مع دقات السابعة مساء الليلة، تدخل الكرة المصرية عيدها الأول في الموسم الكروي2016/2015 عندما يستضيف ستاد الجيش في برج العرب الكلاسيكو المصري الرهيب والقمة الكروية الأولي بين الأهلي والزمالك في ختام الجولة السابعة عشرة من عمر الدوري الممتاز. هي القمة111.. التي يتوقعها الجميع قوية ومثيرة وساحرة، وامتدادًا لكرة جميلة قدمها الفريقان في ستاد هزاع بن زايد منتصف أكتوبر الماضي، عندما فاز الأهلي علي الزمالك بثلاثة أهداف مقابل هدفين وحسم لقب بطل كأس السوبر المصري أول بطولات الموسم الجاري. وللقمة 111 أسئلة وأجوبة تفرض على 90 مليونًا حبس أنفاسهم لمعرفة إلي أين يسير درع الدوري الممتاز في موسمه الساخن. السؤال الأول.. هل هي فعلا كلاسيكو لا يرحم؟ الإجابة هي بالفعل قمة وكلاسيكو وديربي مصر والعرب والشرق الأوسط بكل المقاييس، في ظل وجود 90 مليونًا يهتمون بمتابعته داخل المحروسة، ومثلهم في الوطن العربي وما يزيد علي 20 مليون نسمة في دول الشرق الأوسط من أبناء الجالية المصرية والعربية، خاصة في فرنسا وإيطاليا واليونان. والمباراة111 هي قمة حقيقية وتكاد تكون فاصلة في سباق الفوز ببطولة الدوري الممتاز فهي تقام بين المتصدر الأهلي والوصيف الزمالك وحامل اللقب أيضًا، وكلاهما في أشد الحاجة إلي الفوز خلال قمة الأقوياء. الأهلي لديه 35 نقطة يحتل بها المركز الأول، والفوز يتيح له مواصلة الانفراد بالقمة ولكن مع إنهاء الدور الأول ولديه فارق7 نقاط، وهو فارق يكاد يحسم اللقب له بشكل كبير ويتيح له خوض الدور الثاني بكل هدوء. في المقابل الزمالك لديه 31 نقطة يحتل بها المركز الثاني، والفوز يتيح له تضييق فارق النقاط إلي نقطة واحدة، وإحياء آماله في المنافسة خلال الدور الثاني والضغط علي الأهلي، ويكفيه تعثر الأخير متعادلًا في أي مباراة للتفوق عليه. ويعيش كل فريق أفضل حالاته الفنية والبدنية علي الإطلاق. والسؤال الثاني هل للملعب دور في كلمة الحسم؟ .. الإجابة الملعب لا يبدو من الوهلة الأولي حاسمًا لفريق علي حساب آخر فهو ملعب مضيف للفريقين اللذين ارتبطا لعقود طويلة بستاد القاهرة، وكلاهما يلعب في برج العرب مضطرًا سواء الأهلي الذي لا يجد له ملعبًا في القاهرة أو الزمالك الذي سافر مجبرًا وكان يرغب في اللعب بالقاهرة. ولكن الملعب برج العرب يمثل ذكري طيبة في نفوس الأهلاوية، وورقة معنوية يراهن خلالها لاعبوه علي تحقيق فوز غال، والاستمرار في رحلة استعادة اللقب. فهو الملعب الذي حقق معه الأهلي فوزًا لا ينسي علي الزمالك بهدفين مقابل لا شيء سجلهما مؤمن زكريا، ووقتها أفسد الأهلاوية احتفالات الزمالك بحسم لقب بطل الدوري في تلك المباراة، حيث كان يحتاج إلي نقطة واحدة. ويملك الأهلي ذكريات طيبة مع برج العرب هذا الموسم فهو الملعب الذي استضاف فوزه التاريخي علي الشرطة بسبعة أهداف مقابل ثلاثة، وأيضا فوزه المستحق علي الإسماعيلي بهدف مقابل لا شيء، ووصوله لقمة الدوري. وعاش الزمالك أجواء غريبة في تلك القمة أيضًا بدأت بمرض مفاجئ لأيمن حفني ثم إصابة خالد قمر وهبوط مستوي باسم مرسي بشكل غريب. والسؤال الثالث.. من يحسم الكلاسيكو111 ؟ الإجابة هي معركة الوسط، المعركة الفاصلة في لقاء الليلة في ظل العدد الكبير من الموهوبين وأصحاب القدرات الفردية الهائلة التي يملكها كل فريق في جعبته. الأهلي لديه العقل المفكر والملهم وصانع الألعاب الأول في مصر وهو عبدالله السعيد30 عامًا، صاحب القدم اليمني المؤثرة والتي تجيد التمرير العرضي والطولي وخداع المنافسين بتمريرات بينية في عمق الدفاعات، كما يمكن له التسجيل من التسديد الثابت والمتحرك. وفي الوسط الأهلاوي توجد رمانة الميزان حسام غالي34 عامًا محور