اليوم.. فتح باب تقليل الاغتراب لطلاب الثانوية العامة    الوادي الجديد تختتم أنشطة المبادرة الوطنية لتمكين الفتيات "دوّي"    قرار جمهوري بإنشاء حساب المشروعات ب10 ملايين يورو مع البنك الأوروبي.. تفاصيل    ارتفاع الجمبري.. أسعار الأسماك والمأكولات البحرية في سوق العبور اليوم    ارتفاع الأسمنت.. أسعار مواد البناء اليوم بالأسواق (موقع رسمي)    "بالم هيلز" تستهدف إطلاق مشروعها الجديد في أبو ظبي بمبيعات متوقعة 300 مليار جنيه    إجراء 3 قرعات علنية للتسكين بأراضي توفيق الأوضاع بالعبور الجديدة.. الإثنين المقبل    بالفيديو.. "الغرف التجارية" تكشف خطة الحكومة لتخفيض الأسعار    قانون الإيجار القديم 2025.. إخلاء الوحدات بالتراضى أصبح ممكنًا بشروط    رئيس هيئة الدواء المصرية يبحث مع سفير ناميبيا لدى مصر تعزيز التعاون فى قطاع الدواء    "عربية النواب" تدين تصريحات نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى" وتثمن الموقف المصري    100 منظمة دولية: إسرائيل رفضت طلباتنا لإدخال المساعدات إلى غزة    زوجة "بيليه فلسطين" توجه نداءً عاجلاً إلى محمد صلاح    اليونان تشهد تحسنا طفيفا في حرائق الغابات.. وحريق خيوس لا يزال الخطر الأكبر    الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء نحو 4 آلاف وحدة استعمارية في سلفيت والقدس    الموعد والقناة الناقلة لمباراة مصر وإسبانيا في بطولة العالم لكرة اليد للشباب    ريبيرو يستقر على بديل ياسر إبراهيم أمام فاركو    خوان جارسيا: لم أتردد لحظة في التوقيع لبرشلونة    موعد مباراة منتخب مصر وإثيوبيا فى تصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال 26    فراعنة اليد في مواجهة نارية أمام إسبانيا بربع نهائي مونديال للشباب    إغلاق حركة الملاحة النهرية بأسوان وأبو سمبل بسبب تقلبات الطقس    "بعد فيديو ال 3 سيارات".. التحقيق مع المتهمين بمطاردة فتاتين بطريق الواحات    خلافات أسرية بين زوجين وسلاح مرخّص.. "الداخلية" تكشف حقيقة فيديو الاعتداء على سيدة بالإسكندرية    اليوم.. جنايات القاهرة تنظر محاكمة عاطلين لحيازتهما الآيس بالوايلي    انطلاق امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة السبت المقبل    النيابة تحقق فى مطاردة 3 طلاب سيارة فتيات بطريق الواحات    فيديو.. أحمد سلامة ينتقد تصريحات بدرية طلبة الأخيرة: النقابة بتعرف تاخد أوي حق الممثل والعضو    غدا.. المركز القومي للسينما يعرض أربعة أفلام في احتفاله بوفاء النيل    تطورات الحالة الصحية ل«أنغام»    غدًا .. انطلاق أولى فعاليات مهرجان القلعة فى دورته الجديدة    بعد تعرضها لحادث سير.. ليلى علوي تتصدر تريند "جوجل"    خالد الجندي: حببوا الشباب في صلاة الجمعة وهذه الآية رسالة لكل شيخ وداعية    تقرير دولي يشيد بخطوات مصر في صناعة الدواء.. والصحة تعلّق    تبلغ ذروتها اليوم.. 