لاتزال ظاهرة تعدي رعاة الأبقار علي المسطحات الخضراء بالإسماعيلية تثير الغضب بين المواطنين وزوار المحافظة الذين يشاهدون المواشي والأغنام ترعي راحتها أمام المنشآت العامة والسياحية وتشوه المظهر الحضاري لها في ظل صمت رهيب للمسئولين الذين لم يفعلوا شيئا نحوها بل غضوا البصر عن ملاحقة أصحابها وتطبيق القانون ضدهم والأمر لا يقف عند هذا الحد بل سيطرت الإشغالات علي الحدائق وباتت الفوضي هي سمة هذه المواقع الحيوية التي كانت من قبل الرئة التي يتنفس منها الجميع أبناء وضيوفا لعروس القناة وحتي نقف علي الحقيقة من كافة جوانبها التقينا شرائح مختلفة من المتضررين لهذا المشهد وخرجنا بالتحقيق التالي:- يقول إسماعيل عبد الحميد موظف أن حدائق الملاحة والطريق الدائري أصبحت مرعي أصيل للمواشي والأغنام في العامين والنصف الأخيرين المواكبين للأحداث السياسية حيث يفضل الرعاة من الأرياف الحضور مبكرا بقطعانهم بأعداد كبيرة ويتركونها تتجول داخل المسطحات الخضراء وتنتقل من مكان لآخر خاصة أمام المنشآت الحيوية وأصبح طبيعيا علينا مشاهدتها ونتذكر دائما أن الوضع الذي نحن فيه يحدث في القري وليس في المدينة العاصمة الإسماعيلية ولابد من تلافي هذه السلبيات فورا وتغليظ العقوبات ضد المتجاوزين بحق المتنزهات. ويضيف محمد متولي أعمال حرة أنه لابد من قيام رؤساء الأحياء الثلاثة بتكليف بعض العمالة لديهم بملاحقة رعاة البقر ومنعهم من استخدام المسطحات الخضراء مراعي لمواشيهم وتوقيع غرامات مالية فورية أو مصادرة إحدي القطعان حتي يلتزموا بالتعليمات بدلا من الفوضي التي نشاهدها الآن وأدعو اللواء أحمد القصاص محافظ الإسماعيلية أن يضع هذه المشكلة في أولويات اهتمامه لأنه من العيب أن تصبح الحدائق أماكن مفتوحة لتربية الأبقار والتي كبدت الدولة مبالغ مالية طائلة لرعايتها حتي يستمتع المواطنين بقضاء أوقاتهم السعيدة داخلها وليس البعد عنها واجتنابها مثلما هو حادث الآن. ويشير أحمد العدوي محاسب إلي أن الشيء الخطير هو أن مخلفات المواشي تلحق الضرر بالبيئة المحيطة بها عندما تكون محملة بالأمراض المشتركة بين الانسان والحيوان بخلاف أنها مبعث لانتشار الحشرات الضارة التي تتغذي علي روثها بجانب قيام القطعان بتدمير كل ما هو أخضر أمامهم سواء أشجار الزينة أو النباتات المعدة من قبل جهاز التطوير والتجميل الذي يشرف علي المسطحات الخضراء ولابد من التوصية في اجتماع المجلس التنفيذي القادم لإصدار قرار يجرم وجود الأبقار في المتنزهات وتطبيقه علي أرض الواقع دون التأثر بالحيل التي يلجأ إليها رعاة الأبقار الذين اعتبرهم مع مجموعات النباشين المدمرين الحقيقيين للمظهر الجمالي الذي عرفناه علي الإسماعيلية في السنوات الماضية. ويوضح أيمن إبراهيم مهندس أن الظاهرة التي لم نكن تعرفها من قبل وهي تعرضنا لهجوم يومي من الرعاة علي الحدائق العامة لاستغلال غذاء للمواشي التي يمتلكونها لتوفير شراء الأعلاف لهم وهذا حول حياتنا للدمار فلا يعقل عند خروجي للتنزه مع أولادي أشاهد الأبقار تتجول من حولي بشكل يحزنني كثيرا علي ما وصلت إليه المتنزهات من فوضي ولابد لمنظمات المجتمع المدني أن تشارك في