في مهزلة جديدة, وتراجع لافت لكيان وهيبة الأهلي, لم يجد حسن حمدي رئيس النادي القاهري سوي الانسحاب في صمت من اجتماع رابطة الأندية المحترفة اعتراضا علي دخوله ملحق العضوية ثم اعتباره ناجحا بالتزكية وتخوفا من الفشل في انتخابات الرئاسة. هي مهزلة جديدة كتبت سطورها أمس عندما اجتمعت لجنة الأندية البالونة التي أطلقها حسن حمدي برفقة شريك الماضي ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك المعزول من منصبه لتكون اداة لهما في وجه الدولة ووزارة الرياضة أملا في الغاء بند الثماني سنوات واطلاق العنان لاعتماد لائحة جديدة ترضي طموحاتهما. أمس كان الموعد مع اعلان تشكيل اللجنة بشكل رسمي, والتي يحاول حسن حمدي منذ سنوات إخراجها الي النور من أجل انفرادها فيما بعد بالملفات الخاصة بمواجهة الدولة وفصل الاندية عن وزارة الرياضة, وكذلك التحكم في ملفات مالية ضخمة مثل ملف البث الفضائي لمباريات الدوري الممتاز في المستقبل. وعندما اجتمعت الأندية في مشروع الهدف التابع لاتحاد كرة القدم في مقره بمدينة السادس من اكتوبر في حضور جمال علام رئيس الاتحاد, جري فتح الباب امام التصويت لإختيار مجلس ادارتها الذي سيبدأ في التواصل مع الجبلاية بشأن ادارة الملفات الكروية المتعلقة بمنافسات بطولة الدوري الممتاز في المستقبل. وكانت المفاجأة سقوط الاهلي إلي المركز الخامس في العضوية بعد حصوله علي13 صوتا فقط, وجاء حسن حمدي رئيس النادي وصاحب الفكرة ليفسد الاجتماع بإعلانه الانسحاب من الجلسة مما ترتب عليه تأجيل انتخاب رئيسا للجنة, والتي كان حمدي يعتقد فوزه فيها بالتزكية ودون منافسة. ولم يجد رئيس النادي الاهلي سوي خيبة الأمل في ظل سياسة التعالي التي تعامل بها علي مدار سنوات طويلة, خاصة في الملفات المشتركة مع باقي الاندية فلم يحصل الا علي فضيحة للنادي الاول جماهيريا في مصر. وجاء انسحاب حسن حمدي متعمدا, لمنحه فرصة من الوقت لترتيب أوراقه علي أمل محاولة الوصول الي مقعد رئاسة لجنة الأندية بالتزكية وتقديم إغراءات لمسئولي الاندية في محاولة لإقناعهم بفتح الباب امام فوزه بمنصب قد يكون الامل الوحيد له للبقاء لعام كامل في دائرة الضوء, بعد أن اصبح قرار اقالته من منصبه رئيسا للأهلي علي الابواب من قبل طاهر ابوزيد وزير الدولة لشئون الرياضة مثلما حدث مع ممدوح عباس. والمثير أن رجال حسن حمدي بدأوا سريعا في الترويج لفكرة المؤامرة التي تعرض لها رئيس النادي في الاجتماع من الاندية الاخري وتناسوا انه تم تصعيده بالتزكية رغم تساويه مع3 اندية اخري في عدد الاصوات ولم يجر تطبيق مبدأ المساواة. وأسفرت الانتخابات عن سقوط الرجل الكبير في الانتخابات بعد أن حل الاهلي سابعا بعد الزمالك غريمه التقليدي الذي اكتسح الانتخابات برصيد19 صوتا وتلاه في المركز الثاني انبي برصيد17 صوتا ثم المنيا الصاعد حديثا الي الدوري الممتاز ومصر المقاصة في المركزين الثالث والرابع برصيد15 صوتا وتلاهما الاسماعيلي والجونة برصيد14 صوتا. قبل ان يتساوي الاهلي مع اندية طلائع الجيش والمقاولون العرب واتحاد الشرطة في الاصوات ولكل منها13 صوتا. والمثير أن الاندية حاولت بعد صدمة هذه النتائج الحفاظ علي هيبة الاهلي من خلال ضمه للقائمة الناجحة بالتزكية واجراء جولة اعادة بين الشرطة والطلائع والمقاولون العرب هي فضيحة بكل المقاييس, وتأكد معها مدي التراجع الحاد لشعبية الاهلي ومكانته كرائد للأندية ومثل أعلي لها وهو عهد ولي برحيل صالح سليم في مطلع الألفية الثالثة. ويتحمل حسن حمدي المسئولية كاملة في سقوط الأهلي خلال انتخابات رابطة الاندية المحترفة والمثير ان صاحب فكرة تأسيس الرابطة هو حسن حمدي نفسه عندما أطلقها قبل ثورة25 