إن مبادرة الجماعة الإسلامية والتي بدأت بمراجعات فكرية وفقهية في السجون, وبإشراف أحمد رأفت وزملائه, وبعمل حوارات مفتوحة حتي يصلوا إلي الطريق الصحيح وفاة اللواء أحمد رأفت مهندس مراجعات الجماعات الإسلامية لا ينبغي أن تكون نهاية مرحلة تفاعل الدولة مع هذه الجماعات, فالتجربة المصرية الرائدة والمهمة في ملف الجماعات الإسلامية والتي انتهت بإغلاق الجانب العنيف في فكر هذه الجماعات والتي قامت علي أكتاف اللواء أحمد رأفت وزملائه هي تجربة كما ذكرت بالأمس ناصعة ومهمة في تاريخ جهاز الأمن المصري, وهي تجربة وقفت أمامها العديد من دول العالم وحاولوا الاستفادة منها وتطبيقها, وكما سبق أن ذكرت بالأمس فإن هذه التجربة تمت باقتناع أحمد رأفت وإدارة وإشراف قيادات الداخلية. من خلال متابعتي لهذا الجهد خلال الفترة الماضية في هذا الملف لهذه المجموعة فإن أكثر ما أخشاه هو ألا يتم الاستمرار في هذه السياسة بالذات بقوة الدفع التي بدأت بها واستمرت عليها طوال الفترة الماضية. إن مبادرة الجماعة الإسلامية والتي بدأت بمراجعات فكرية وفقهية في السجون, وبإشراف أحمد رأفت وزملائه, وبعمل حوارات مفتوحة حتي يصلوا إلي الطريق الصحيح ووصلت بأن آتت ثمارها في مراجعات تعيد قراءة الفكر الردايكالي و تبين الصواب من الخطأ, وتلتها مراجعات تنظيم الجهاد, والإفراج عن معتقلي الجماعتين: الجهاد والإسلام لهي تجربة مهمة يجب أن تستمر وألا تتوقف ولم تصل إلي هذه الدرجة من النجاح إلا بدعم وإيمان بأهمية ذلك من أحمد رأفت. إن من يقرأ نعي الجماعة الإسلامية للواء أحمد رأفت يعرف ماذا كان يمثل هذا الرجل, فهم يصفونه في النعي بأنه' مهندس المبادرة الحقيقي.. وصاحب الهمة العالية في تفعيل المبادرة تفعيلا حقيقيا.. وقائد عملية تحسين السجون المصرية.. والإفراج عن آلاف المعتقلين.. ونشر الأمن والأمان في مصر, وأنه حمل علي عاتقه فكرة التصالح بين الدولة والجماعات الإسلامية.. وتنحيه البندقية وتقديم الحوار.. وتنحيه منطق الثأر المتبادل أو العنف المتبادل.. وتغليب منطق التفاهم عليه, وأول من وضع سياسة لا غالب ولا مغلوب بين أبناء الوطن الواحد.. فكلنا مغلوب مادمنا نتقاتل ونتصارع.. وكلنا غالب ما دمنا نتفاهم ونتحاور من أجل مصلحة بلادنا, و الرجل الفذ الذي رحم الفقير وعطف علي المعتقل, وهو الذي غامر بمنصبه ومجده الشخصي والوظيفي تقديما لمصلحة الوطن علي مصلحته الشخصية.. فقد جعل منصبه علي محك نجاحه في تجربة المبادرة وكان مخلصا لدينه ووطنه لتحقيق هذه المصالحة التي أصبحت نموذجا يحتذي في كل البلاد العربية نقول هذه الكلمات عرفانا بفضله ووفاء لعطائه وتذكرا لجميله.. فقد كان فذا وسابقا لأقرانه في كل شيء'. هذا الرثاء يعبر عن تلك العلاقة التي تميزت بقدر كبير من التواصل والاهتمام بأدق تفاصيل حياتهم, و مساعدتهم في مواجهة المجتمع من قبل إلي الانغماس في الحياة بعد خروجهم من المعتقلات. ما أخشاه أن ينقطع ما اتصل, وأظن أن ما حدث لم يكن سياسة فرد ولكنه سياسة مؤسسة, وثقتي كبيرة أن سياسة المؤسسة في التواصل في التعامل مع هذا الملف بنفس القدر من العناية والاهتمام هي سياسة مستمرة وستستمر. مرة أخري رحم الله أحمد رأفت ووفق زملاءه في وصل ما انقطع. [email protected]