لا أدري ما إذا كان من حقي أن أتساءل لماذا يفلت أبالسة الإخوان من سلاسل الشياطين التي تقيد عفاريت الجن مع حلول شهر رمضان الكريم؟ هل لأن الاعيبهم وما يقترفونه من كبائر اعظم فداحة من تلك الصغائر التي يحترفها شياطين الجن؟! دولة ابليس ولا اظنني مبالغا في التسمية أو تلك التي يسمونها دولة الاخوان شرعت شياطينهم في التكريس لها أقول متأبلسون لإنهم عندما وجدوا وعيا ينتفض في الحياة السياسية المصرية ولم لا, والأخيرة لا تجيد سوي الوسوسة لابن ادم بارتكاب ما يفسد عليه صيامه كإمعان النظر لحسناء, أو الكذب في بيع أو شراء أو نشل محفظة موظف غلبان في أتوبيس مزدحم, بينما الأولي واعني أبالسة الاخوان لا يمنعهم لا رمضان ولا رجب ولا شعبان من الكذب والعمل الدءوب من اجل نشل الوطن بأكمله فيما عرفت من شياطين الانس في الدنيا الواسعة عم محمد جثه أو هكذا شهرته بائع الفل المتجول في ميدان التحرير يدمن الخمر طوال العام لكنه يمتنع عن كل موبقة ورزيلة مع بزوغ هلال رجب وإنتهاء الشهر الفضيل مصرا علي الاحتفاظ بنقاء سريرته طول الاشهر الثلاثة الحرم رغم انه لا يؤذي احدا سوي كبده في باقي أيام السنة. أما شياطين الانس من الاخوان فعلي شاكلة الابالسة لا يكلون ولا يهدأون طوال ايام العام, ولا يعرفون قدر الاشهر الحرم كما يعرفها صديقي جثه, فالفارق بينهما كبير. دولة ابليس ولا اظنني مبالغا في التسمية أو تلك التي يسمونها دولة الاخوان شرعت شياطينهم في التكريس لها عبر خطاب دأب علي الطعن في العلاقة بين المواطن والدولة وذلك بترويج فتاواهم واهوائهم كونها تتفق مع الشريعة الاسلامية ومناقضة للقوانين المدنية القائمة بوصفها خارجة عن اصول الدين من وجهة نظرهم ولعل فتاوي تحريم فائدة البنوك التي نظمها القانون خير دليل علي ذلك النهج الابليسي الذي يتجاهل حقيقة مفادها ان كل القوانين المصرية تصاغ وفقا لمباديء الدستور والتي تنص المادة الثانية منها علي أن مباديء الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع وقس علي ذلك اراءهم وفتاواهم بشأن السياحة والفن والادب والابداع. نهج ابليس جعل البعض يعتقد أن دفع الضرائب غير ملزم بينما اداء الزكاة واجب لامناص منه, وبعبارة أخري جعلوا القانون المدني مناقضا للأسلام. وهو ذات النهج الذي دأبوا علي استخدامه في تشكيك المصريين في صحة مجتمعهم وفطرتهم الطيبة بالدعاية الدائمة لتأسيس وبناء المجتمع المسلم بدءا من الفرد والأسرة ليصبح مجتمعا اسلاميا أو بالاحري اخوانيا خالصا لينفي عن المصريين تنوع عقائدهم وإختلاف مشاربهم الفكرية والايدلوجية. وهو ما ينعكس بوضوح في اراء وافكار حاملي لواء الجماعة المحظورة السياسية ومنها قول عصام العريان ان الاصلاح الشامل لن يحفز علي المشاركة الشعبية إلا إذا كان علي اساس قواعد الاسلام. وبالطبع انسحبت هذه العقيدة الاخوانية علي موقفهم من الاقباط ففيما دأبت شرائعهم واقصد بالطبع فتاوي مصطفي مشهور التي لا يزال يتمسك بها الاخوان علي حظر بناء الكنائس والزام المسيحيين بدفع الجزية عوضا عن عدم خدمتهم في القوات المسلحة