أدانت "الجماعة الإسلامية" محاولة الربط بين زعيمها الروحي، الدكتور عمر عبد الرحمن، المسجون بالولاياتالمتحدة منذ ما يقرب من 17 عامًا، والهجوم الذي استهدف ناقلة النفط اليابانية في مضيق هرمز في 28 يوليو الماضي، وتبنته كتائب "عبد الله عزام" المرتبطة بتنظيم "القاعدة". وأعربت الجماعة عن رفضها الزج باسم عبد الرحمن في عملية التفجير، لأن ذلك من شأنه إفشال الجهود الرامية إلى التوصل لحل يخفف من أزمة الشيخ الضرير (72 عامًا)، والذي يعاني وضعًا صحيًا سيئًا في محبسه، والهادفة إما للإفراج عنه، أو إعادته إلى مصر ليكمل فترة عقوبته. وكانت "كتائب عبد الله عزام" التي تبنت الهجوم على ناقلة النفط اليابانية في رسائل على مواقع جهادية على الإنترنت، قالت إن الهجوم نفذ تضامنًا مع الدكتور عمر عبد الرحمن المعتقل بالولاياتالمتحدة، لدوره في الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك في العام 1993. واستهجنت "الجماعة الإسلامية" الزج باسم زعيمها الروحي في الهجوم، مؤكدة إن التضامن معه لا يكون بترويع الآمنين وتفجير السفن وقتل البشر، معتبرة أن "تلك خدمة جليلة يقدمها هؤلاء إن صدق البيان الصادر عنهم للإدارة الأمريكية للتمسك ببقائه عمر في سجونها بحجة دعمه ورعايته للإرهاب". من جانبه، أبدى الدكتور ناجح إبراهيم عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" تعجبه من الربط بين اسم الدكتور عمر عبد الرحمن وأعمال التفجير والترويع، قائلاً إن مثل هذه الأعمال أبعد ما تكون عن فكر الشيخ ومنهجه، فهو يرفضها رفضًا تامًا وينهى عنها، مشددًا على أنه كان من أوائل الذين أيدوا مبادرة وقف العنف التي أطلقتها "الجماعة الإسلامية" عام 1997 وأصدر بيانًا من محبسه "يشد فيه على أيدينا ويؤيدنا في خطواتنا لحقن الدماء ووقف أشكال العنف كافة". لكنه ومع استنكاره لهذا الأمر، إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأن الربط بين اسم عبد الرحمن والتفجير الذي تبنته "كتائب عبد الله عزام" في مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان هو "محاولة من جانبهم (أي منفذيه) لاستجلاب عطف الرأي العام والإسلامي منه بصفة خاصة نظراً لمكانة د/ عمر عند قطاع كبير من المسلمين.. كما أنه محاولة منهم للبحث عن إضفاء الشرعية على أعمالهم". وأبدى مُنظّر "الجماعة الإسلامية" استياءه من الهجوم على ناقلة النفط التي كانت في طريقها إلى اليابان وعلى متنها 270 ألف طن من النفط الخام، متسائلاً: "ما علاقة اليابان.. وهي دولة شبه محايدة.. ولم تحتل بلدًا من بلاد المسلمين.. وليست لها جيوش.. ولم تسيء إلي الإسلام أو المسلمين". واستنكر على "القاعدة" تنفيذها الهجوم الذي قال إن من شأنه أن يجلب عداوة الشعب الياباني، وتابع: "فلماذا تبدأها القاعدة بالعداوة.. وتعادي هذا الشعب دون مبرر.. ثم تزج باسم د/ عمر دون أن تستأذن منه أو من أسرته.. أو من الجماعة في ذلك.. ودون النظر.. هل يفيده ذلك.. أم يضره؟". ورأى أن هذه ليست الطريقة المثلى في إبداء التضامن مع الدكتور عمر عبد الرحمن، الذي تبذل وساطات عدة لمحاولة الإفراج عنه، مؤكدًا أنه "بريء من مثل هذه الأعمال .. فهو يحتاج التأييد لا التفجير.. ونحن ماضون في جهودنا السلمية من أجل الوصول إلى حل يخفف من أزمة العالم الجليل". ومنذ توقيف عبد الرحمن، الذي كان يعمل أستاذًا للفقه والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، جرت عدة محاولات بين كل من واشنطن والقاهرة لتسليمه إلى السلطات المصرية، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل، نظرًا لعدم وجود اتفاقية لتبادل السجناء بين الدولتين، وبالتالي لا يحق للقاهرة المطالبة بتسليمه. واعتقل عبد الرحمن، في أكتوبر عام 1981، وقُدم للمحاكمة ضمن المتهمين في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات، وقضية "تنظيم الجهاد" الكبرى، أمام المحكمة العسكرية، ومحكمة أمن الدولة العليا، إلا أنه حصل على البراءة في كلا القضيتين، وخرج من السجن عام 1984. وبعد الإفراج عنه، سافر إلى الولاياتالمتحدة، وأقام في ولاية "نيوجرسي"، لكنه تعرض للاعتقال مجددًا بتهمة "التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993"، و"التخطيط لاغتيال الرئيس حسني مبارك"، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة. وخلال وجوده بمحبسه بالولاياتالمتحدة، أعلن تأييده لمبادرة "وقف العنف"، التي أعلنتها الجماعة الإسلامية في مصر عام 1997. لكنه مع ذلك ظل قابعًا بسجنه حتى الآن، رغم النداءات المتكررة والوساطات المتعددة من قبل بعض الأطراف مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة من أجل إطلاق سراحه بسبب وضعه الصحي، أو إعادته إلى مصر لتمضية العقوبة بسجونها.