8 نصائح مهمة من الصحة لتفادي مضاعفات الموجة الحارة    «100 يوم صحة» تُقدم 45 مليونًا و470 ألف خدمة طبية مجانية في 29 يومًا    بسبب أمم أفريقيا.. الأهلي السعودي يسعى للتعاقد مع حارس مرمى جديد    إعلام عبري: الجدول الزمني بشأن خطة العمليات في غزة لا يلبي توقعات نتنياهو    بالأسماء.. حركة محلية جديدة تتضمن 12 قيادة في 10 محافظات    مواعيد مباريات الخميس 14 أغسطس 2025.. 4 مواجهات بالدوري ومنتخب السلة واليد    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 14 أغسطس 2025    أدعية مستجابة للأحبة وقت الفجر    التايمز: بريطانيا تتخلى عن فكرة نشر قوات عسكرية فى أوكرانيا    شقيقة زعيم كوريا الشمالية تنفي إزالة مكبرات الصوت على الحدود وتنتقد آمال سيول باستئناف الحوار    ياسين السقا يروي كواليس لقائه الأول مع محمد صلاح وأول تواصل بينهم    طريقة عمل مكرونة بالبشاميل، لسفرة غداء مميزة    ناهد السباعي عن انتهاء تصوير «السادة الأفاضل»: زعلانة    في ميزان حسنات الدكتور علي المصيلحي    الأحزاب السياسية تواصل استعداداتها لانتخابات «النواب» خلال أسابيع    الصين تفتتح أول مستشفى بالذكاء الاصطناعي.. هل سينتهي دور الأطباء؟ (جمال شعبان يجيب)    أصيب بغيبوبة سكر.. وفاة شخص أثناء رقصه داخل حفل زفاف عروسين في قنا    كمال درويش: لست الرئيس الأفضل في تاريخ الزمالك.. وكنت أول متخصص يقود النادي    تحذير بسبب إهمال صحتك.. حظ برج الدلو اليوم 14 أغسطس    المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة يحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني تحت شعار "صوت الإنسانية"    البحيرة: ضبط المتهمين بقتل شخصين أخذا بالثأر في الدلنجات    الجامعة البريطانية في مصر تستقبل الملحق الثقافي والأكاديمي بالسفارة الليبية لتعزيز التعاون المشترك    تداول طلب منسوب ل برلمانية بقنا بترخيص ملهى ليلي.. والنائبة تنفي    خالد الجندي يوضح أنواع الغيب    خالد الجندي ل المشايخ والدعاة: لا تعقِّدوا الناس من الدين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحجاب تدين واستعراض أيضا
نشر في الأهرام المسائي يوم 06 - 05 - 2010

تسجل احصائية لمركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء أن نحو‏80%‏ من المصريات ترتدين الحجاب‏,‏ لكن اللافت للانتباه أن ارتداء الحجاب لتغطية الرأس لم يعد أمرا عفويا
‏ لكن يتخذ أشكالا متعددة‏,‏ بعضها يحدد الانتماء الديني‏(‏ مستوي الإيمان أو درجة التقوي‏)‏ وبعضها يؤكد الانتماء الطبقي‏,‏ فهناك فرق كبير بين طرحة ترتديها امرأة مصرية صميمة بشكل عفوي وعملي وبدون تكلف‏,‏ وحجاب كرنفالي تتعدد ألوانه وموضاته وطبقاته التي تشبه العمامة‏(‏ وقد نهي الاسلام النساء عن التشبه بالرجال في هذا الامر‏)‏ ومن تحت مايسمي الحجاب هناك أشكال من التمرد متمثلة في مكياج كامل‏,‏ وثياب لاتتفق مع جلال الحجاب‏,‏ وكأن الأمر يخص فقط تغطية الشعر‏..‏الحجاب باختصار عالم
