شن مثقفون شاركوا في ندوة نقد ثقافة التخلف بهيئة الكتاب, أمس هجوما شديدا علي نظام التعليم في مصر وحملوه مسئولية ثقافة التخلف الحالية في المجتمع بإنتاجه عقولا إتباعية غير قادرة علي تحليل الأفكار التي تعرض عليها أو نقدها لمواجهة موجات الظلام الحالية, الأمر الذي أدي لتكريس هذه الثقافة وتغلغلها في ظل الصمت المجتمعي تجاه ذلك مطالبين بصياغة إستراتيجية متكاملة تحمل حلولا جذرية وليس حلولا جزئية تمثل ترقيع للأوضاع, علي حد وصفهم. وأكد الدكتور جابر عصفور رئيس المركز القومي للترجمة علي ضرورة الاستفادة من التجارب الناجحة والمتقدمة في العالم كله شرقه وغربه, محذرا من الوقوع في شرك قياس التقدم دائما علي الغرب فقط, والالتفات إلي تجارب الشرق الناجحة في الصين وماليزيا وغيرها, والقياس علي القاسم المشترك بين النماذج المتعددة للوقوف علي الأسباب التي أدت للتنمية والتقدم بها. وأوضح عصفور ان إعلاء قيم إعمال العقل ونقد الفكر والمساءلة هو السبيل للقضاء علي ثقافة التخلف الحالية التي بدأت في أعقاب عام1967, وكرس لها عددا من العوامل من بينها تحالف الرئيس الراحل انورالسادات مع جماعة الإخوان المسلمين واخراجهم من السجون وقمع التيارات السياسية الاخري, إلي جانب ظهور الدولة الدينية في إيران, وتطلع بعض الدول إلي أدوار في المنطقة, ومحاولة فرض هيمنتها بأفكار مثل الوهابية وغيرها, بالاضافة إلي ما حدث من دعم مادي كبير لتنظيم القاعدة في أفغانستان للقضاء علي النفوذ السوفيتي والذي أدي إلي تحولهم إلي شيوخ التطرف في العالم أجمع. ودعا عصفور إلي أن يكون نقد ثقافة التخلف الحالية عنوانا لمشروع ثقافي هدفه مواجهة ما أسماه بالخطي السريعة التي يخطوها المجتمع نحو التخلف. وطالب عصفور بأن تكون المواجهة مجتمعية يشارك فيها التعليم والإعلام وقوي التنويه. ومن جانبه أكد المفكر السيد يسين أن التعصب الفكري والديني الذي يؤدي إلي الإرهاب يعد معضلة تواجه المجتمع المصري والعربي, الأمر الذي يتطلب ضرورة التركيز علي قيم الحداثة والتحديث, والقضاء علي التفكير الخرافي وترسيخ مفاهيم مجتمع المعلومات بما يتطلبه ذلك من شفافية وديمقراطية وحرية وطليعة مثقفة تسائل كل رأي وفكر قائلا: لابد أن يكون الهدف هو تطوير العقل النقدي علي أساس أنها مفتاح لتطوير التعليم المصري والقضاء علي أهم سلبياته المتمثلة في صناعة عقول إتباعية غير قادرة علي تحليل الأفكار ونقدها. وأوضح الكاتب والمترجم طلعت الشايب ان صمت المثقفين هو تكريس لثقافة التخلف في المجتمع قائلا: فتش دائما عن الثقافة فهي المسئولة عن الواقع الحالي المتردي فالثقافة دائما إما مع المستقبل أو ضده. وأكد الشايب أن ثقافة التخلف الحالية في المجتمع المصري قوية في ظل ظروف مواتية لنموها مما أدي إلي مواجهة كل صاحب فكر أو رأي بوسائل تختلف مابين قضايا الحسبة والتفكير والتصفية الجسدية مطالبا بضرورة تدريس مبادئ النقد وإعمال العقل في مراحل التعليم الثانوية والجامعية للقضاء علي الجمود الفكري في المجتمع.