حذر المجلس القومي لحقوق الإنسان من التصريحات الإعلامية التي تعرض أمن مصر للخطر وتمس وحدتها الوطنية, مشيرا في بيان له أمس إلي أن دخول بعض الأطراف الدينية في معترك الفتنة ينذر بخطورة الموقف, ويزيدها اشتعالا. وقال البيان: إن سيادة القانون ينبغي أن يتكون فوق الجميع, وألا تكون هناك مؤسسات دينية أو مدنية فوق القانون مهما كانت الظروف والأسباب. وطالب البيان الحكومة بسرعة إقرار القواعد الواضحة والمحددة التي تنهي مشكلة بناء الكنائس وترميمها وتجديدها, بالإضافة إلي سرعة تنفيذ الالتزامات المتعلقة بحقوق المواطنة, والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين, دون تمييز باللون, أو الدين, أو الجنس. ودعا المجلس القومي رجال الدين وأهل الفكر والإعلام أن يتحلي خطابهم للجماهير بروح التسامح, والإيمان, وحرية الفكر دون التعرض للأديان الأخري وثوابتها. ورفض البيان دعاوي المشكلات الصغيرة ذات الطابع الإنساني المتعلقة بعلاقات شخصية وفردية, وجرائم الاختطاف التي لم تثبت صحتها, حيث تؤدي إلي فتن وتمزق بين نسيج الوطن الواحد. وأكد البيان مساندة المجلس بكل قوة لحريات الفكر والعقيدة, باعتبارها حقوقا شخصية, مشددا علي عدم توجيه الحكومة أو مؤسات المجتمع المدني لأهداف تصادر علي الحرية الطبيعية للأشخاص. وناشد البيان جميع القيادات الدينية والمواطنين بالاحتكام إلي صوت العقل, والتحلي بالمسئولية الوطنية, لافتا إلي تناول بعض وسائل الإعلام لمثل هذه الموضوعات بأسلوب يؤدي إلي التهاب المشاعر والاحتقان بين نسيج الأمة الواحد. وفي سياق آخر انتهي المجلس القومي لحقوق الإنسان من وضع الملامح الأساسية لمشروع الحق في التظاهر السلمي الذي تقدم به حافظ أبوسعدة عضو المجلس ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان, كما انتهي المجلس من وضع ملامح مشروع الجمعيات الأهلية الجديدة علي أن يتم إقرار صيغتهما النهائية في الاجتماع الشهري المقبل للمجلس. ونص مشروع القانون علي ضرورة إخطار الجهات المختصة قبل التظاهر بثلاثة أيام, وجواز اعتراض الجهة الإدارية علي مكان التظاهرة أو المسيرة. وجاء في مسودة المشروع إلحاق بيان يوضح الجهة التي تقوم بالتظاهر والشخص صاحب الدعوة والوقت والمكان المحدد, علي أن تلتزم الجهة الإدارية في حال رفض التظاهر السلمي بإخطار لجنة مختصة تنص عليها المادة(9) من مشروع القانون. وأكد المشروع حقوق المشاركين في رفع اللافتات والشعارات, بالإضافة إلي لقاء الصحفيين والإعلاميين الأجانب والمصريين, وأخيرا ممثلين عن حقوق الإنسان. وفي السياق نفسه أقر المجلس مذكرة حول حقوق الإنسان في سياق مكافحة الإرهاب التي تقدم بها الدكتور إسكندر غطاس عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان, حيث دعا إلي إجراء حوار مجتمعي حول قانون مكافحة الإرهاب الذي سيحل بديلا لقانون الطوارئ. وقال المستشار مقبل شاكر نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان: إنه سيلتقي الأسبوع بعد المقبل مع الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية لمناقشة تقرير المجلس حول انتخابات مجلس الشوري, وتدارك أي انتهاكات قد تحدث في انتخابات مقبلة, بالإضافة إلي مناقشة الإعداد الكامل لانتخابات مجلس الشعب. وأكد المجلس إقامة نظام الفيديو كونفرانس بين مصر والهند لتبادل الخبرات بين البلدين, والاستفادة من تجربتهم مع الانتخابات, مشيرا إلي استمراره في عمليات تدريب المراقبين المزمعة مراقبتهم انتخابات مجلس الشعب المقبلة, لافتا إلي إقامة قاعات لمراقبة ومتابعة سير العملية الانتخابية, وضابط اتصال مع اللجنة والمجلس مدعمة بخطوط ساخنة بين وزارة العدل واللجنة العليا للانتخابات. وأكد المجلس القومي لحقوق الإنسان خلال اجتماعه الشهري الأربعاء أن تعديل اللجنة العليا للانتخابات بألا يرتبط وجود أعضائها بسن المعاش, يتعذر تنفيذه, نظرا لاقتراب موعد الطلب مع انتخابات مجلس الشعب, وبالتالي صعوبة إصدار تشريع في هذا الصدد.