معقد‏,‏ تتشابك فيه فتاوي‏,‏وفتاوي مضادة‏,‏ ورغبة
في التدين‏,‏ ومحاولات للتمرد‏.‏
وفي الجامعات المصرية الآن تستطيع ان ترصد انتشار ظاهرة المحجبات في مدرجات يتلقي بها الطلاب دروسهم‏,‏ فالرؤوس التي يغطيها الحجاب أكثر من نظيرتها غير المحجبة الي الحد الذي يدفع ببعض الطلاب الي القول ان الفتاة غير المحجبة غالبا ماتكون مسيحية وليس خافيا عن الانظار ان ظاهرة انتشار الحجاب بين المصريات في السنوات العشرين الاخيرة جعلته القاعدة في الزي لا الاستثناء‏,‏ خاصة في الاقاليم المصرية التي يصبح فيها الحجاب شيئا طبيعيا مع بلوغ الفتاة الثانية عشرة علي اكثر تقدير ومن دون اجبار من الأسرة‏..‏
سمعنا‏..‏ ورصدنا
قمنا بجولة في الشوارع‏..‏ سمعنا ورصدنا مايدور بين مجموعة من الفتيات المحجبات من خلال طريقة تفكيرهن وأسلوبهن في الحوار ومدي قناعتهن بما يرتدينه ووجدنا أفكارا مختلفة
وفوجئنا بأن الحجاب له فنون الي حد إعطاء دروس في ربطات الطرح الفنية وبيع ربطات جاهزة‏,‏ تتراوح أسعارها في منطقتي المعادي ومصر الجديدة ومدينة نصر بين‏150‏ و‏200‏ جنيه للطرحة الكاجوال و‏250‏ جنيها للطرحة السواريه أي للسهرة‏.‏ أما إذا أردت تعلم لف الطرحة بنفسك‏,‏ حتي يمكنك فكها وربطها مرة أخري‏,‏ فسيكلفك هذا‏100‏ جنيه
تقول سلوي عثمان طالبة في قسم التصوير وغير محجبة ان تزايد نسبة المحجبات في المجتمع يرجع الي زيادة الوعي الديني‏,‏ كما أن البرامج الدينية‏,‏ خاصة برامج عمرو خالد وخالد الجندي‏,‏ ساهمت في زيادة عدد المحجبات‏.‏ أما عن سبب عدم ارتدائها الحجاب فتقول‏:‏ لا أستطيع أن أتخذ هذه الخطوة الآن‏,‏ لأن الحجاب ليس مجرد غطاء للرأس‏.‏ ولابد أن أصل لمرحلة التدين الكامل حتي يكون حجابي شاملا‏,‏ يدل علي المظهر والجوهر ايضا‏.‏ وأضافت أنها وزميلاتها المحجبات يتعرضن للمضايقات في الشارع من الشباب المنحرف‏.‏
أما الطالبة ش‏.‏ف وهي غير محجبة فتنتقد بشدة الفتيات اللاتي يرتدين الحجاب لأنه موضة وتقول‏:‏ للأسف هؤلاء زاد عددهن بكثرة وأصبحن الأغلبية‏,‏ وعندما أراهن أشعر بإستياء شديد‏,‏ فقد أجد فتاة محجبة ترتدي ملابس ضيقة جدا وأحيانا شفافة وأري أن هذه النوعية من الفتيات لايسئن للحجاب فقط‏,‏ ولكن يسئن للإسلام ككل‏.‏
وتقول الآنسة م‏.‏ل مسئولة علاقات عامة بإحدي الشركات الخاصة ان الحجاب والصلاة علاقة بين العبد وربه وان الفتاة او السيدة غير المحجبة ليست بالضرورة بعيدة عن ربها وهناك فروق بسيطة حتي في الناحية الاقتصادية بين ملابس الفتاة المحجبة وغير المحجبة خاصة في الوقت الذي تظهر وتتعدد فيه اشكال الحجاب بما يطلق عليه حجاب الموضة بل أحيانا يكون سعر ملابس غير المحجبة اغلي بكثير من ملابس المحجبة‏.‏
