دقائق قليلة قبل أن تدق التاسعة مساء موعد حظر التجول في شوارع القاهرة و14 محافظة علي مستوي الجمهورية وذلك منذ إعلان حالة الطواريء يوم الأربعاء14 أغسطس. نظرا لما تعرضت له الدولة من أخطار عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة والظروف الأمنية الدقيقة التي مرت بها من أحداث عنف أودت بحياة البعض وأصابت البعض الآخر في حين كان ترويع الآمنين واقعا يفرض نفسه وبقوة علي الشارع.. شوارع تبدو خالية إلا قليلا منها يظن أهلها أنها تبتعد بالقدر الكافي عن المناطق الشائكة, وأكمنة ودوريات شرطية وآخري من الجيش تلتقط المارة الذين خرقوا ساعات الحظر لضبط الخارجين علي القانون من بينهم ليستمر تواجدهم منذ اللحظات الأولي لبدء الحظر وحتي السادسة من صباح اليوم التالي بناءا علي تكليف رئيس الجمهورية للقوات المسلحة بمعاونة هيئة الشرطة في اتخاذ كل ما يلزم لحفظ الأمن وحماية أرواح المواطنين والممتلكات العامة والخاصة, علي أن يعاقب بالسجن كل من يخالف ذلك لمدة شهر.. ظروف استثنائية فرضت علي المواطنين حظرا جديدا ولكنه يختلف هذه المرة في حالة الالتزام السائدة حيث تخلو الشوارع ليلا تنفيذا للقرار بعكس ما سبقه من إجراءات استثنائية كان أقربها فرض الرئيس المعزول حظر التجول علي مدن القناة, هذا القرار الذي قوبل بالعصيان الشديد لدرجة خروج أعداد ضخمة في مسيرات تجوب الشوارع في ساعات الحظر أما هذه المرة فقد امتثل الغالبية للقرار.. وهو ما أكده عدد من المواطنين ل الأهرام المسائي حيث يري كريم أحمد مندوب مبيعات أن الحظر هذه المرة مختلف تماما عن المرة السابقة لأن المواطنين يحاولون مساعدة قوات الشرطة والجيش والتعاون معهم من أجل ضبط الخارجين عن القانون مشيرا إلي أن الناس تعي تماما أن التعامل الآن مع جماعة إرهابية وبالتالي الإلتزام بساعات الحظر من شأنه تحقيق الأمن والحفاظ علي أرواح المواطنين. ويقول إن البعض يكسر الحظر مرات قليلة ولكنه ليس خرقا بالمعني المعروف لأنهم يقضون احتياجاتهم من أماكن قريبة من منازلهم خاصة هؤلاء الذين يسكنون في المناطق الهادئة حيث تبعد عن المناطق الملتهبة التي شهدت أحداث عنف وصدامات واشتباكات من قبل, ولكن يظل هناك التزام واضح بمواعيد الحظر مثلما حدث في مواعيد عمله التي خضعت لساعات الحظر المحددة علي حد قوله. وتؤكد هبه عبد الرحمن مدرسة- أن الجميع ملتزم بالمواعيد المحددة رغبة في معاونة الجيش والشرطة علي استعادة هيبة الدولة وحرصا علي عدم وقوع أي اشتباكات كالتي شهدناها بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة, وأضافت أن الخطر الحقيقي الذي يشعر به المواطنون هو السبب في المحافظة علي مواعيد الحظر وإنهاء كافة أعمالهم قبل السابعة مساء ولكنها طالبت بتقليل ساعات الحظر ولو ساعة عندما تتحسن الأوضاع لأن استمراره لمدة شهر صعب للغاية علي المواطنين. وتقول جيجي بطرس سكرتيرة أنها تري التزاما واضحا من قبل الجميع بمواعيد الحظر بمصر الجديدة, وأكدت أن أهمية الالتزام بالحظر هذه المرة تكمن في الرغبة الحقيية الموجودة لدي المواطنين في الحفاظ علي أرواحهم وحفظ الأمن في الشوارع. وتوضح أن هناك بعض الدعوات التي اقترحها البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل استغلال الحكومة لساعات الحظر في تنظيف ورصف الشوارع التي لم تنته أعمال الرصف فيها بعد, وفسرت حالة الالتزام السائدة هذه المرة قائلة المرة التي أصدر فيها الرئيس المعزول قرار الحظر علي القناة تحداه الناس ونزلوا الشوارع لأنهم لم يكونوا علي اقتناع بجدوي القرار خاصة الأهالي الذي رفضوا أن تكون مدن القناة تحت أمر الحظر أما الآن فالجميع احترم القرار بعد كم العمليات التخريبية التي قامت بها يد الإرهابيين. ومن جانبه يري اللواء محمد عبد المنعم طلبه الخبير الاستراتيجي والأمني أن الشعب المصري ينظر لحظر التجول بشكل مختلف هذه المرة علي عكس أي إجراءات استثنائية اتخذت من قبل, وضرب المثل بحظر التجول الذي فرضه الرئيس المعزول محمد مرسي علي مدن القناة وفي بورسعيد تحديدا خوفا من خروجهم في مظاهرات ضده أما الآن فيرون أن الحظر يعطي فرصة للجيش والشرطة لإعادة انتشار قواتهم في شوارع الجمهورية ومراقبة وضبط البؤر الإرهابية والقبض علي الخارجين عن القانون بعيدا عن المواطنين حفاظا علي أرواحهم وحتي لا يكون طرفا في أي صدام أو مواجهة مع الإرهابيين وحاملي الأسلحة. ويؤكد طلبه أن قوات الأمن ألقت القبض علي العديد من الخارجين عن القانون وضبط عدد كبير من السيارات التي كانت تحمل أسلحة وقنابل وحتي مخدرات حيث استغل البعض هذا الوقت لممارسة نشاطهم الإجرامي وبالتالي كان حظر التجول سبب في سهولة ملاحقة المجرمين. ويقول أن الشعب لديه رغبة حقيقية في مساعدة الجيش والشرطة علي التخلص من قوي الإرهاب, وأوضح أنه يرفض إلغاء قانون الطواريء الآن حيث يؤكد أهمية استمرار فرض حالة الطواريء لتحقيق الأمن وضبط الشوارع خاصة المحافظات الملتهبة مثل سيناء التي تتركز فيها معظم بؤر الإرهاب. ويري اللواء طلعت أبو مسلم الخبير الأمني أن إحساس الناس بالخطر ساهم في إلتزامهم بساعات الحظر المحددة وذلك بعد المخاطر والعمليات الإرهابية التي رأوها تنفذ في الشارع منذ فض اعتصام رابعة حتي قبل بدء تنفيذ الحظر حيث تخوف البعض بعد فض الاعتصام مباشرة وعاد معظم العاملين لبيوتهم وأغلقوا محلاتهم خوفا من الوقع ضحية لأعمال العنف. ويقول أبو مسلم أن احترام القرار يعطي فرصة للقوات للتصرف مع الخارجين علي القانون الذين يقومون بأعمال التخريب. رابط دائم :