ليس معني تخلص المصريين من حكم الإخوان لأخطاء جسيمة ارتكبوها خلال عام من حكمهم أنهم ودعوا القيم الدينية والأخلاقية إلي الأبد, أو أن ذلك يعطي مسوغا لدعاة العلمانية في مجتمعنا إلي الدعوة صراحة إلي التخلص من الحجاب كمظهر إسلامي أصيل مفروض علي المرأة بحكم الشرع. الدعوة الخطيرة التي تبناها حزب مصر العلمانية تحت التأسيس لفتيات ونساء مصر المسلمات إلي خلع الحجاب خلال وقفة في ميدان طلعت حرب لإحياء ما أسماه اليوم العالمي لخلع الحجاب ليست إلا دعوة للانحلال الأخلاقي والتحلل من القيم الإسلامية والدينية الأصيلة, وتحويل وجهة مصر من التدين المعروف عنها إلي التفسخ الخلقي والاجتماعي الذي سيجرها إلي عواقب وخيمة. والقول بأن الفتيات يجبرن علي ارتداء الحجاب ما هو إلا محاولة شيطانية خبيثة لطمس هوية المجتمع المصري, وتغريبه, وجره إلي الضياع. يترافق مع الدعوة لخلع الحجاب دعوة أخري لا تقل عنها خبثا ولا شيطانية علي شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك إلي الترويج لتبادل الأحضان والقبلات بين الشباب والفتيات في الشوارع والميادين لإلغاء الحواجز الجنسية فيما أطلقوا عليه حملة أحضان ببلاش! يعني أن أصحاب هاتين الدعوتين انتهزوا فرصة تزايد مشاعر الكراهية التي تولدت في مجتمعنا تجاه التيارات الدينية المتشددة ومعاداة التكفيريين, ليذهبوا بنا إلي تيارات عبثية تدعو إلي نشر الفساد في الأرض, متناسين أن المصريين بطبعهم محافظون يميلون إلي التدين الوسطي, وأن أحدا لا يجبر ابنته ولا زوجته علي ارتداء الحجاب, ومضوا لما هو أخطر من هذا بكثير للترويج لأفكار هدامة لا تهدف إلا لطمس هويتنا الثقافية والدينية. وكما أن الإخوان لم يكن معهم توكيل إلهي باحتكار الإيمان بالله والدفاع عن الإسلام, فليس معني ذلك أنهم كانوا وحدهم الحائل الوحيد لنشر مثل هذه الأفكار المسمومة, ولا أن المصريين سيتساهلون مع مثل هذه الدعوات الهدامة, وأزعم أن في شعبنا نخوة دينية كفيلة بتصديهم لدعاة التحرر من قيم الدين من دون مزايدة علي إيمان الآخرين, كلنا سنقف لهذه الدعوات الفاجرة بالمرصاد, بالحكمة والموعظة الحسنة, ولن ينال أحد من قيمنا ولا من تديننا, وسيذهب دعاة التحرر من سجن الأخلاق إلي حيث يستحقون. وستبقي مصر حامية حمي الشريعة الإسلامية إلي الأبد بإذن الله, ولن تبيع دينها لدعوات مغرضة.