وتضيف ان بعض أصحاب الأعمال يشترطون خلع الحجاب وان بعض الشباب المقبل علي الزواج لديه عقدة في عدم الارتباط بفتاة غير محجبة‏.‏ وحول ظاهرة معاكسة الفتيات في الشوارع تقول ان أكثر الفتيات يتعرضن للإيذاء ومثل هذه المعاكسات تستهدف المحجبات وايضا لاتدري السبب في ذلك رغم ان الحجاب او النقاب فضفاض راجعة السبب في ذلك الي ثقافة المجتمع‏.‏
وتقول سمر نور بكالوريوس تربية وإحدي الفتيات المنضمات حديثا الي طابور المحجبات إنها كانت سعيدة جدا بقرارها ووجدت راحة نفسية كبيرة عقب ارتدائها الحجاب وأنه ليس هناك أي فروق في الاسعار بين الملابس العادية وملابس المحجبات إلا ان ملابس المحجبات اكثر احتشاما‏.‏ ووصفت الإسدال بأنه ليس حجابا لكنها ملابس حشمة للمرأة في ظل الظروف الحالية‏..‏
وعبرت عن عدم ارتياحها للنساء المنتقبات وأن هناك فرقا في الملبس والمظهر حتي لا يكون اكثر اصطناعا‏.‏
أما علا طالبة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية فقد ارتدت الحجاب منذ نحو ست سنوات وتري ان النسبة الكبيرة من طالبات الجامعات ارتدين الحجاب لكن معظم طالبات الجامعة الأمريكية غير محجبات‏,‏ لان حياتهن مختلفة عن الغالبية العظمي من المصريين‏.‏ كثيرا منهن إما كن مع أسرهن في دول اجنبية او اعتدن السفر الي الخارج مع ذويهن‏,‏ لذا فهن لايتقبلن فكرة الحجاب‏,‏ اما عن المحجبات داخل الجامعة فلا تواجههن اي مشكلات ويمارسن حياتهن الدراسية بطريقة عادية‏.‏
وتقول شيماء فريد وهي فتاة منتقبة بكلية الآداب بجامعة القاهرة انها تري ان النقاب امر به القرآن الكريم كما انه عفة ووقاية للمرأة المسلمة من ان تتعرض للأذي الا ان الكثيرات في المجتمع يحاولن تشويه صورته من خلال العمليات الإرهابية كما يصور التليفزيون المصري النساء المنتقبات متشددات في افكارهن ومعاملاتهن‏.‏ واعترفت بأنها تتعرض للمضايقات سواء داخل سور الجامعة أو خارجه من خلال ما أطلقت عليه الحصار الأمني واتهام المنتقبات بأنهن وراء الكوارث البشرية‏.‏
وتقول مريم طالبة في قسم الإعلام في السابق لم يكن عدد المحجبات في الجامعة الأمريكية أو مصر عموما كبيرا ففي الماضي عندما كانت الفتاة تتحجب ولم تكن تعيش حياتها بالشكل الذي يرضيها‏,‏ فلم يكن في امكانها ارتداء ما تعودت عليه‏,‏ بل تصبح مقيدة بملابس معينة كالعبايات وما شابهها‏,‏ ولم يكن بوسعها ممارسة الرياضة التي تحبها‏,‏ لأنها لا تستطيع ارتداء الملابس الرياضية‏,‏ أما الآن فالوضع تغير‏,‏ حيث تقدم محلات الملابس أزياء شيك جدا للمحجبات‏,‏ كما أصبح بإمكان الفتاة المحجبة أن ترتدي ملابس رياضية تناسبها‏,‏ لذا فعندما تري الفتاة أن حياتها لن تتغير بعد الحجاب يسهل عليها أن ترتديه و عن نفسي أؤجل هذه الخطوة‏,‏ لأني لا أريد أن أتحجب إلا عندما أصل لمرحلة التدين الكامل حتي لا اضطر الي خلعه بعد فترة‏.‏