الارتكاز ومحطة بناء الهجمات، وإلي جواره الدينامو حسام عاشور29 عامًا صاحب القدرات الفائقة في قراءة هجمات المنافسين وإفسادها، وكذلك رمضان صبحي18 عامًا صانع الألعاب الموهوب والجناح السريع واللاعب القادر علي أداء الكرة السريعة. وفي المقابل يملك الزمالك أجمل قدم يسري في مصر حاليًا، والتي يملكها أيمن حفنى 30 عامًا صانع الألعاب الموهوب وهو مراوغ جيد للمنافس، وصاحب تسديدات قوية أرضية وعلوية من خارج منطقة الجزاء، ويجيد الاختراق والتمرير العرضي وصناعة الفرص لزملائه اللاعبين، وهناك محمود عبدالمنعم كهربا21 عامًا الجناح الأيسر، وأهم لاعبي الزمالك في الوقت الحالي وهو لاعب سريع جدًا بالكرة ويجيد المراوغة والتوجيه من الجانب الأيسر، وهو هداف قدير أمام المرمي ويبرز مصطفي فتحي21 عامًا الجناح الأيمن واللاعب الحريف الذي يجيد التلاعب بالمنافسين وصناعة الفرص والتسجيل من تسديدات بعيدة المدي. وينضم لهذه المجموعة محمود عبدالرازق شيكابالا29 عامًا كابتن الزمالك وصاحب الخبرات الذي يبحث عن أول مجد له في القمة. والسؤال الرابع.. من يهز الشباك ؟ .. مشاهدة الشباك تهتز أمر متوقع بقوة في ظل القدرات التهديفية الكبيرة التي يملكها كل فريق في صفوفه، لديها الإمكانات في الوصول إلي المرمي بسهولة، فالأهلي خلال الموسم الجاري فقط لديه أسلحة متعددة في كل الخطوط هزت الشباك. ماليك إيفونا وعماد متعب وجون أنطوي وعمرو جمال رباعي الهجوم ومؤمن زكريا وعبدالله السعيد ورمضان صبحي وحسام غالي وصالح جمعة لاعبي الوسط ورامي ربيعة قلب الدفاع وهي عناصر كلها متواجدة عدا متعب في القائمة. وفي الزمالك هناك لاعبون هزوا الشباك هذا الموسم تتصدرهم مجموعة الوسط التي تضم أيمن حفني ومحمود عبدالمنعم كهربا ومصطفي فتحي ومحمود عبدالرازق شيكابالا. وفي الموسم الماضي كانت مباراة الدور الأول انتهت بالتعادل1/1.. وفاز الأهلي في المباراة الثانية0/2 قبل أن يثأر الزمالك ويفوز بنفس النتيجة في نهائي كأس مصر ولكن عاد الأهلي ليحسم رابع المواجهات2/3 في كأس السوبر أي أن مواجهات العام الماضي2015 شهدت تسجيل الأهداف وهو مؤشر إيجابي. والسؤال الخامس.. ما هو مصير المدربين؟ الإجابة نعم سيكون هناك قرار في غير صالح مدرب من المدربين في حال انتهاء اللقاء بفوز فريق علي حساب آخر، التاريخ يقول إنها بالفعل قمة حاسمة لمستقبل كل مدرب، وخاصة الزمالك، فلدينا في ميت عقبة رئيس صاحب انقلابات شهيرة علي مدربيه وفقا لنتائج القمة، ومن يتابع تاريخ ولايته الثانية يجد أنه عندما يخسر ينهال علي مديره الفني بالانتقادات، ثم يجدد به الثقة لفترة وجيزة قبل أن يجري الإطاحة به، حدث ذلك في صيف عام2014 مع ميدو بعد الخسارة صفر/1 ورحل بعد شهر. وتكرر السيناريو مع حسام حسن عندما خسر كأس السوبر المصري بركلات الترجيح2014 وأقاله بعدها بأقل من شهر، ثم جاء الدور علي محمد صلاح الذي تعادل في قمة الدور الأول الموسم الماضي1/1 ليأتي بالبرتغالي جيسفالدو فيريرا بدلًا منه لفشله في الفوز، ومن بعده خسر فيريرا كلاسيكو هزاع الشهير ولقب كأس السوبر ليجبر علي الرحيل فيما بعد، لهذا فهي قمة تحدد مصير أحمد حسام ميدو المدير الفني بشكل كبير في الزمالك. أما الأهلي فهو يعيش وضعًا أكثر صعوبة، فالرئيس محمود طاهر الذي لا يرغب إلا في التعاقد مع مدير فني أجنبي لديه ورطة، فهو يريد فوز فريقه ولكن في نفس الوقت يعني وضعه تحت طائلة عدم استقدام مدرب في ظل الأسطورة الحية لعبدالعزيز عبدالشافي، الذي وقتها سيكون بطلًا كبيرًا حقق الفوز علي الزمالك مرتين في5 أشهر وتصدر الدوري بفارق7 نقاط، وفي حال الخسارة أو التعادل وقتها سيكون سهلًا عليه كرئيس للنادي التعاقد مع مدرب أجنبي.