برغم الملايين التي ترصدها الدولة كل عام لتنمية القري وتحسين معيشة المواطنين إلا أن محافظة سوهاج مازالت تضم عددا كبيرا من القري الأكثر فقرا, وقرية البواريك بمركز المنشأة إحدي هذه القري تعدادها يبلغ11 ألف نسمة بالرغم من أنها ملاصقة لمدينة المنشأة ولا يفصل بينهما سوي شريط السكة الحديد الا أنها تعيش في مشكلات لاحصر لها ترجع لعشرات السنين دون أن تسترعي اهتمام المسئولين وعن هذه المشكلات يتحدث الحاج محمد محمود سليمان من ابناء القرية قائلا إن قريتنا من أفقر القري بالفعل فزمامها الزراعي لايتعدي ال80 فدانا بالرغم أن سكانها نحو11 ألف نسمة أي أن نصيب الفرد من هذه المساحة لا يتعدي17 سهما أي3/4 قيراط, ولذلك فان القرية تضم عددا كبيرا من الأسر الفقيرة والمعدومة الدخل, ومن هنا قرر أهل الخير إنشاء جمعية خيرية لتقديم الخدمات الاجتماعية والتنموية ومساعدة المحتاجين الذين يصل عددهم إلي نحو100 أسرة تضم نحو700 فرد بالاضافة إلي عدد آخر من الأسر التي تحصل علي المساعدات بشكل خفي. وأضاف أن أهم المشكلات التي تعاني منها القرية وتعتبر أم المشكلات بها هي البطالة بين الشباب حيث يوجد بها552 شابا جامعيا و1631 حاصلون علي شهادات متوسطة و344 علي الاعدادية و1325 علي الابتدائية بالاضافة إلي22 شابامن ذوي الاحتياجات الخاصة ولذلك لا يوجد منزل بالقرية بلا عاطل ومعظمهم يعاني من الأمراض النفسية والعصبية والعضوية. ويتساءل اين الصندوق الاجتماعي للتنمية ولماذا لا يقدم تيسيرات لمنح الشباب قروضا ميسرة لإقامة مشروعات صغيرة توفر لهم فرص عمل وتكون مصدر دخل لهم. وأضاف أن من بين المشكلات التي تعاني منها القرية تهالك الشبكة الكهربائية فالتيار دائم الانقطاع بسبب تهالك الاسلاك الهوائية التي لم يتم تغييرها منذ السبعينيات مما يؤدي إلي اشتعال حرائق بالمنازل كما بات يمثل خطورة علي المارة خاصة الاطفال. وقال لقد طالبنا منذ سنوات بتغيير هذه الاسلاك بكابلات أرضية وبالفعل تم البدء في المشروع ثم توقف فجأة بعد توصيل خط من مدينة المنشأة. وقال إن تهالك الشبكة أدي إلي ضعف الإنارة مما يشكل أثرا سلبيا علي السكان خاصة الطلاب أثناء العام الدراسي علاوة علي تلف معظم الأجهزة الكهربائية نظرا لتغير الأحمال. ويقول عصام رشدي مدرس ثانوي إن المدرسة الابتدائية القديمة بالقرية مؤجرة من الأهالي منذ سنوات حيث أصبحت لا تستوعب التلاميذ الذين يتكدسون بالفصول وتزيد الكثافة الطلابية بها إلي أكثر من50 طالبا, مما يؤدي إلي إنشاء فصول خشبية في الفناء تفتقر لأدني المواصفات الصحية, كما تؤثر علي التحصيل الدراسي للتلاميذ. كما شكا عصام رشدي من عدم وجود مدرسة اعدادية بالقرية مما يضطر أولياء الأمور لإلحاق ابنائهم بمدارس مدينة المنشأة. وأضاف أن التلاميذ يتعرضون خلال ذهابهم للمدارس إلي الخطر بسبب عبور شريط السكة الحديد أثناء الذهاب والعودة, هذا إلي جانب تحمل التلاميذ مشكلة حمل الحقيبة المدرسية فوق ظهورهم ذهابا وإيابا. الحاج محمود صابر أضاف أن هناك مشكلة أخري أكثر أهمية وهي عدم وجود شبكة للصرف الصحي بالقرية نظرا لتوقف المشروع المقرر لمدينة المنشأة بتكلفة124 مليون جنيه منذ نحو10 سنوات دون أسباب. وقال إن الوضع في منتهي الخطورة ويهدد المواطنين بالأمراض بسبب استخدام بيارات الصرف الصحي بالمنزل التي تفوح منها الروائح الكريهة فتكتم الانفاس في الصدور خاصة الاطفال كما يعاني الأهالي من عدم وجود وحدات صحية أو مراكز شباب لخدمة الأهالي والشباب. ويعود الحاج محمد محمود مرة أخري ويتحدث عن مشكلة الآمية التي تتزايد بشكل مستمر حيث يوجد نحو2031 شخصا أميا في أمس الحاجة إلي تكثيف الجهد لمحو أميتهم في إطار خطة الدولة لمحاربة هذا الوباء. وأضاف أن القرية تعاني ايضا من مشكلة الترع والمصارف التي تخترق الكتل السكنية فتسبب مشكلات بيئية لا حصر لها نظرا لإلقاء الأهالي الحيوانات النافقة والمخلفات الزراعية. كما تشكل هذه المصارف خطرا كبيرا علي تلاميذ المدارس أثناء ذهابهم إلي المدارس والعودة منها وهي مشكلة تشترك فيها معظم قري المركز وتحتاج إلي اهتمام المسئولين لوضع خطة لتغطية هذه الترع خاصة المناطق التي تمر أمام المدارس.