصيف المخصص لهم وليس وسط السيارات. ومن السلوكيات المرفوضة تماما كما تصف خبيرة الإتيكيت، الوقوف في أي مكان حتى إذا كان الطريق خال لمتابعة حادث أو مشاجرة، كما أن الكثيرين أصبحوا فضوليين لدرجة التطفل والتلصص، وهو أمر أدى إلى تراجع مساحات الخصوصية للأفراد، وفي نفس الوقت تراجعت المساندة وقت الحاجة، ومن الأمثلة على ذلك عدم الدفاع عن الفتاة التي تتعرض للتحرش الجنسي في الشارع حيث تظهر السلبية الشديدة في هذه الحالة. وترجع ماجي أمور كهذه إلى أسباب عديدة منها وجود أوقات فراغ طويلة نظرا لضعف الإنتاج في ساعات العمل، وعدم استثمار هذه الأوقات في أمور إيجابية. وتعتقد أن غياب الذوق كان احد أهم الأسباب وراء حوادث الفتنة الطائفية التي اندلعت مؤخرا بين المسلمين والمسيحيين، لأن السلوك الراقي لابد أن يشمل الاعتراف بحرية الأخر طالما لا يضر غيره، كما أنه لا يحق لشخص أن يسأل الأخر الذي لا يعرفه عن أمور شخصية منها ديانته. وتشدد ماجي على أنها تحاول عبر المبادرة تغيير مفهوم أن الإتيكيت ثقافة رفاهية غربية وتنحصر فقط في تناول الطعام بالشوكة والسكين، وترغب في توضيح أنه لا يتنافي مع الدين الإسلامي الذي يحض مثل بقية الأديان على السلوكيات الراقية.