لم تكن مفاجأة إعلان حسن حمدي رئيس النادي الأهلي التمرد علي رابطة الأندية المحترفة, عقب فشله الذريع في الانتخابات الأولي لها وعدم نجاحه في محاولة تمرير صلح مؤقت ينال من خلاله رئاسة الرابطة بالتزكية. وبدأ حسن حمدي حاليا رحلة جديدة من رحلات الصدام مع الدولة والخروج عن النظام العام, من خلال بيع حقوق بث مباريات فريق الكرة الأول بالنادي الأهلي في بطولة الدوري الممتاز لموسم2014/2013, بشكل منفرد للقنوات الفضائية بعيدا عن الرابطة والاستحواذ علي الحصة منفردا. وباتت هيبة الأهلي في خطر بعد اقدام حسن حمدي, علي خطوة التمرد معيدا الي الذاكرة تمرده في الماضي وفشله في مخطط البيع الحصري لقناة فضائية بعينها. لماذا يتمرد حسن حمدي؟.. سؤال يفتح ملف من أخطر ملفات الكرة المصرية وهو البث الفضائي وبيع حقوق اذاعة الدوري الممتاز لأية قنوات في المستقبل, وهو ملف يرتبط بالأمن القومي ليس حاليا فقط بل في الماضي, لما تمثله كرة القدم من مصدر المتعة للملايين, خاصة محدودي الدخل من الشعب المصري, مما دفع الدولة في كل الأنظمة للتصدي لكل محاولات بيع البطولة بنظام التشفير. وتأتي تحركات حسن حمدي حاليا نحو رفع راية التمرد في وجه الدولة, مؤشرا خطيرا في ظل عدم تفهمه للوضع داخل مصر, وارتكابه الأخطاء نفسها القديمة.. فرئيس الأهلي يحاول بيع مبارياته ويهمل وجود شخصية قوية مثل طاهر أبوزيد في منصب وزير الدولة لشئون الرياضة لن يصمت وقد يصل الأمر الي حد اتباع إجراءات مثل الإقالة الفورية لمجلس إدارة النادي الأهلي, وكذلك السياسة الجديدة لوزارة الإعلام مالكة إشارة البث الفضائي والتي فاجأت الجميع مؤخرا بإذاعة لقاء غانا ومصر في كوماسي في ذهاب المرحلة الثالثة من التصفيات الإفريقية المؤهلة الي نهائيات كأس العالم في البرازيل رغم بيع الحقوق. ووقتها وفي حالة إقدام حسن حمدي علي خطوة بيع الحقوق منفردا, فهو يعرض الأهلي لصفعة قوية من النظام, سواء في وزارة الرياضة المالكة حاليا لحق تقرير مصيره, بعد انتهاء مدته أو وزارة الإعلام الجهة الوحيدة بقوة القانون المالكة لحق بث مواد فيلمية عبر الشاشات.. الأكيد أن تمرد حسن حمدي عن رابطة الأندية المحترفة عقب اخفاقه في الانتخابات وحصوله علي مقعد العضوية بالتزكية يمثل دليل ادانة لرئيس الأهلي, ويكشف مدي بحثه عن اطماع خاصة بعيدا عن المنظومة الكروية. فالتمرد علي رابطة الأندية المحترفة يعد نقطة سوداء لرئيس النادي القاهري الكبير, خاصة أنه صاحب فكرة تأسيس الرابطة, وكان ذلك عام2009 عندما تمرد علي اتحاد كرة القدم بسبب بيع حقوق البث الفضائي لمباريات الدوري الممتاز من جانب اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر في ذلك الوقت. وعندها حاول حسن حمدي بمشاركة أصدقاء له مثل ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك, شل يد الجبلاية عبر اختراع رابطة الأندية المحترفة أسوة بما يحدث في أوروبا.. حيث تبرز هذه الرابطة وتتولي إدارة المنافسات الي جانب حقوق البث الفضائي, وانتبه حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة وقتها لتحركات رئيس الأهلي, واستضاف ورش عمل للتعرف علي تجارب روابط الأندية في أوروبا وتحديدا في انجلترا وايطاليا. والمثير أن حسن حمدي ترك الملف وقتها لعضوي مجلسه خالد مرتجي والعامري فاروق وزير الرياضة السابق, ليتوليان الترويج الي أهمية تبني فكرة انشاء رابطة الأندية المحترفة علي أن يجري انتخابها من قبل الأندية المشاركة في بطولة الدوري. والمثير أيضا, أن حسن حمدي