نعت "الجماعة الإسلامية"، اللواء أحمد رأفت نائب رئيس جهاز أمن الدولة، الذي تبنى المراجعات الفقهية التي طرحتها الجماعة في عام 2002 منهية سنوات من العنف والمواجهة مع الدولة، فاتحة الباب أمام إطلاق سراح الآلاف من المعتقلين الإسلاميين في مصر، وبعضهم أمضى أكثر من عقدين بالسجون. الجماعة وهي أول من أطلقت مبادرة لوقف العنف في مصر وصفت في بيان على موقعها الإلكتروني كتبه الدكتور ناجح إبراهيم، عضو مجلس شورى الجماعة، اللواء رأفت بأنه "مهندس المبادرة الحقيقي.. وصاحب الهمة العالية في تفعيل المبادرة تفعيلاً حقيقيًا.. وقائد عملية تحسين السجون المصرية.. والإفراج عن آلاف المعتقلين.. ونشر الأمن والأمان في مصر". وكان اللواء رأفت توفي فجر يوم الجمعة، وتم تشييع جثمانه من مسجد الشرطة بالعباسية، بحضور اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية، وكبار قيادات وزارة الداخلية، واللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية، وعدد من قيادات "الجماعة الإسلامية"، بينهم الدكتور ناجح إبراهيم، الرجل الثاني في الجماعة. واعتبرت الجماعة في نعيها الراحل "أول ضابط أمني مصري كبير يحمل على عاتقه فكرة التصالح بين الدولة والجماعات الإسلامية.. وتنحية البندقية وتقديم الحوار.. وتنحية منطق الثأر المتبادل أو العنف المتبادل.. وتغليب منطق التفاهم عليه ، وأول من قدم مصلحة الوطن على مصلحة الكرسي الذي يجلس عليه". وقالت إنه "أول من تبنى فكرة الإفراج عن معتقلي الجماعات الإسلامية.. وأعطى الثقة للجميع في وفائهم بعهودهم ووعودهم ورجولتهم ومصداقيتهم.. وهو أول من اهتم برعايتهم داخل السجون وخارجها.. وأول من أوقف التعذيب والإهانة والسحل داخل السجون المصرية.. والتي عانى بعض المخلصين من قبله لإيقافها ولكنهم لم يستطيعوا ذلك رغم مناصبهم الرفيعة". ويقول ناجح إبراهيم، إن اللواء الراحل لعب الدور الأساسي في إنجاح مبادرة وقف العنف التي أدت إلى طي سنوات طويلة من المواجهات مع الدولة، ووضعت حدًا للصراع الذي تفجر مع اغتيال الرئيس أنور السادات في عام 1981، وذلك بعد أن نجح في إقناع القيادة السياسية بضرورة تبني المراجعات التي بموجبها تم الإفراج عن 40 ألف معتقل، ثم المراجعات الفقهية ل لتنظيم "الجهاد"، والتي أسفرت عن إطلاق سراح خمسة آلاف جهادي من السجون المصرية. وإليه نسبت الجماعة الفضل في أنه كان "أول من أقام جسورًا من التفاهم بين أبناء الوطن الواحد في مصر وبين الحركات الإسلامية ومجتمعاتها.. وهو السبب الحقيقي في تأسيس هذه الثقافة في الأمن المصري.. مما ساعد الدولة على حل كثير من المعضلات مع الحركة الإسلامية"، على حد قولها. ووصفت الجماعة الراحل بأنه "الرجل الفذ الذي رحم الفقير وعطف على المعتقل.. ورحم أهالي المعتقلين من ويلات وويلات لا يعرفها إلا من ذاقها.. وهو أول من أعاد للمعتقلين الإسلاميين كرامتهم الدينية والإنسانية المفقودة.. وهو الذي غامر بمنصبه ومجده الشخصي والوظيفي تقديمًا لمصلحة الوطن على مصلحته الشخصية.. فقد جعل منصبه على محك نجاحه في تجربة المبادرة". ورأت أنه "كان مخلصًا لدينه ووطنه لتحقيق هذه المصالحة التي أصبحت نموذجًا يحتذى في كل البلاد العربية.. وكان سببًا في الإفراج عن آلاف المعتقلين في مصر، في الوقت الذي كانت الدول الأخرى تشحن الإسلاميين إلى السجون بعد 11 سبتمبر"، وختمت قائلة: "نقول هذه الكلمات عرفانًا بفضله ووفاءً لعطائه وتذكرًاً لجميله.. فقد كان فذًا وسابقًا لأقرانه في كل شيء".