برغم التحذيرات والتنبيهات فإن حوادث التحرش تكررت هذا العام وفي اكثر من مكان ومنها ماحدث في حدائق الفسطاط والاورمان وبعض الحدائق العامة الأخري. وكذلك بعض المولات التجارية وبعضها في منطقة الهرم.. وفي كل واقعة يتجمع عشرات الشباب والصبية الذين لم يفارقوا مرحلة الطفولة بعد ليحاصروا الفتيات والسيدات ويطاردونهن ويتحرشن بهن ويخدشن حياءهن بألفاظ بذئية وكلمات خارجة عن الأداب... هذه الوقائع اعادت إلي الأذهان ماحدث من قبل في مناسبات مماثلة في شوارع تجارية بالعاصمة سواء في شارع جامعة الدول العربية أو سليمان باشا أو العتبة أو الموسكي أو غيرها... ماحدث يجعلنا نسأل: ماالسبب؟! هل التواجد الأمني المكثف لم ينجح في منع هؤلاء الشباب من ارتكاب جريمتهم الجماعية ظنا منهم بأن المسئولية صارت علي المشاع ولن يتمكن رجال الأمن من ملاحقتهم وضبطهم في هذا الزحام الخانق؟ أم أن السبب هو انهيار منظومة القيم والأخلاق في أوساط هؤلاء الشباب؟ وجهنا السؤال الي عدد من الشباب والفتيات فكانت الإجابة هي أن الأسرة التي خرج منها هؤلاء الشباب لم تعلمهم معني الخجل واحترام الآخرين ولم تغرس فيهم النخوه والرجولة, وهذا ما أكدته ليلي عبده طالبه والتي قالت انها تعرضت اكثر من مرة لمضايقات من الشباب الصغار الموجودين بالشارع, فهذه حالة غربية فكلما رأوا فتاة أو مجموعة من البنات يسيرون بجوارهم ويفعلون اشياء لايمكن قولها رغم وجود الاجهزة الامنيه بالمكان ولكن بدون رادع, ولايوجد شيئء تفعله الفتاة غير الصراخ بصوت عالي للتخلص من هؤلاء الشباب المنحرفين, وتقول مني فريد عامله بمحل بقاوي بشارع جامعة الدول العربية, شهدت عددا من أحداث التحرش الجنسي في الفترة الأخيرة وخاصة مع بداية عيد الفطر ابتدائا من يوم الخميس وحتي نهاية العيد وان اغلب المتحرشين شبان واطفال لاتتجاوز اعمارهم ال19 سنة واغلهم ياتون من المناطق الشعبيه مثل بولاق وامبابه, فعندما يقع اختيارهم علي فتاة يلتفون حولها ويحاولون استدراجها بالقوة الي احد شوارع المهندسين ويحاولون تقبيليها وتقطيع ملابسها والتحرش بها ومهما قاومت الفتاة ودائما ماتنتهي بالفشل بسبب كثرة اعدادهم, ويري سالم عطية محمد موظف, أن التحرش موجود يوميا ويحدث مع العديد من الفتيات والسيدات في المواصلات العامه وهذه الأفعال الفاضحة أصبحت لاترتبط بسن معين, فلابد من تكثيف الدور الأمني لردع هؤلاء المتحرشين بالشارع المصري والذي أصبح علي صفيح ساخن ولابد من وجود قانون فعال وصارم للقضاء علي هذه الظاهرة, ويضف د. ياسر حسين استاذ الطب النفسي6 أشكال للتحرش الجنسي بأنه سلوك متعمد يترتب عليه ايذاء جنسي أو بدني أو اخلاقي ويؤكد أن التحرش ليس فقط سلوكا جنسيا معلنا بل قد يكون بالأيحاء أو نظرة فاحصه لجسد المرأة أو كلمة خادشة للحياء, فالتحرش له سته أشكال وأنواع فمنها الاستعوائي وهو الذي يقوم فيه المتحرش بتعرية أجزاء من جسده أمام الفتيات, والنوع الثاني وهو احتكاكي ويقوم فيه المتحرش بالاحتكاك بالجنس الآخر في الأماكن المزدحمه, والنوع الثالث السادي وهو الذي يلجآ في الشخص الي التحرش بالجنس الاخر والحاق الأذي النفسي أو البدني به, والنوع الرابع وهو الهستيري وهذا يصدر عن الجنسين اما من الشاب أو الفتاة والنوع الخامس وهو السيكوباتي وهذا السلوك يصدر عن شخص غير سوي يبحث عن تحقيق الاشباع دون احترام, والنوع السادس هي الماسوشيه وهي التي تستمتع بالآهانه والذلال والعنف الذي يمارسه المتحرش ضدها, د.صابر تيسير الاستاذ بجامعة الازهر, يري ان زيادة معدلات التحرش يرجع الي عدد من الآسباب الاقتصادية والاجتماعية والتربوية أهمها البطالة والتي آدت الي وجود وقت فراغ كبير لدي قطاع ليس بقليل من الشباب الذي لايجد مايفعله سوي ارتياد المقاهي والتسكع في الشوارع وابتاع سلوكيات خاطئة مثل التحرش والادمان, وللتصدي لهذه الظاهرة يري انه لابد من وجود توعيه في المساجد والكنائي حيث يجب تنميه ضمير الشباب ليتبعوا السلوك القويم, ويضيف ان من بين الآسباب المؤديه لانتشار التحرش تآخر سن الزواج, وانه لايمكن ان نقول بان زيادة التحرش الجنسي هو علامه لفورة الجنسية كما يقول البعض بل التحرش يشير الي فقدان للمعني الحقيقي لهذه الحاجات الانسانية التي لايمكن أن يترتب عليها متعه بدون مقدمات أو رضا من الطرفين.