رغبة منه في الاسراع بتحويل ملف بيع حقوق البث الفضائي من اتحاد الكرة, كان صاحب توصية ظهور ما تسمي لجنة البث التي يشارك فيها رؤساء الأندية مع سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة, لحين البدء في الخطوات القانونية لإنشاء رابطة الأندية المحترفة فيما بعد. وهناك حقائق أخري منها, ما كان يحسب لحسن حمدي قبل أن تتبدل مواقفه, أبرزها علي الاطلاق أنه لم يكن يفكر مطلقا عند اطلاقه لفكرة تأسيس رابطة الأندية, تولي منصب رئاستها وكان يعتبره أقل بكثير من مكانته كرئيس للنادي الأهلي, وهو ما كان ينقله الي رؤساء الأندية.. وترجم ذلك من خلال عدم تحدثه عن رئاسة لجنة البث الفضائي عند ظهورها في عهد سمير زاهر رئيس الاتحاد السابق عام2009.. ووقتها لم يكن حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة أصدر أي لوائح تخص تحديد مدة مجالس ادارات الأندية بدورتين فيما يسمي بند الثماني سنوات, ولكن كان حسن حمدي يركز في منح المنصب لأحد المنتمين الي الأهلي, سواء كان المستشار محمود فهمي في بداية مراحل التأسيس, أو أحدا من أعضاء مجلسه مثل خالد مرتجي الذي قدم نفسه لحسن حمدي كخبير في اللوائح المطبقة في أوروبا. وظل منصب رئيس رابطة الأندية المحترفة خارج حسابات حسن حمدي أيضا, في ظل تركيزه الكامل في التصدي لبند الثماني سنوات عند اطلاقه وتفعيله عقب ثورة25 يناير, سواء من قبل حسن صقر أو العامري فاروق وزير الرياضة السابق, وأخيرا طاهر أبوزيد الوزير الحالي, الذي أطلق رصاصة الرحمة علي أحلام رئيس الأهلي ورجال مجلسه الحالي بالإعلان عن تمسكه ببند الثماني سنوات في لائحته التي أصدرها بعد تعليق لائحة العامري فاروق إعلاء لمبدأ تداول السلطة.. وقتها أصبحت رئاسة رابطة الأندية المحترفة هي السبيل الوحيد لحسن حمدي في البقاء في دائرة الضوء لعام كامل علي الأقل, بعدما ظهرت تسريبات تفيد اقالته من منصبه وتعيين لجنة مؤقتة تتولي إدارة النادي في المرحلة المقبلة, وتدعو للانتخابات وفقا للائحة الصادرة عن وزارة الرياضة, وعلي الفور تحرك رئيس النادي الأهلي الي تفعيل شأن رابطة الأندية المحترفة لهدفين, الأول الحصول علي رئاسة الرابطة, والانفراد بملف بيع حقوق البث الفضائي مع باقي الأندية حلمه القديم ومواجهة لائحة طاهر أبوزيد كورقة أخيرة للاستمرار في النادي. يفعله حسن حمدي حاليا يفتح الباب أمام العودة الي الماضي وإلقاء الضوء علي واقعة مثيرة للجدل لم يحاسب عنها رئيس النادي الأهلي في ظل شيخوخة نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك, فالكرة المصرية وتحديدا الملايين من الشعب المصري المنتمين الي الأهلي كانوا عرضة اليوم ولأربعة أعوام سابقة, للجوء الي دفع أموال من أجل مشاهدة مباريات فريق الكرة الأول, وتعود الواقعة الي عام2008 عندما فاجأ حسن حمدي الجميع بإطلاق قناة رياضية.. وسعت القناة منذ اليوم الأول لها الي الحصول علي حقوق نقل مباريات النادي الأهلي في وقت كان اتحاد الكرة باع الحقوق الي عدة قنوات وبنظام البث المفتوح, مع احتفاظ وزارة الإعلام بحق إذاعة المباريات عبر قنواته الأرضية والفضائية. وبعد أن فشلت كل مخططات الماضي يسعي حسن حمدي حاليا لإعادة انتاج فيلمه الشهير عام2008 من خلال البيع المتعدد لمواجهات الأهلي علي ملعبه, وذلك في موسم2008 و2009 والذي فشل خلاله في مواجهة الدولة ولكنه نجا من العقاب وقتها.. وفي هذا التمرد خطورة كبيرة علي هيبة النادي في ظل رد الفعل المرتقب من الدولة واتحاد الكرة وباقي الأندية. رابط دائم :