وتقول هبة علوي‏,‏ باحثة باحدي كليات جامعة القاهرة إن الحجاب قرار فردي لابد أن تتخذه الفتاة عن ايمان واقتناع بهذه الخطوة وأنا ارتديت الحجاب عن قناعة تامة بأهميته بصرف النظر عن كون الزي الخاص به يمثل موضة أم لا فالحجاب له شروط معينة متي توافرت أطلق عليه حجابا وليس له علاقة بأي شئ آخر‏..‏ أما عن المعاكسات في الشوارع فلا تسلم أي فتاة من هذه المصيبة التي تصل للتحرش باللمس في أحيان كثيرة وشملت تلك المأساة المحجبات وغير المحجبات‏,‏ الفتاة التي ترتدي الفضفاض والتي لا ترتديه‏..‏ إنها قيم وأخلاق مجتمع اختلطت فيه كل المنظومات ومنها منظومة القيم حتي أصبحت مشوهة‏.‏
أما سناء التي لم تتجاوز العشرين وتعمل بائعة في محل لبيع الملابس فقد ارتدت الحجاب تحت ضغط الجغرافيا فهي تقيم في إمبابة‏,‏ حيث توجد كثير من الزوايا و المساجد التي لا هم لأئمتها سوي الحديث عن حجاب المرأة‏,‏ أنه العلاج الأمثل لما يشهده المجتمع الآن من تفكك وتحلل وأنه ليس عفة للمرأة فقط وسترا لجسدها وإنما هو حصن دفاع لآلاف الشباب العاجزين عن الزواج‏.‏
وتؤكد سناء اقتناعها برأي هؤلاء الأئمة ولذلك فقد ارتدت الحجاب منذ ما يزيد علي العامين عن قناعة تامة ولخوفها أن تموت قبل ارتداء الحجاب فيعاقبها الله بدخول النار‏.‏
وإذا كان هذا هو الحال في الأحياء الشعبية فالوضع مختلف في الأحياء الراقية وبين الأسر المنتمية الي الطبقة الوسطي بمختلف درجاتها حيث يرتفع بين هاتين الطبقتين المستوي العلمي والاقتصادي والاجتماعي وغالبا ما يكون اختيار الفتاة للحجاب نابعا من قناعتها الخاصة به وتأثرها بما تقرأه أو تسمعه عن الحجاب من علماء الدين المنتشرين علي الفضائيات‏...‏ فعلي الرغم مما يوجه من انتقادات الي فتاوي البرامج الدينية علي الفضائيات الآن واتهامها بالتضارب في بعض الأحيان‏,‏ فإن تلك البرامج لا خلاف بينها في مسألة الحجاب الذي يجمع علي فرضيته علماء الدين‏,‏ وهو ما يؤدي الي انتشار الحجاب بين الطبقتين الوسطي والعليا في المجتمع والتي ارتبطت الي حد كبير بوجود ظاهرة الداعيات الدينيات في مساجد تلك المناطق‏.‏
شيماء الطالبة في السنة الثالثة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة ترتدي حجابا أنيقا يتماشي مع أحدث صيحات الموضة الشبابية‏,‏ وتؤكد أنها أرتدت الحجاب في السنة الثانية من المرحلة الثانوية دون أن تتعرض لأية ضغوط من جانب أسرتها‏,‏ والدليل أن أختها التي تكبرها بعامين ليست محجبة ولكنها أرتدت الحجاب بعد استماعها الي شرائط عمرو خالد وأضافت أن الحجاب لم يمنعها من التفوق والالتحاق بالكلية التي كانت ترغب في الدراسة بها وتنوي التخصص في دراسة الصحافة دون النظر إلي موضوع الزواج الذي يري البعض أنه سبب في اتجاه البنات إلي الحجاب‏,‏ فقط أرادت الالتزام بما دعا اليه الإسلام‏.‏
من مظاهر الفضيلة