حتي لا يتحالفوا مع جيش دولة مسيحية أخري حال نشوب حرب الامر الذي أثر سلبا علي خوض المسيحيين الانتخابات العامة بعيدا من فكرة التمييز الطائفي نجدهم اليوم ومع بداية شهر رمضان يعلنون دعمهم وتأييدهم لمرشحين أقباط علي قوائمهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة كما أعلن المتحدث الرسمي باسم جماعة المتأبلسين دكتور جمال نصار. أقول متأبلسون لإنهم عندما وجدوا وعيا ينتفض في الحياة السياسية المصرية يؤكد ويدعم الدولة المدنية الحديثة تخلوا عن بعض مصطلحاتهم ليعلنوا رغبتهم في إقامة دولة مدنية ولكن بمرجعية دينية لا لشئ إلا ليخدعوا بعض الاحزاب والقوي السياسية بتبنيهم هذا الشعار البراق والحديث بالنسبة لإدبياتهم. الاخوان يريدون دولة مدنية وكأنهم يريدون القول بأن ابليسهم لا يكف عن الكذب والتغرير حتي في الاشهر الحرم, فها هو عصام العريان ولم يعصمه رمضان يقول( لو اتيحت فرصة اقامة حزب عن طريق الاخطار فعلي الفور ستقوم الجماعة بإنشاء حزب سياسي تتلازم ادواته ولا يتعارض مع آليات العمل في جماعة اخري دعوية تحمل إسم الاخوان المسلمين حيث يتلازم العمل الدعوي مع الحركة السياسية في تناغم يفضي في النهاية الي مجتمع مسلم صحيح يتوافق مع طبيعة المصريين المتدينة. هل يمكن فهم الدولة المدنية علي الطريقة الاخوانية هذه بمنهج بعيد عن منهج ابليس في لي الحقائق وتزييف المفاهيم التي إستقرت في تعريف الدولة المدنية الحديثة وعمادها الديمقراطية القائمة علي تداول السلطة السلمي وإلا لماذا يصر الاخوان علي إنكار صلتهم بالاستعراضات العسكرية التي نظمتها ميليشيات الجماعة المحظورة في الازهر فيما لم تبادر الي مجرد مناقشة فتوي مصطفي مشهور بعدم استبعاد التغيير عبر الانقلاب العسكري حال فشل النضال الدستوري علي حد تعبيره. أبالسة الاخوان يدفعون اليوم باقباط ونساء علي قوائم مرشحيهم لانتخابات مجلس الشعب وهم الذين يحرمون عليهم المناصب العليا وولاية الدولة يوسوسون لفشل العقل المصري وإختطافه علي أرض محدثة, عنوانها الاقباط والمرأة يحاولون إيهامنا بان لهم برنامجا سياسيا وهم الذين افسدوا الاجواء الانتخابية بربط شعارات برامج مرشحيهم بشعار هو اقرب للوهم الاسلام هو الحل مقرونا بالخدمات المباشرة والصغيرة تلك التي بدأت بوضع شعارهم المصحف والسيفين علي صناديق الزكاة والنذور في معظم المساجد الكبيرة ثم بناء المستوصفات ذلك إنهم فارغون من أي برنامج حقيقي وهو الوضع الذي كرسوه داخل النقابات المهنية التي سيطروا عليها لعقود وكانت النتيجة أن جعلوا الناخبين في النقابات بين سندان الاسلام هو الحل ومطرقة الخدمات وهو الحال الذي انتهي بفساد شهدت عليه احكام فرض الحراسة علي نقابة المهندسين التي أقرت ضلوعهم في الاستيلاء علي اموال المعاشات لصالح شركاتهم الخاصة. إن إقامة دولة دينية كما يريد الاخوان أمر مستحيل لكنهم نجحوا في إقامة دولة إبليس وبدعائمها الهشة واركانها المتهاوية لأن عمادها الكذب والغش والتدليس وليس أسهل من فضحها وهدمها بمعول الدولة المدنية بدستورها واحزابها الشرعية.