يناير اسوة بما يحدث في أوروبا, علي أن تتولي الرابطة ادارة المسابقات الكروية وعلي رأسها بطولة الدوري الممتاز بعيدا عن اتحاد الكرة وتتولي ايضا بيع الحقوق الخاصة بالبث الفضائي للمباريات للقنوات التليفزيونية. وحاليا وبعد انسحاب حسن حمدي, اضطرت الرابطة الي تأجيل اجتماعها الي السادس عشر من نوفمبر والمنتظر اني جري خلاله حسم المنصب الكبير وهو مقعد رئيس رابطة الأندية المحترفة المنتظر ان ينال صاحبه نفوذا كرويا كبيرا في الفترة المقبلة. ولم تكن هناك مؤامرة في إخفاق الاهلي الانتخابي وتعثر رئيسه حسن حمدي, بل هو نتيجة طبيعية لسياسة الفشل التي يعانيها النادي مع رئيسه الذي تفرغ لقضاياه الشخصية علي حساب المصلحة العامة للنادي, ففي الوقت الذي كان مسئولو الاندية بمن فيهم الدكتور كمال درويش رئيس الزمالك الذي لم يمض علي وجوده في منصبه أكثر من15 يوما, بالاضافة إلي محمد حمدي ماضي رئيس نادي المنيا والحصان الاسود في الانتخابات واللواء محمد عبدالسلام رئيس نادي مصر المقاصة ومحمد أبو السعود رئيس النادي الاسماعيلي يجرون الاتصالات معا ويتحالفون يدا بيد سعيا وراء البحث عن خارطة طريق واضحة للاندية عندما تبدأ منافسات بطولة الدوري الممتاز خاصة اللائحة المنظمة للبطولة أو العائد المالي الضخم المنتظر من وراء بيع حقوق البث الفضائي كان حسن حمدي ورجاله وعلي رأسهم محمود الخطيب نائب رئيس النادي يحاربان في طريق آخر مع طاهر أبوزيد وزير الدولة لشئون الرياضة سعيا لانهاء العمل باللائحة الجديدة للاندية واللجوء الي التصعيد الدولي واستخدام ورقة اللجنة الاوليمبية الدولية أملا في الغاء بند الثماني سنوات, وما تلاه من حرب للبقاء علي الكرسي حتي الانتخابات المقبلة بعد العين الحمراء التي أظهرها أبوزيد لشريكهم السابق ممدوح عباس الذي جري عزل مجلسه من الزمالك بسبب انقضاء مدته القانونية. ولم يكن سقوط الرجل الكبير في الكرة المصرية, مفاجأة مقارنة بما شهدته مسرح الاحداث في علاقة الاهلي بباقي الأندية في الاعوام الماضية وتحديدا منذ قدوم حسن حمدي لرئاسة النادي القاهري الكبير عام2002 خلفا للراحل صالح سليم. فالأندية لا تنسي لحسن حمدي ما فعله قبل اعوام عندما كانت الكرة المصرية مستقرة, وتقام فيها المنافسات بشكل طبيعي, قبل ثورة25 يناير وظهرت وقتها تورتة البث الفضائي والعائد المالي الكبير المنتظر من ورائه, ووقتها لم يفكر رئيس النادي الأهلي سوي في كيفية الحصول علي حق تسويق بطولة الدوري بالتعاون مع سمير زاهر رئيس الاتحاد وقتها, لأحد الشركات الخاصة مقابل360 مليون جنيه, وهي صفقة ألغتها الحكومة المصرية في عام2009, ولم يتوقف الامر عند هذا الحد وحلت كارثة مالية أخري بالأندية تمثلت في رغبة حسن حمدي الاستحواذ علي نصيب الأسد من العائد المالي للبث الفضائي بما فيه التفوق ايضا علي الزمالك رغم حصولهما معا علي حصة متساوية من المباريات المذاعة تليفزيونيا, ولم ينظر حسن حمدي الي باقي الاندية ومدي حاجتها هي الاخري للحصول علي نسبة لا بأس بها من العائد المالي لتسيير أمورها بالاضافة الي دخوله في صدامات مع القنوات الفضائية محاولا منع اذاعة مباريات الاهلي علي ملعبه في وسيلة ضغط لجني أكبر قدر من الارباح المالية بعيدا عن التعاقدات المبرمة من جانب اتحاد كرة القدم في منتصف عام2008 وهي الازمة التي ظلت مستمرة لعدة أشهر. ويضاف إلي ذلك الإخفاق الكبير في الملفات التي حاز عليها حمدي بدعم من الاندية ايضا عندما منحوه حق التفاوض باسمهم من اجل بيع حقوق البث الفضائي لأعلي سعر, مثلما كان الوعد بعد ثورة25 يناير, ولكن حمدي لم يأت بجديد وقتها وكانت اكبر قيمة مالية هي بيع الدوري ب10 ملايين جنيه للقناة الواحدة.