افتتحت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية وراعية الحملة القومية للقراءة للجميع أمس خيمة القراءة للجميع بمحافظة الدقهلية والتي أقيمت في المنصورة في إطار مبادرتها لترويج ثقافة القراءة واعلاء مفهوم' القراءة حق للجميع' الذي رفعته الحملة كشعار لها هذا العام في دورتها العشرين. وتفقدت خيمة المرأة العاملة, كما شهدت لقاء جماهيريا حول المشاركة السياسية للمرأة والذي أقيم بقصر ثقافة المنصورة في إطار تحرك واسع للمجلس علي مستوي محافظات الجمهورية للتواصل والحوار مع القيادات الشعبية والنسائية حول قضايا الساعة وتحديات المرحلة الراهنة لتقييم حصاد جهود المجلس وإعادة ترتيب أولوياته وتدعيم جسور التعاون مع الشركاء كافة في المسئولية الوطنية. وجاء افتتاح السيدة سوزان مبارك لخيمة القراءة للجميع الثقافية ضمن فعاليات الحملة حيث أعطت إشارة البدء فيها الشهر الماضي وذلك بافتتاحها أول مكتبة مفتوحة بمحافظة الإسماعيلية. وتابعت السيدة سوزان مبارك- خلال تفقدها الخيمة الثقافية بالمنصورة- فعاليات وأنشطة الحملة, والتقت بمجموعات من الشباب الموجودين داخل الخيمة وأدارت معهم حوارا حول أنشطة القراءة للجميع هذا العام ومبادرة المليون كتاب, حيث لاتقتصر أنشطة القراءة داخل الخيمة علي الإطلاع علي الكتب بل تمتد لاستخدام الإنترنت والاطلاع الألكتروني من خلال أجهزة الكمبيوتر المتوافرة داخلها. وتعد خيمة القراءة للجميع الثقافية تقليدا جديدا تم تنفيذه قبل عامين في محافظتي القاهرة والجيزة وتوسع هذا العام ليشمل بعض محافظات الجمهورية, حيث تأكد نجاح هذا التقليد في نقل الكتاب من المكتبات والأرفف إلي الحدائق والهواء الطلق وبذلك تصل المكتبات العامة والمجانية إلي الجمهور دون أن يضطر للذهاب إلي مبانيها. ثم قامت قرينة الرئيس في ختام تفقدها بالتوقيع بنفسها علي الكتب المهداة مجانا من سيادتها في إطار مبادرة المليون كتاب للأطفال والشباب والشابات وشجعتهم علي اختيار الكتب التي تناسب أعمارهم واهتماماتهم. وأجرت لدي خروجها من الخيمة حوارا مع ذوي الإعاقة البصرية الموجودين بداخلها من أعضاء جميعة النور والأمل لرعاية المكفوفين حول مدي استفادتهم من الأدوات الثقافية الموجودة بالخيمة والبرامج السمعية التي يستخدمونها للتغلب علي اعاقتهم. ثم استمعت السيدة سوزان مبارك إلي أبيات شعرية من قصائد وأزجال نظمتها الفتيات المترددات علي الخيمة الثقافية, كما حرصت علي اصطحابهن معها لقصر ثقافة المنصورة وقدمتهما للحضور الذي ملأ المسرح قبل إلقاء كلمتها, مؤكدة أن العمل علي مدي عشرين عاما والمجهود المضني الذي يبذل لدعم ومساندة الحملة القومية للقراءة للجميع وتطويرها وتوسيع روافدها أسهم في أن يكون هؤلاء علي هذا المستوي الراقي من الثقافة. ثم تفقدت السيدة سوزان مبارك رئيسة المجلس القومي للمرأة خيمة منتجات المرأة العاملةوالتي ضمت نماذج من إنتاج السيدات المعيلات لأسرهن ومحدودات الدخل واللائي حصلن علي قروض لاقامة مشروعات صغيرة وفرت لهن فرصة عمل مناسبة, حيث استطاعت محافظة المنصورة أن توفر خلال العام الاخير اكثر من20 ألف فرصة عمل بقروض بلغت95 مليون جنيه. وتابعت الأنشطة المتعددة التي تزاولها المرأة كاعمال التريكو والنقش علي الخشب والملابس الجاهزة والنسيج وصناعة العطور والسجاد اليدوي وغيرها من الصناعات اليدوية كتطريز الملابس والمفروشات. وفي إطار الحراك السياسي الذي أحدثه التعديل التشريعي الذي يحدد كوتة للمرأة' حصة'في البرلمان بواقع64 مقعدا كحد أدني في المجتمع المصري, حرصت السيدة سوزان مبارك علي تخصيص لقائها مع جماهير محافظة الدقهلية حول المشاركة السياسية للمرأة واستهلت اللقاء بكلمة قالت فيها'إننا أمام تجربة جديدة, حيث تجري علي أرض مصر في خريف هذا العام انتخابات مجلس الشعب, مؤكدة أنه ليس أمام هذه التجربة إلا النجاح لانها ستحدد بشكل كبير مستقبل الدور السياسي للمرأة في الحياة البرلمانية. وطالبت السيدة سوزان مبارك المرأة بأن تستمر في كفاءتها ودفاعها عن حريتها لأنها تقع علي عاتقها مسئولية كبيرة وهي أن تثبت للعالم جدارتها واستحقاقها لهذه المقاعد. واختتمت اللقاء بالاستماع إلي تساؤلات أبناء وقيادات محافظات الدقهلية وكفر الشيخ والشرقية والغربية ودمياط والمنوفية من الذين حضروا اللقاء. وأشارت سوزان مبارك إلي أن هذا اللقاء يأتي في إطار تحرك واسع للمجلس القومي للمرأة علي مستوي محافظات مصر وهو حوار تسعي إليه دائما وتحرص علي توسيع قاعدة