محمود الملقب باسم حيرم نشأ في أسرة تعرف الحلال والحرام وعمل في مجال تجارة المواد الغذائية التي أجاد فيها وحقق من ورائها أرباحا لا بأس بها وتقرب منه هاني وهو من الأشخاص سيئي السمعة وقدم له إغراءات للعمل معه لتهريب الحبوب المخدرة من ميناء الإسكندرية للحدود الشرقية للبلاد وبيعها لتجار الأنفاق في قطاع غزة لتحقيق أرباح مادية لا بأس بها ولم يمانع في العرض الذي تلقاه ورحب بالفكرة وبدأ يزاول النشاط الآثم ولجأ الصديقان لحيله تمثلت في وضع البرشام المخدر في صناديق الشاي وغلقها بإحكام حتي لا يشتبه فيهما أحد وتكررت عملياتهما الجريئة حتي تم رصد تحركاتهما لمعرفة رجال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء الذين نجحوا في ضبط المتهم الأول علي معدية سرابيوم الكائنة علي المجري الملاحي لقناة السويس في نطاق مركز ومدينة فايد بالإسماعيلية وعثروا داخل سيارته النقل علي320 ألف قرص مخدر من أصناف الترامادول والتامول وهواتف محمولة وتحرر محضرا بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء منتصر أبو زيد مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات قد عقد اجتماعا تنسيقا مع وكيليه اللواءين أحمد الخولي وحاتم مطر في حضور اللواء محمد ثروت مساعدهم لمنطقة القناة وسيناء لدراسة كيفية القضاء علي البؤر الإجرامية التي يروج من داخلها المخدرات بمختلف أصنافها خاصة البرشام المخدر لتهريبه عن طريق الأنفاق الأرضية بالحدود الشرقية للبلاد لقطاع غزة لبيعه هناك. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء محمد فهمي رئيس منطقة الإسماعيلية لمكافحة المخدرات ضم وكيليه العميدان هشام ألزغبي ومحمد سلامة وتبين لهم أن محمود الشهير باسم حيرم30 سنة يسكن في قرية سرابيوم ويعمل علي السيارة رقم1952 ط ص أ نقل في توزيع المواد الغذائية بقري القنطرة شرق ويعيش حياة هادئة ويرتضي بالرزق الحلال الذي يكسبه ولم يكن له أي سجل إجرامي من قبل حتي تعرف علي هاني29 سنة يقيم في قرية الأبطال وهو سيء السمعة واتفق الأخير مع الأول للعمل في جلب الحبوب المخدرة المهربة من قطاع غزة والتي تحقق ثراء لا بأس به وعدد له المميزات وسهولة التحرك في نقل كراتين البرشام حيث أقنعه بوضعها في صناديق الشاي وغلقها بإحكام وإخفائها وسط المواد الغذائية حتي لا يفتضح أمرهما وأضافت التحريات أن المتهمين نفذا أول عملية لهما ونجحا في العبور بالبضاعة المحرمة من الضفة الغربية للشرقية للقناة وتوالت طلعاتهم واعتقدا أنهما في مأمن عن الملاحقات الأمنية وازدهر نشاطهما غير المشروع في الأعوام الثلاثة الأخيرة وكونا ثروة مالية استقطعا جزءا منها لإيداعه في البنوك والآخر لشراء الأراضي والعقارات والصرف علي ملذاتهما الشخصية وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط الجناة وأعد العقداء وجيه دعبس ومفيد فوزي وعصام جبر مفتشي المنطقة أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط معدية سرابيوم وتنكروا في ملابس بلدية تظهر أنهم موجودين في المنطقة للعمل في حرفة الزراعة وعند تحديد ساعة الصفر داهموا السيارة قبل عبورها المعدية للجهة الشرقية علي المجري الملاحي للقناة وألقوا القبض علي حيرم حيث لم يتواجد سواه بداخلها وبتفتيشها عثروا علي50 كارتونه شاي محكمة وبداخلها320 ألف قرص من البرشام المخدر. وتم التحفظ علي المضبوطات واقتياد المتهم وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه واقعة الضبط اعترف بجلب الحبوب المخدرة من ميناء الأسكندرية لإعادة تهريبها لقطاع غزة وأرشد عن شريكه وتحرر محضرا بأقواله وبإحالته إلي محمود الأنصاري وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف محمد الخضراوي رئيس نيابة فايد وأمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق وسرعة ضبط صديقه الهارب.