في ظل حالة من التنافسية الديمقراطية شهدت دولة سلوفاكيا السبت الماضي انتخابات برلمانية فاز بها الحزب الاجتماعي الديمقراطي الحاكمsmer علي منافسه الرئيسي( الاتحاد الديمقراطي المسيحي السلوفاكي)SDKU بفارق34 مقعدا في البرلمان ليحظي بتأييد8,34% من اجمالي الناخبين الذين ادلوا بأصواتهم وقد حصد الحزب الحاكم62 مقعدا بينما حصد حزبsdku28 مقعدا بنسبة4,15%, وتأتي تلك الانتخابات وسط توقعات من أحزاب المعارضة السلوفاكية بعدم امكان تشكيل حزبsmer الحاكم للحكومة المقبلة نظرا لتحالف أحزاب المعارضة مع بعضها البعض لتمثل بذلك جبهة قوية داخل البرلمان, لإضعاف قوة الحزب الحاكم وعدم تمكينه من كسب تأييد51% من أعضاء البرلمان. يذكر أن حزبsmer يمثل اتجاه يسار الوسط, وهو الحزب الذي يقود الائتلاف الحاكم حاليا في سلوفاكيا والذي يتكون من الأحزاب التالية: الحزب القومي السلوفاكي, والحركة الشعبية لسلوفاكيا ديمقراطية.. ووفقا لاستطلاع الرأي الذي أجرته وكالةpolis السلوفاكية قبل الانتخابات, عبر35% من المواطنين الذين شاركوا في هذا الاستفتاء عن تأييدهم للحزب الحاكم في الانتخابات, في إشارة واضحة إلي حالة من الرضا العام عن اداء الحكومة الحالي, بيد أن زعيم الحزب الاجتماعي الديمقراطي ورئيس الوزراء الحالي روبرت فيستو قد تعرض لاتهام من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي والمسيحي المعارض الذي يمثل اتجاه اليمين المحافظ, وهو من أكبر أحزاب المعارضة السلوفاكية بسبب تورطه في قضايا فساد مرتبطة بتمويل حملاته الانتخابية السابقة في عام2002. وقد حصل حزب الاتحاد الديمقراطي في استطلاع الرأي المشار اليه علي16% من أصوات المشاركين في هذا الاستفتاء, وهو ما يشير بدوره الي احتمال بقائه في صفوف المعارضة للفترة المقبلة- ومما يزيد من تكهنات بقائه داخل الوزارة بخلاف ما قام به يوم الخميس الماضي من تسريب شريط يظهر صوت رئيس الوزراء الحالي ورئيس حزبsmer الحاكم متواطئ في قضية فساد متعلقة بتمويل حملته الانتخابية في عام2002 مما أضعف من شعبية فيتسو لتصل الي ما يقرب من29% قبل يوم من إجراء الانتخابات, والسؤال يطرح نفسه علي العامة هو لماذا لم يعرض هذا الشريط من قبل؟! وأرجأ استطلاع الرأي الذي أجراه الأهرام المسائي من داخل أروقة المدارس التي تم فيها الاقتراع الي لجوء حزبsdku الي هذا العمل مساء يوم الخميس نظرا لانتهاء الفترات الإعلامية الممنوحة للناخبين للظهور علي شاشات التلفزة للدفاع او- حتي- حق الرد مما اضطر روبرت فيستو رئيس الوزراء الي التقدم ببلاغ للنائب العام السلوفاكي يوم الجمعة الماضي مشككا في صحة ما جاء بالشريط نافيا أن يكون هذا صوته. وأكد عدد كبير من أحزاب المعارضة أن عوامل كثيرة تتدخل لتشكل في النتيجة وعي الناس, منها موقف كل حزب من الملفات التي يهتم بها المواطن السلوفاكي. فالمواطن يريد ضرائب أقل ومزايا أكثر, من توفير مساكن آهلة للسكن للشباب, وتغيير صورة الحكومة الحالية فيما يتعلق بأذهان البعض من قضايا الفساد السالفة الذكر بالإضافة الي حد معقول للراتب الأدني, بيد أن معظم الناخبين كانوا راضين تماما عن أداء حكومتهم في ادارة الأزمة المالية العالمية التي طحنت بالأسواق الأوروبية وإفلاس كبري الشركات والبنوك, آملين في تحسن الحالة المعيشية بعد الانتخابات. بخلاف ما حققته سلوفاكيا من نجاحات سياسية, واقتصادية, واجتماعية شهد لها العالم أجمع لتصبح من أكثر الاقتصاديات تطورا في منطقة وسط أوروبا والأكثر جذبا للاستثمارات الأجنبية المباشرة.. وهذا كان أحد الأسباب الرئيسية في نجاح الحزب الاجتماعي الديمقراطيsmer بعد منافسه شرسة خاضها مع أحزاب المعارضة التي رفعت لافتات تنديد بأداء الحكومة الحالية مطالبين الحكومة بتنفيذ أدني وعودها السابقة علي أقل تقدير, وتعد سلوفاكيا أول منتج للسيارات في العالم من حيث عدد السيارات للفرد الواحد حيث يصل حجم الإنتاج إلي مليون سيارة سنويا مع وجود مصانع لكبريات الشركات في العالم مثل فولكس فاجن, وبي إم دبليو, وتويوتا وغيرها, علاوة علي قطع غيار السيارات وتقدمها في مجالات تكنولوجيا المعلومات حيث تسعي لتكوين مجتمع قائم علي المعرفة والعلم. كما انضمت سلوفاكيا إلي اتفاقية الشنجن مما يعني عدم الحاجة لحصول المواطنين علي تأشيرة الدخول للدول الأخري في الاتفاقية فقط بطاقة تحقيق الشخصية, كما انضمت في يناير2009 لمنطقة اليورو.