المشاركة الشعبية فيه, موضحة أنها شاركت الأهالي والقيادات في محافظات سيناء والأقصر وأسوان وبورسعيد والاسماعيلية. وقالت' إننا ذهبنا لنشارك الأهالي والقيادات بتلك المحافظات همومهم وقضاياهم المشتركة.. ذهبنا لمساندة أهالي سيناء والصعيد في مواجهة كارثة السيول وتسليم القري الجديدة للأسر المتضررة في حين كانت قضايا الأسرة المصرية علي رأس جدول الاعمال للقائنا في بورسعيد واحتلت القراءة والثقافة محور لقاء الاسماعيلية في إطار الاحتفالات بمرور20 عاما علي اطلاق الحملة القومية للقراءة للجميع. وقالت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية وراعية الحملة القومية للقراءة للجميع' إن هناك لقاءات عديدة استهدفت الحوار والتواصل حول هموم وقضايا المجتمع والمواطن والأسرة المصرية والتنسيق بين مختلف الاطراف والشركاء في مواجهة هذه القضية وبالطبع دعم دور المرأة بشكل خاص كشريك أصيل في منظومة الجهود الوطنية. وأوضحت أن لقاء المنصورة يأتي لتتواصل هذه الحوارات الشعبية البناءة خاصة ونحن نمر بلحظة حاسمة ومرحلة ثرية للممارسة الديمقراطية من خلال انتخابات متتالية جرت وستجري في القريب العاجل, لافتة إلي أنها انتخابات تتم في إطار تعديلات تشريعية مهمة تعيد تشكيل مؤسساتنا التشريعية والدستورية وتعزز فرص المرأة في المشاركة السياسية. وأكدت سوزان مبارك أنها لحظة حاسمة ستشكل الملامح الأساسية لتطور مجتمعنا في المرحلة القادمة, مشيرة إلي أنه منذ أسابيع قليلة جرت انتخابات مجلس الشوري وتم التجديد النصفي لأعضاء المجلس بالانتخاب, بالإضافة الي تعيين44 عضوا منهم20 سيدة. وأوضحت أنه بعد أشهر قليلة ستكون هناك انتخابات مجلس الشعب وذلك بعد أن تم التعديل التشريعي, كما أنه بعد عام ستجري انتخابات رئيس الجمهورية وهي الانتخابات الرئاسية الثانية التي تجري بعد تعديل الدستور ليتم اختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب السري المباشر بدلا من الاستفتاء علي مرشح واحد, ووصفت ذلك بأنها خطوة غير مسبوقة في تاريخ مصر الحديث لتعزيز التعددية ودعم دور الأحزاب السياسية. وأكدت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية ورئيس المجلس القومي للمرأة أن هناك انتخابات وإصلاحات تشريعية هامة تم تنفيذها وترتب عليها نقلة نوعية في مجمل أوضاع مصر ومسيرة تطورها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي, كما أنها تطرح في ذات الوقت تحديا جديدا أمام المرأة لاثبات جدارتها في مجال المشاركة السياسية ومراكز صنع القرار. كما أن هذه الاصلاحات تؤكد القدرة علي التأثير لصالح تشريعات وسياسات أكثر تعبيرا عن مصالح وقضايا المواطنين وأكثر انحيازا لعملية التنمية العادلة المستدامة في مجتمعنا. وحول أهمية دور المرأة الفاعل في عملية التنمية, أكدت سوزان مبارك أن التنمية بمثابة عمل دائم وجهد منظم لتعبئة كافة الموارد المادية والطاقات البشرية لبناء مجتمع متقدم ينعم فيه الانسان بالأمن والرخاء والعدل, مؤكدة أن الانسان رجل كان أم إمراة هو محور التنمية وأن كفالة حقوقه في المساواة والمشاركة والحياة الكريمة الامنة هي الغاية من عملية التنمية. وأكدت السيدة سوزان مبارك أن المراة تمثل ما لايقل عن نصف المجتمع الانساني ونصف طاقته وبالتالي ماكان لجهود التنمية أن تؤتي ثمارها بدون النهوض بأوضاع المرأة وكفالة حقوقها وتمكينها كي تشارك بكامل طاقتها في بناء عملية التقدم, موضحة أن ذلك ليس انحيازا للمرأة ولكنه انحياز لمصر لان النهوض بالمرأة والنهوض بالمجتمع هما وجهان لقضية واحدة. كما أكدت أن لدينا قناعة راسخة بأن وراء المرأة المصرية تاريخا كبيرا من الكفاح والانجاز يجب البناء عليه ورصيدا هائلا من الكفاءات والخبرات والطاقات يجب توظيفه في خدمة قضاياها وقضاياالوطن في آن واحد, موضحة أن نجاح أي مشروع وطني لتوسيع آفاق المستقبل لهذه الأمة يظل رهنا بتطوير أوضاع المرأة واطلاق طاقاتها الخلاقة لتشارك بكامل قوتها في مواجهة معطيات وتحديات عصر جديد في كل مفرداته. وأوضحت سوزان مبارك أن إيقاع الاصلاح الاقتصادي مازال يتسارع لتحسين مناخ الاستثمار ورفع كفاءة توظيف الموارد لدفع النمو وخلق المزيد من فرص العمل ومازالت خطوات التطور السياسي تتواصل نحو ترسيخ الممارسة الديمقراطية وتعزيز فرص المشاركة السياسية للمرأة وبالتوازي تحتل قضايا العدالة الاجتماعية وبناء شبكات الأمان الاجتماعي لحماية الفئات غير القادرة أولوية مهمة في برنامج العمل الوطني.