حملة موسعة يجب أن تمتد إليهم فيها يد المسئولين عن الأحياء الثلاثة للعمل سويا علي مطاردة أصحاب المواشي والأغنام وإجبارهم علي عدم التواجد في المسطحات الخضراء تحت أي ظرف من الظروف مع ضرورة الحد من الإشغالات التي تظهر في محيط المسطحات الخضراء من وضع أكشاك بشكل عشوائي واستقطاع مساحات منها لصالح المتعدين. ويؤكد جمال عبد الله تاجر أن ظاهرة رعي الأبقار بالحدائق المفتوحة بدأت مع احداث ثورة25 يناير والتي أهمل المسئولون بعدها متابعة أعمالهم والقضاء علي انتشار القمامة والفوضي في الشوارع والميادين وتركوا المواشي والأغنام تتغذي من المسطحات الخضراء وفي مناطق حيوية منها أمام مستشفي هيئة قناة السويس ومبني الجامعة القديم والجديد ولابد من التعامل مع أصحابها بكل حزم وشدة ومعاقبتهم بالقانون بدلا من الوضع المخزي الذي يرتكبونه حاليا ولابد من القضاء علي الإشغالات الموجودة في شارع شبين الكوم والطريق الدائري وحدائق الملاحة التي أصبحت تشوه جمال الإسماعيلية. ويستطرد سامح محمود طالب جامعي قائلا: أنه لا يصدق أن يقوم رعاة الأبقار بالتجوال بمواشيهم أمام مكتب رئيس هيئة قناة السويس في مبني الإرشاد الذي يتوافد عليه الشخصيات العامة في الدولة وضيوف هذا المرفق العالمي من الأجانب والسؤال من هو المسئول عن تواجد عشرات الأبقار بحدائق الملاحة بهذا الشكل ولماذا لم يتحرك أحد في منع الرعاة من تخريب المسطحات الخضراء وأتمني الإجابة علية سريعا وان تختفي هذه المشكلة في حياة أبناء المحافظة. وتطالب خديجة السيد ربة منزل الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس أن يصدر تعليماته للقائمين علي رعاية حدائق الملاحة ونمرة6 بالالتزام وعدم السماح لقطعان الأبقار أن تتجول في هذه الأماكن الحيوية وسط العائلات التي تتردد عليها وكفي ما كان يحدث من قبل والأمر لن نلقيه علي المسئولين عن محافظة الإسماعيلية فقط وإنما تتحمل هيئة القناة المشاركة في محاربة هذه المشكلة حتي لا نضطر لهجرة المسطحات الخضراء بعد أن كنا نعتبرها متنفسا حقيقيا لنا في نهار الشتاء وليل الصيف. ومن جانبه قال اللواء عصمت عزت رئيس مركز ومدينة الإسماعيلية أنه سيتقدم بمذكرة تفصيلية للمحافظ تتضمن توقيع غرامة مالية علي رعاة الأبقار لا تقل عن ألفي جنية واحتجاز بعض القطعان حتي يسدد صاحبها المبلغ المالي بحجر الطب البيطري. وأضاف أن هذه الظاهرة أصبحت مقلقة للغاية وحقيقة رؤساء الأحياء الثلاثة لا يوجد تقصير من جانبهم نحوها لأن أصحاب المواشي والأغنام يتوافدون علي المسطحات الخضراء في ساعات مبكرة من الصباح ومن الصعب مطاردتهم. وأشار رئيس مركز ومدينة الإسماعيلية إلي أن حملات النظافة وتجميل الحدائق لا تقف وهناك خطة موسعة تنفذ علي أرض الواقع ونجحنا خلال الشهر الحالي في رفع700 طن من القمامة ومخلفات البناء وهذا معدل كبير للغاية. وأوضح أنه لا أحد يتنصل من المسئولية الملقاة علي عاتقه ويجب الوضع في الاعتبار أن الجهاز التنفيذي يسير ضد التيار المعاكس دوما ونحن مطالبون بإصلاح ما حدث في العامين والنصف الأخيرين وحاليا هناك حملة لإزالة الإشغالات سوف تستمر لمدة أسبوع الأحياء الثلاثة.