أقامت ساقية الصاوي في إطار فعاليات مهرجان "عكاظ" لقاء مفتوحًا عن فن الجرافيتي، وكان ضيوف المهرجان اليوم دكتور نادر جرجس أستاذ التربية الفنية، فنان الجرافيتى حسام فرعون، والكاتب شريف عبد المجيد وأدارت الندوة أ/ سماح ناجح. بدأ الدكتور نادر جرجس حديثه بظهور فن الجرافيتي في مصر بعد الثورة وخاصة بعد فترة تنحي الرئيس، وخلال فترة حكم المجلس العسكري وعدم وجود حرية ومساحة للتعبير عن الرأي، وتراجع وسائل الإعلام عن نشر الحقيقة في وسائل الميديا المختلفة، ومن هنا ظهر فن الجرافيتي في مصر. وأضاف جرجس أنه أصبح مساحة التعبير الوحيدة عن آراء الشباب في الأحداث، ولحاجة الشباب إلى وسيلة تعبير حقيقية عنهم قاموا بالرسم على الحوائط في الشوارع، وهذا كان الدافع الذي ظهر به فن الجرافيتي في مصر بعد الثورة، وكانت بداية ظهوره مع أحداث محمد محمود، كما أشار إلى أن الجرافيتي ضلع من أضلع مثلث ثقافة "الهيب هوب"، والتي تشمل موسيقى الراب والجرافيتي التشكيلي، فالجرافيتي هو فن مرتبط بثقافة الشارع؛ لذا هو مرآة تعكس السياق الثقافي الموجود في الشارع. وتحدث الدكتور نادر جرجس عن رسوم الجرافيتي في تونس، وعن الفرق بينها وبين الجرافيتي المصري، موضحًا أن هناك فرقًا كبيرًا بينهما، "ولكني أحب أن أوضح أن الجرافيتي في أي مكان هو ليس فنًّا للرسم، ولكنه فن كتابة؛ لذا نجد أن الجرافيتي في تونس يغلب عليه طابع الثقافة الفرنسية، أيضًا نجد أن الإمكانيات مختلفة؛ حيث إن الخامات المستخدمة في رسوم الجرافيتي التونسي عالية الجودة وحديثة ومتطورة، والجرافيتي التونسي يغلب عليه الطابع الغربي إلى حد كبير. وبسؤال نادر: هل الجرافيتي فن شعبي يقوم بالتعبير عن الأحداث السياسية فقط؟ وهل سيختفي إذا ما استقرت الأوضاع؟ أجاب بأن الجرافيتي فن شامل، ولكنه اقتصر في مصر على الناحية السياسية فقط تبعًا للظروف التي نعيشها الآن. من جانبه تحدث الفنان حسام فرعون عن تجربته العملية في القيام بتنظيم والمشاركة في الرسومات الجرافيتية فقال: "إننا نسمع الأحداث ونقوم برسم الصور للتعبير عن الأحداث وعن آرائنا فيها؛ لأنه لم تعد هناك مساحة أخرى للتعبير عن الرأي سوى رسوم الجرافيتي، ونقوم برسم الصور على الكمبيوتر ونفرغها وننزل إلى الشارع ونرشها على الحوائط؛ لعدم وجود مساحة كافية من الوقت لنقوم برسمها كاملة في الشارع بسبب ما نتعرض له من هجوم من الشرطة لأنهم يعتبرونها ضد النظام". وتابع فرعون: أنا أعتبر أن الجرافيتي هو وسيلة الإعلام الوحيدة الحقيقية الآن، والتي تعبر عن الحقائق التي تحدث، وهي الرسالة الصحيحة التي توجه إلى الناس، ولكنها توجه إلى جمهور الشارع الذي ينزل إلى الشارع ليعرف الحقيقة وليس لمن يكتفي بمشاهدة الأخبار غير الحقيقية عبر القنوات المختلفة، وأن رسوم الجرافيتي التي يقوم بعملها عن الثورة لتوثيق الأحداث هي واجب على كل الفنانين. Comment *