ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم، أن ثورة 25 يناير نقلت الفن إلى الشارع، وقالت: لم يشعل الفن المصري الثورة، لكنه لعب وبلا شك دوراً كبيراً فيها بعد أن انطلقت، فوثق الفنانون التشكيليون الثورة برسوماتهم في ميدان التحرير وعبر ميادين مصر المختلفة. أوضح التقرير أن الفن المصري يشهد حالة من السيولة والتدفق والحرية الفوضوية مع عودة المتظاهرين مرة أخري إلي التحرير، وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى مشهد الفنون البصرية المصرية بعد الثورة، التي نجحت في نقل الفن الرفيع إلي الجمهور مباشرة. تتبعت الصحيفة مشهد الفن التشكيلي المصري قبل الثورة وبعدها فقالت: إن الفنانين اعتادوا علي إخفاء توجهاتهم المعارضة للنظام في أعمالهم عبر رمزية الأشكال والألوان في ظل ديمقراطية مبارك الزائفة. في حواره مع الصحيفة أشار الفنان التشكيلي محمد عبلة إلى أن فنه كان معارضاً للنظام لذا لم يكن هناك من سبيل لعرض لوحاته داخل مصر، لكن الآن بعد الثورة يمكن لأي أحد أن يرسم أي شيء فهذه هي الحرية. قال الفنان هاني راشد الذي يعمل علي لوحة للعلم المصري، إن الفن في عهد النظام السابق كان محدوداً وساذجاً وبلا هدف إذا حرص علي إبعاد القضايا الاجتماعية خارج إطار الفن، لكن الثورة أعطت للفن حرية أكبر للتعبير وأصبح أغلب الفن المنتج الآن يدور في إطار وطني يلعب العلم المصري فيه دوراً كبيراً، وأضاف راشد للصحيفة أنه يؤمن بأن الفن سوف يتغير بشكل إيجابي في المرحلة القادمة. وعلي الرغم من أن صالات عرض قليلة فقط فتحت أبوابها بعد الثورة في القاهرة مع معاناة الإقتصاد المصري تحت وطأة التغيير، فإن الفنانين يساهمون الآن في مشهد فني مفتوح آملين وضع الفن المصري علي الخريطة العالمية. أوضحت الصحيفة أن الفن المصري ليس مرتبطاً بالمعارض الأنيقة ذات الحوائط البيضاء فالعديد من الفنانين ينشرون فنونهم عبر طرق أخري ومنهم فنان الجرافيتي "جنزير" فهم ينشرون فنهم عبر الشوارع ويرسمون جداريات احتفالية عبر حوائط وجدران العاصمة المصرية. تري الصحيفة أن ثورة 25 يناير موهت الحدود التي تفصل بين الفن الشعبي والفن الرفيع فلم يعد الفن ينتمي إلي الأغنياء أو الذين يمكنهم دفع ثمنه فأصبح الفن ملكاً للجماهير، وبجانب اللوحات والصور الفوتوغرافية توجد الرسوم الكارتونية والبوسترات، حتي إن البعض استخدموا أجسادهم كلوحات.