ويرفض الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية الربط بين ظاهرة غطاء الرأس‏,‏ وظاهرة الفساد الأخلاقي‏,‏ فليس ارتداء الحجاب سببا للفساد الأخلاقي أو العكس لأن الفساد الأخلاقي مترتب علي أسباب كثيرة جدا يجب أن تعزل وتحدد لنستطيع وصف علاج لها‏,‏ ويدعو المتحجبات الي أن يكن صورة لائقة للاستقامة الخلقية في الأقوال والأفعال حتي يكمل ارتداء الحجاب بقية الأوصاف التي يجب أن تتحلي بها المرأة والفتاة عموما‏..‏ ويقول إن الحجاب كما أنه زي المرأة المسلمة هو أيضا زي الراهبة المسيحية‏,‏ فلا توجد راهبة مسيحية مخلصة لرهبانيتها تأبي الحجاب أو تنساه بل إنها تري أن الحجاب يكمل الفضيلة ويتسق معها وكذلك المسلمة حينما تتحجب فهي تتحجب من منطلق استمساك بالفضيلة وأحد أهم مكملاتها‏.‏
ويوضح أن أصل كلمة الحجاب في الإسلام يعني عدم رؤية المرأة إلا من خلال ساتر وهذا كان فرضا ولزاما علي نساء النبي فقط وليس سائر نساء العالمين‏,‏ أما ما فرض علي المرأة المسلمة فهو غطاء الرأس المعروف وباختصار شديد يحق للمرأة أو الفتاة أن ترتدي ما تشاء بحيث لا يصف ولا يشف ولها أن تكشف وجهها وكفيها وزاد الإمام أبو حنيفة قدميها‏.‏
وعن انتشار الجريمة والتحرش الجنسي بالفتيات يقول د‏.‏ بيومي إن ظاهرة التحرش نتيجة لعوامل اجتماعية واقتصادية كالبطالة والاختلاط الكامل في المجتمع العصري وانفتاح المجتمعات العربية والاسلامية مع هذه الغرائز المكبوتة وعالم الفضائيات الواسع الانتشار‏,‏ وهناك علي الجانب الآخر غرائز طاغية في كيان الشخص ولابد من الحذر منها ووضعها في الاعتبار وفتح أبواب شرعية للتنفيس عن هذه الغرائز المكبوتة عن طريق تيسير الزواج والوعي الاجتماعي والديني أيضا‏.‏
وتقول الدكتورة سهير عبد العزيز أستاذة علم النفس بجامعة الأزهر إن معظم الفتيات يرتدين الحجاب الآن كنوع من الموضة وليس من أجل التدين في حد ذاته‏,‏ وربما ما نراه علي شاشات التليفزيون يوضح لنا ذلك فضلا عن التكلفة الباهظة له‏,‏ وقد تعتقد بعضهن أنها علي صواب لكنه في حقيقة الأمر خطأ موضحة أن الله أراد للمرأة من الحجاب أن يحفظ لها عفتها وكرامتها ويسترها من غير ابتذال وهو غاية في البساطة وليس مكلفا وقد لخص لنا الإسلام زي المرأة عموما في كلمتين‏(‏ لايشف ولايصف‏)‏ إذا طبقناهما أصبح الزي محترما ومحتشما وتصف الشعب المصري بأنه متدين وملتزم منذ آلاف السنين وهناك فرق واضح بين التدين بمعناه الحقيقي وبين المظاهر فقد كنا في الستينيات أكثر التزاما وتدينا دون ارتداء الحجاب لأن التدين بمعناه الحقيقي لم يكن يركز عندنا وقتها علي المظهر وإنما علي الجوهر فليس هناك علاقة بين الملبس وحقيقة التدين‏..‏ لكن ماهو ظاهر الآن هو الاهتمام بالمظهر الذي قد يكون مجرد موضة وليس عن اقتناع قد تكون الفتاة مجبرة عليه‏.‏
وتتساءل‏:‏ انظروا الي تكلفة حجاب الموضة الآن لتروا حجم المشكلة‏.‏
اضطرابات نفسية
ويري الدكتور خالد الفخراني‏,‏ رئيس قسم علم النفس بآداب طنطا أن المشكلة في الحجاب أنه ليس في كل الأحوال تعبيرا عن التدين فهناك إضطرابات نفسية مصاحبة لظاهرة إرتدائه فليست كل من تحجبت أو تنقبت متدينة بالضرورة بشكل كامل‏.‏
