علي الرغم من صغر سن دولة سلوفاكيا الديمقراطية, إلا أنها استطاعت أن تضع نفسها علي الخريطة العالمية ضمن أفضل دول العالم الناشئة علي صعيد التنمية الداخلية. وجذب رءوس الأموال الأجنبية, فضلا عن نجاحها في الحصول علي عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلنطي( الناتو), وقد قامت مصر أخيرا برفع التمثيل الدبلوماسي لدرجة سفير وفتح مقر للسفارة المصرية في العاصمة براتيسلافا لمزيد من دعم العلاقات بين الجانبين. وفي لقاء مع رئيس البلاد إيفان جاشباروفيتش الذي يعد ثالث رئيس لجمهورية سلوفاكيا, وأول رئيس يجدد انتخابه رئيسا لولاية دستورية ثانية وأخيرة منذ الإعلان عن قيام الدولة السلوفاكية عام1993 كان هذا الحوار.. * الأهرام: ما هي الخطوات التي يمكن أن تتخذها سلوفاكيا العضو في الاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون الثنائي مع مصر؟ { جاشباروفيتش: نركز حاليا علي مشروعات الطاقة, والتصنيع الغذائي, والأخشاب فضلا عن المشروعات السياحية, كما يمكن أن يمتد التعاون إلي الطاقة النووية, لما تتمتع به سلوفاكيا من خبرات كبيرة علي امتداد سنوات كثيرة, وهذا نابع من اقتناعنا بأن عضوية سلوفاكيا في الاتحاد الأوروبي تعزز من التعاون الثنائي مع مصر. * الأهرام: شهدت الدولتان طفرة واضحة في حجم التبادل التجاري عام2008 ما هي سبل زيادته؟ { جاشباروفيتش: حجم التبادل التجاري بين البلدين شهد طفرة في العام2008 لكنه انخفض إلي حد ما العام الماضي, بسبب الأزمة المالية العالمية, والتي أدت إلي انخفاض الصادرات السلوفاكية إلي مصر بأكثر من40% وكذلك انخفضت الصادرات المصرية لسلوفاكيا, ولكن يجب التأكيد علي أن مصر كانت دائما شريكا تجاريا كبيرا لنا منذ القدم, وهو ما يدفعنا إلي البناء علي هذه القاعدة القوية بزيادة التبادل التجاري, والتعجيل بتوقيع اتفاقات مشتركة بين الوزارات بشأن التعاون الاقتصادي. * الأهرام: ما هو تقييمكم للمرحلة القادمة في المنطقة, وهل ستكون أكثر صعوبة في ظل إصرار إيران علي امتلاك برنامج نووي؟! { جاشباروفيتش: لا شك أن هذا البرنامج يزيد من تعقيد عملية السلام في الشرق الأوسط, بل ويقوضها, وعلي الرغم من أن قرار رقم1929 الأخير بفرض حزمة جديدة من العقوبات علي إيران, جاء كرد فعل واقعي للخطوات التي اتخذتها إيران في الآونة الأخيرة, إلا أنه ينبغي الإبقاء علي باب التفاوض مفتوحا بهدف التوصل إلي حل سلمي للنزاع, ونحن نري أن المجتمع الدولي بقيادة مجلس الأمن لم يستنفد بعد جميع إمكانات التوصل إلي حل سلمي. * الأهرام: ما الدور الذي تلعبونه من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط؟ { جاشباروفيتش: يمكننا التأثير علي مجريات الأحداث بالشرق الأوسط بشكل غير مباشر عن طريق صيغ الشراكة بصفتنا عضوا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي( الناتو), مما يوجد فرصا لتعاون حقيقي بين جميع البلدان, أما عن الدور السلوفاكي, فنحن لدينا صفة مراقب في بعثة حفظ السلام علي الحدود بين إسرائيل وسوريا ولبنان وفلسطين التابعة للأمم المتحدة, وفي هذا السياق, أود أن أعرب عن تقديري الكبير لدور مصر في عملية السلام في الشرق الأوسط, فضلا عن جهودها لتحقيق المصالحة بين الفلسطينيين. * الأهرام: هل تري ثم انفراجة في عملية السلام في المنطقة في ظل التطورات الراهنة والتصعيدات الإسرائيلية العسكرية المتتالية تجاه سكان غزة؟ { جاشباروفيتش: إسرائيل بحاجة إلي تغيير كبير في سياستها الحالية تجاه قطاع غزة, مع الأخذ في الاعتبار متطلباتها الأمنية المشروعة, لأن سياسة الحصار تأتي بنتائج عكسية, في حين أن النتيجة المرجوة لن تتحقق إلا بجهود حقيقية من الطرفين للتوصل إلي اتفاق نهائي. وبناء علي ذلك, لا أتوقع في الوقت الراهن أي تقدم سريع في عملية السلام. * الأهرام: بصفتكم عضوا بحلف الأطلنطي والذي من أسباب تكوينه حماية الدول الأعضاء فيه بشكل خاص, ألا ترون أن اعتداء إسرائيل علي قافلة الحرية التركية تستوجب وقفة حاسمة من قبل الناتو, باعتبار أنقرة عضوا أصيلا في الحلف؟! { جاشباروفيتش: من الصعب التعليق علي هذه القضية في هذه المرحلة من التحقيق, لأن الحادث تشوبه الشكوك والغموض بشأن كيفية تصاعد الموقف, لكني أود الإشارة إلي أمرين الأول: هو ضرورة فتح المعابر الحدودية مع إسرائيل بغية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عائق إلي غزة, الثاني: دعوة ممثلين عن كل من الإسرائيليين والفلسطينيين للاستمرار في استئناف مفاوضات السلام غير المباشرة علي الرغم من الحادث المأساوي, أما من الناحية العسكرية, فإن حلف شمال الأطلنطي, لا يوجد لديه أي طموح للعمل العسكري في البحر الأبيض المتوسط, وإذا كان لدولة أو دول أعضاء به مخاوف علي سلامة مواطنيها, فإن لديهم إمكانية تفعيل الآلية الاستشارية بين الحلفاء.