أصدر مكتب رئاسة الجمهورية السلوفاكية بيانا صحفيا بشأن قرار الرئيس إيفان جاشباروفيتش بتفويض روبرت فيتسو رئيس الوزراء ورئيس حزبSMER بتشكيل الحكومة الجديدة, وذلك وفقا لنتائج الانتخابات البرلمانية. مؤكدا أنه من منطلق العدل أن يقوم الرئيس بتفويض الحزب الذي حصل علي أكبر عدد من أصوات الناخبين, مشيرا بذلك إلي الإيفاء بالثقة الكبيرة التي أبداها حزبSMER من خلال منح صوتهم للحزب المذكور, كما أوضح البيان أن جاشباروفيتش منح فيتسو مهلة لمدة عشرة أيام لتشكيل الحكومة الجديد, وهنا تساءل العديد من المحللين السياسيين لماذا أعطي رئيس الجمهورية هذه المهلة القصيرة جدا في نظر البعض, علي الرغم من إمكان إحالة المدة لشهر كامل, إلا أنه وفقا لتحليلات الصحف السلوفاكية, فإن الرئيس يعلم تماما صعوبة تشكيل فيتسو للحكومة إلا أنه إعمالا بمبادئ الدستور, فضلا عن العلاقة الوطيدة التي تربطه بفيتسو, حيث ساعده الأخير في انتخاباته الرئاسية العام المنصرم, فإنه وفر له المظلة القانونية, وعلي فيتسو أن يعمد جاهدا, لكن هذا التكليف يبدو محكوما بالفشل أن الحزب الاجتماعي الديمقراطيSMER لا يملك, حتي مع الحزب القوميSNS شريكه في الحكومة الائتلافية المنتهية ولايتها, إلا71 نائبا من أصل150 في البرلمان. في المقابل فإن أربعة أحزاب من اليمين والوسط, كانت في المعارضة في عهد الحكومة السابقة, تمتلك اليوم مجتمعة الأكثرية اللازمة لتشكيل حكومة ائتلافية, بحسب نتائج فرز جميع صناديق الاقتراع, وهذه الأحزاب الأربعة هي: الاتحاد الديمقراطي المسيحي, وحزب الحرية والتضامن, والحزب المسيحي الديمقراطي, وحزب موست هيد الذي يمثل الأقلية المجرية, باتت تمتلك بحسب نتائج الانتخابات أكثرية79 نائبا في البرلمان, وقالت ايفيتا راديكوفا زعيمة حزب الاتحاد السلوفاكي الديمقراطي المسيحي: دعوني أشكر من.. أظهروا الثقة في قدرتنا علي التوصل لحل والبدء في إحداث انطلاقة في سلوفاكيا ووقف عجرفة السلطة, ودعوني أقول إن أمنيتنا هي أن يستعيد هذا البلد لقب النمر الأوروبي. وأضافت أنها التقت بزعماء الأحزاب التي يحتمل أن يتحالف معها حزبها, وحصلت الأحزاب المنتمية إلي يمين الوسط علي الأغلبية في انتخابات سلوفاكيا أمس, مما يمنحها فرصة للإطاحة برئيس الوزراء روبرت فيتسو بيسر من خلال ائتلاف مهمته خفض عجز الميزانية وإصلاح العلاقات مع المجر المجاورة, وينظر محللون لتجمع الأحزاب المنتمية إلي يمين الوسط باعتبارها أفضل قوة لمحاربة الفساد وتحسين العلاقات الباردة مع المجر, وهناك توترات بين البلدين بسبب حقوق520 ألف شخص من أصول مجرية في سلوفاكيا. من جانبه قبل فيتسو بالتفويض الرئاسي, مشيرا إلي أنه سيعمل ما هو ضروري لإيقاف أحد الخيارات التي تشير إلي تشكيل حكومة من أحزاب وسط يمينية, بما في ذلك تشكيل حكومة قوية ومستقرة مؤلفة من حزبين سياسيين. من جهة أخري أوضح فيتسو, الذي حصل حزبه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة علي نحو35% من أصوات الناخبين أنه سيبذل قصاري جهده لتشكيل حكومة تهدف إلي استقرار سياسي مؤلفة من حزبين, بالمقابل أكد أنه في حال عدم تشكيل حكومة لن يعارض أي خطوات قد تقف حاجزا أمام تشكيل حكومة من أحزاب المعارضة السلوفاكية, بما في ذلك الإجراءات المتعلقة بتسليم الوزارات السلوفاكية للحكومة الجديدة. من جهة أخري أكد جاشباروفيتش أنه مستعد لقبول قرار رسمي مشترك صادر من أحزاب المعارضة السلوفاكية التي دخلت البرلمان السلوفاكي بشأن تشكيل حكومة مؤلفة من تلك الأحزاب, مشيرا إلي أنه سيقوم وفقا لنتائج فتيسو في تشكيل الحكومة الجديدة بتحديد موعد وتاريخ تسم الحكومة الجديدة, ووفقا لذلك سيدعو لعقد جلسة للبرلمان السلوفاكي تقوم فيه الحكومة الحالية بتقديم استقالتها, بالمقابل أكد أن الحكومة الحالية ستواصل مهامها علي الساحتين الإقليمية والدولية لتاريخ موعد جلسة البرلمان السلوفاكي. إلا أن جاشباروفيتش لم ينف إمكان قبوله لقرار تشكيل حكومة مصغرة وفقا للدستور السلوفاكي, وذلك من خلال رده علي سؤال أحد الصحفيين حول خيار تشكيل حكومة مصغرة, مما فتح الباب أمام التكهنات مرة أخري بماهية الحكومة المقبلة, ولماذا أضاف البيان الصادر عن رئيس الجمهورية هذه الفقرة في النهاية؟ هل لإعطاء رسالة للمجتمع السلوفاكي باقتناع الرئيس بعدم إمكان فيتسو تشكيل الحكومة المقبلة أم رسالة للأحزاب المعارضة والصغيرة بعدم التحالف معSMER فسوف يشكلون بالفعل الحكومة؟!