وصف بعض خبراء الاقتصاد زيارة فلاديمير بوتين الرئيس الروسي لمصر من اجل التطرق للملف الاقتصادي المصري بالنافذة, التي يمكن من خلالها فتح آفاق استثمارية جديدة أمام البلاد هي في أمس الحاجة اليها لتحقيق جدوي اقتصادية مرجوة. مشيرين إلي أن الزيارة جاءت في التوقيت المناسب وتعد ضرورية لتطوير الاقتصاد الوطني وتعافيه والاعتماد علي الخبرات الروسية في كل المجالات, خاصة أن هناك علاقات طيبة تجمع بين الدولتين, مطالبين بزيادة حجم الاستثمارات بين البلدين وبما يحقق المنفعة للدولة بشكل عام. وقالت الدكتورة ماجدة قنديل المدير التنفيذي لمركز الدراسات الاقتصادية من المؤكد ان زيارة الرئيس الروسي لمصر جاءت في التوقيت المناسب وسيكون لها اثر اقتصادي كبير نظرا للعلاقات التي تربط بين البلدين منذ فترة الستينيات وحتي الآن, لافته إلي أن روسيا سبق وقدمت لمصر عرضا في بداية التسعينيات لإنشاء محطتين لتوليد الكهرباء من خلال الفحم وكانت بمزايا تمويلية جيدة, ونظرا لوجود بعض الفاسدين تسبب في تعطيل تلك المحاولات لاستيراد المازوت من الخارج مقابل عمولة. واضافت أن هناك مشروعات تم تقديمها لمصر من قبل روسيا ضاربة مثالا بمشروع حول البرنامج النووي, مطالبة أن يتم عمل بروتوكول سريع مع الروس لتطوير الملف النووي المصري وتطبيقه في الضبعة بجانب القمح الذي وعدت به الإدارة الروسية بتوريده لمصر باسعار مناسبة بما يحقق الأمن الغذائي للبلاد. وفيما يتعلق بحجم التجارة الدولية بين مصر وروسيا, اوضحت انها منخفضة عند مقارنتها بحجم التبادل التجاري مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا, مشيرة إلي ضرورة التجارة مع روسيا وتوقيع بروتوكول لزيادة حجم الوفود السياحية والواردة إلي مصر بجانب توقيع اتفاقية تجارة حرة بين الدولتين بما يسمح بتخفيض التعريفة الجمركية للسلع الواردة لمصر يرفع من حجم التجارة بينهما ولايضر بالصناعة الوطنية ويزيد من حجم الصادرات المصرية إلي روسيا. واضافت ان مصر لديها مشروع إنتاج سيارة مصرية وبخبرات روسية بمصانع النصر للسيارات منخفضة التكاليف بما ينشط في النهاية المنتجات المصرية ويرفع من قيمة الاقتصاد المصري بالاضافة إلي وعود بتشغيل فرني الحديد والصلب واللذين تعطلا خلال السنوات الماضية, معتبرة أن اعادة تشغيلها يكون له بالطبع اثر علي الاقتصاد الوطني. من جانبه قال الدكتور عبد الرحمن عليان أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس إن الاحداث السياسية والأمنية التي تمر بها مصر تحول دون تقدم اي استثمارات اجنبية للدولة حتي وإن كانت روسية, مشيرا إلي أن زيارة الرئيس بوتين جاءت لمعرفة الوضع الاقتصادي المصري عن قرب وتقديم الدعم المعنوي والمادي في صورة حزم مالية وضخ مبالغ بالبنك المركزي كنوع من الدعم لحركة التغيير الجديدة بمصر. وأضاف انه يمكن الاستفادة من الخبرات الروسية في المجالات الصناعية والتكنولوجية كإعادة هيكلة الشركات المملوكة للدولة والصناعات الكبيرة كالحديد والصلب والنصر للسيارات والالومنيوم وفحم الكوك باعتبارها الدولة التي انشأتها خلال فترة الستينيات ومن ثم إدخال تكنولوجيا جديدة عليها. واشار إلي امكانية دخول مصر مجال انتاج هياكل وقطع غيار السيارات لتدخل في صناعة السيارات العالمية بما يحقق للمنتجات المصرية رواجا دوليا. رابط دائم :