اعتبر محمد النجل الأكبر للدكتور عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي ل "الجماعة الإسلامية" في مصر، أن خروجه من السجن بعد خمس سنوات من اعتقاله، دليل على أن مبادرة المصالحة والمراجعات الفقهية التي تبنتها الجماعة أصبحت سياسة دولة، وأن الدولة متمسكة بها، وليست سياسة فرد. وقال محمد الملقب ب "أسد الله"، في أول تصريحات له بعد الإفراج عنه وخروجه من السجن، إن الإفراج عنه في هذا التوقيت يعتبر رسالة هامة جدًا بشأن المبادرة، خاصة وأن إطلاق سراحه جاء بعد وفاة اللواء أحمد رأفت نائب رئيس جهاز أمن الدولة، المسئول عن ملف المصالحة مع الجماعات الإسلامية. وأشاد بالمعاملة الإنسانية التي لاقاها في سجن طرة، مؤكدًا أن الزيارات كانت مفتوحة يوميًا ودون أي قيد, وأن إدارة السجن توفر كل وسائل الترفيه , رغم أنه كان في غاية القلق عندما قال له الأمريكيون بعد اعتقاله في أفغانستان أنهم سيقومون بتسليمه إلي مصر بسبب ما كان يتردد عن معاملة المسجونين في مصر. في المقابل، أكد في مقابلته مع الدكتور ناجح إبراهيم رئيس تحرير الموقع الإلكتروني ل "الجماعة الإسلامية"، أن "كل ما نسمعه عن احترام حقوق الإنسان في السجون الأمريكية غير صحيح على الإطلاق"، مشيرا إلى طقوس التعذيب الجسدي والنفسي في سجن قاعدة باجرام الأمريكية في أفغانستان والتي تفوق قدرة البشر على تحملها". وتحدث نجل أمير "الجماعة الإسلامية" عن حالة الفرح التي انتشرت بين معتقلي الجماعة بالسجون والذين اعتبروا أن الإفراج عنه قد يكون مؤشرًا ومبشرًا بقرب خروجهم، وأعرب عن أمله في أن يتم الإفراج عنهم جميعا في القريب العاجل وعلى رأسهم القيادي الشهير مصطفى حمزة, المسجون في قضية محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995. وأعرب عن حزنه العميق بسبب الحكم القضائي الذي صدر مؤخرا ضد عبد الحميد أبو عقرب, بإحالته إلى مفتي الجمهورية لاستطلاع رأيه الشرعي في الحكم بإعدامه، واصفًا الحكم بأنه جاء صادما ولم يكن يتوقعه أحد حتى في أسوأ الظروف، وقال إنه برئ وليس له أي علاقة بتلك التهم التي وجهت له. وشدد "أسد الله" على أن مبادرة وقف العنف والمراجعات الفقهية من جانب "الجماعة الإسلامية" ليس معناها التنازل عن ثوابت الدين أو أخذ بعض الدين وترك بعضه, موضحًا أن المبادرة هدفها "إيقاف الأخطاء وتصحيح مسار الجماعة الإسلامية أثناء العمل لدين الله.. وإيقاف المفاسد التي حدثت لقلة الخبرة أو الاندفاع أو الحماس للدين أو غير ذلك". أما عن ثمار المبادرة، فقال إنها أحدثت نقلة نوعية في السجون من حيث المعاملة الطيبة ونوعية الطعام المقدم للمسجونين والمعتقلين, وكذلك المتابعة الصحية والطبية لهم, بالإضافة إلى أن أهم ثمارها كان الإفراج عن آلاف المعتقلين فضلا عن أنها سهلت عودة أعضاء الجماعة من المنفى خارج مصر. يشار إلى أن السلطات المصرية أفرجت عن الابن الأكبر لزعيم "الجماعة الإسلامية" (37 عامًا) بعد مناشدة عدة من "الجماعة الإسلامية" وهو ما اعتبرته بادرة خير من قبل السلطات الأمنية واستكمال للمبادرة التي طرحتها الجماعة عام 1997. وتأمل الجماعة في مبادرة مماثلة تجاه والده الدكتور عمر عبد الرحمن البالغ من العمر 72 عامًا والذي يمضي عقوبة السجن مدى الحياة بالولايات المتحدة منذ عام 1990 بعد أن أدين ب "التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993"، و"التخطيط لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك". فعلى الرغم من المناشدات المتكررة بالإفراج عنه بسبب ظروفه الصحية إلا أن السلطات الأمريكية ترفض الإفراج عنه، وحتى بعد أن أعلن من داخل السجن تأييده لمبادرة "وقف العنف"، التي أعلنتها الجماعة الإسلامية في مصر عام 1997.