ويضيف أن هناك عوامل تدفع الفتاة أحيانا لإرتداء الحجاب مثل النظرة العامة لغير المحجبات وذلك يدفعها بالطبع الي أن تغطي شعرها ولا مانع لديها إذا ارتدت الجينز الضيق ووضعت المكياج الصارخ مما يعكس صورة مضادة لما ينبغي أن يكون وكل ذلك ادي الي اختلاط المفاهيم بين الحجاب بمعناه الحقيقي وبين الحجاب كمجرد مظهر‏.‏
الحجاب فوق‏..‏ الاسترتش تحت
الحجاب فوق والاسترتش تحت بهذه الجملة بدأ الدكتور حسن عيد‏,‏ أستاذ علم الاجتماع بآداب طنطا‏,‏ قائلا إن قضية الحجاب تعكس بعدين الأول ارتداءه كنوع من الإلتزام‏,‏ أما الثاني وهو لب الموضوع فيشير الي ارتداء الحجاب مع عدم الالتزام بما بعده‏,‏ والقضية كلها ليست مرتبطة بالجانب الديني فحسب بل إن أحد أهم أركانها هو الجانب الإقتصادي والاجتماعي حيث ترتفع تكلفة الملبس بصفة عامة والحجاب علي وجه الخصوص بموضته المتغيرة باستمرار وفي ظل وجود بطالة وفقر اجتماعي توقع بالطبع أن تزيد الجريمة أضف الي ذلك نظرة المجتمع للفتاة غير المحجبة وإلحاح الأسرة الشديد علي ألا تخرج الفتاة الي الشارع إلا بالحجاب دون اقتناع منها ودون توعية من الأهل بقيمة الحجاب أصلا والمشكلة الأخري أن التدين الآن أصبح تدينا شكليا ومظهريا وليس جوهريا‏,‏ فتجد الآن أن الوازع الديني موجود إرضاء للمجتمع فقط أضف الي ذلك ظهور تيارات دينية متشددة ومختلفة ومتناقضة في بعض الأحيان لاتركز في معظمها إلا علي المظهر خلقت من الشباب جيلا مشوشا بطبيعة الحال لايعرف ما له وما عليه تجاه دينه‏..‏ أيضا عملية تسييس الدين وربط العمل السياسي بالجانب الديني وخلط الأمور وإستغلال ظروف المجتمع كل ذلك يصنع تشويشا إجتماعيا لدي الفتيات‏.‏
ويري عيد أن الحل يكمن في إستعادة الأمن لدوره في قضية التحرش الجنسي الذي يطال المحجبة وغير المحجبة‏,‏ وهي قضية شائكة ويجب حماية الشارع المصري من الانتهاكات الموجهة للفتيات والنساء ومتابعة المساجد والزوايا كما نحتاج أيضا الي أهل الفتوي الحقيقيين خريجي الأزهر وتوجيه دعواتهم في الطريق الصحيح ومساعدة الاعلام لهم وليس تجارة كما هو الحال علي الفضائيات‏..‏
ويربط د‏.‏ محمد حافظ دياب استاذ علم الاجتماع بجامعة بنها بين الحجاب ومايسميه بدونة الثقافة والحياة في مصر تحت تأثير ضغوط ثقافة النفط‏,‏ ومسألة الحجاب تاريخ يخص تمييز الحرائر عن الإماء للحفاظ علي مسافة يجب أن تبقي بين الفريقين‏,‏ وهذا ما كان موجودا في نهايات القرن التاسع عشر حيث كانت الطبقة العليا من المتشبهات بالتركيات تغطي وجوههن كنوع من الاستعلاء والتميز‏,‏ وجاء قاسم أمين والإمام محمد عبده ليناديا بتحرير المرأة ويوضحا أن الدين لم يأمر بالنقاب‏,‏ ولم تكن المرأة المصرية الحقيقية ترتدي النقاب لأنها كانت واثقة بنفسها‏,‏ ولاتميل الي تقليد الغازي التركي‏.‏
ويقول دياب إن المرأة المصرية تعتمد في حجابها علي البساطة والتلقائية‏,‏ أما التصنيفات المختلفة لأنواع من الحجاب فيمكن تحليلها ودراستها في ضوء علم النفس الاجتماعي‏,‏ وليس الالتزام الديني‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.