في خطوة غير متوقعة من دولة جزرية صغيرة تقع في جنوب المحيط الهادئ، أثارت جمهورية فيجي جدلًا واسعًا بعد أن أعلنت رسميًا افتتاح سفارتها في مدينة القدسالمحتلة، لتصبح بذلك الدولة السابعة عالميًا التي تتخذ هذه الخطوة الحساسة سياسيًا ودبلوماسيًا. وجاء الافتتاح بحضور رئيس وزراء فيجي سيتيفيني رابوكا ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط انتقادات فلسطينية وعربية ودولية اعتبرت القرار انتهاكًا للقانون الدولي واصطفافًا إلى جانب السياسات الإسرائيلية. وبينما اعتبرته تل أبيب إنجازًا دبلوماسيًا جديدًا، أثبتت فيجي أن تأثير القرارات السياسية قد يتجاوز حجمها الجغرافي لتنعكس تداعياته على قضايا كبرى مثل مستقبل القدس والقضية الفلسطينية.
فيجي: لمحة عن الدولة تقع جمهورية فيجي في قلب جنوب المحيط الهادئ، وتتشكل من أرخبيل يضم أكثر من 330 جزيرة، لا يتجاوز عدد المأهولة منها المئة جزيرة. وتُعد العاصمة سوفا المركز السياسي والإداري للدولة التي يبلغ عدد سكانها قرابة 950 ألف نسمة. يعتمد اقتصاد فيجي بشكل أساسي على السياحة التي تستقطب الزوار بجمال شواطئها وطبيعتها الاستوائية، إلى جانب الزراعة ولا سيما محصول قصب السكر، فضلًا عن صيد الأسماك والتحويلات المالية التي يرسلها المغتربون لدعم عائلاتهم. سياسيًا، تنتهج فيجي نظامًا جمهوريًا برلمانيًا، يقود حكومتها حاليًا سيتيفيني رابوكا. أما على مستوى علاقاتها الدولية، فقد ارتبطت تقليديًا بدول الجوار الكبرى مثل أستراليا ونيوزيلندا، لكنها في السنوات الأخيرة بدأت تتجه نحو تنويع شراكاتها، من خلال توثيق علاقاتها مع الصين وتطوير تعاون متنامٍ مع إسرائيل. خطوة افتتاح السفارة في القدس الدولة السابعة: بانضمامها، أصبحت فيجي الدولة السابعة عالميًا التي تمتلك سفارة رسمية في القدس. الدعم الإسرائيلي: كشفت مصادر إعلامية أن إسرائيل ستتحمل تكاليف المبنى الخاص بالسفارة لمدة خمس سنوات، وهو ما يعكس أهمية سياسية خاصة تمنحها تل أبيب لهذه الخطوة. الرسالة السياسية: الحكومة الفيجية أكدت أن افتتاح السفارة يأتي دعمًا ل "إسرائيل الصديقة"، في وقت يتصاعد فيه الجدل الدولي حول مستقبل القدس.
ردود الأفعال الموقف الفلسطيني: السلطة الوطنية الفلسطينية اعتبرت هذه الخطوة انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، مؤكدة أنها تضر بجهود إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية. المواقف العربية والإسلامية: عبرت منظمات إقليمية عن استيائها من القرار، واعتبرته اصطفافًا ضد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. المجتمع الدولي: بينما امتنعت أغلب الدول الأوروبية والآسيوية عن اتخاذ خطوات مماثلة، ينظر مراقبون إلى الخطوة الفيجية باعتبارها محاولة لكسب دعم سياسي واقتصادي من إسرائيل وحلفائها.
الأبعاد والدلالات 1. انعكاس لتحولات السياسة الفيجية: الخطوة تعكس توجه حكومة رابوكا لتعزيز علاقاتها مع الغرب وإسرائيل على حساب الحياد التقليدي. 2. تأثير رمزي يتجاوز حجم الدولة: رغم أن فيجي دولة صغيرة، إلا أن قرارها يساهم في شرعنة الخطوات الإسرائيلية تجاه القدس. 3. انعكاسات على العلاقات مع العالم العربي: قد تواجه فيجي تحديات دبلوماسية مع الدول العربية والإسلامية، خاصة فيما يتعلق بالتعاون في المنظمات الدولية. 4. فرصة اقتصادية: يرى محللون أن فيجي تسعى إلى الحصول على استثمارات ودعم اقتصادي وتقني من إسرائيل مقابل هذه الخطوة المثيرة للجدل.
من خلال افتتاح سفارتها في القدس، وضعت فيجي نفسها في قلب واحدة من أكثر القضايا حساسية على الساحة الدولية. وبينما تعتبر تل أبيب الخطوة انتصارًا دبلوماسيًا جديدًا، يرى الفلسطينيون وحلفاؤهم أنها انتكاسة جديدة لمساعي إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وبذلك، أثبتت دولة جزرية صغيرة أن قراراتها يمكن أن تحمل تأثيرًا يتجاوز حدودها الجغرافية الضيقة، ليمتد إلى ملفات سياسية معقدة تتعلق بالشرق الأوسط والعالم بأسره.