من يصنع الحدث, ومن يكتب الانتصار؟.. من يفوز بالرهان؟.. كلها تساؤلات فرضت في معسكري الأهلي والزمالك خلال الساعات الأخيرة قبل القمة المنتظر أن تجمع الفريقين في دور الستة عشر لمسابقة كأس مصر. الحلم كبير لدي الجهازين الفنيين في الفريقين.. كلاهما ينتظر تحقيق انتصاره الرسمي الأول في القمة عبر التاريخ خاصة انه لابديل عن فائز في لقاء اليوم بعد أن سيطر التعادل علي لقاءات ومواجهات المدربين البدري في الأهلي والعميد في الزمالك بالدوري الممتاز في نسخته الأخيرة سلبيا في الدور الأول وايجابيا3/3 في الدور الثاني. الأهلي ومديره الفني وجماهيره يعقدون الأمل علي نجم موهوب له تاريخه في لقاءات القمة, والزمالك ومديره الفني وجماهيره يراهنون علي فارس الزمان في القلعة البيضاء الذي يقدم أفضل العروض في الآونة الأخيرة. وفي المعسكرين أيضا هناك أوراق تهديفية يعقد عليها طموح في هز الشباك ومنح الأفضلية لفريق علي حساب آخر.
حسام البدري: خطوة إلي الثنائية الثنائية المحلية.. هي الحلم الذي يسيطر علي حسام البدري المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي حاليا.. بعد أن توج بطلا للدوري الممتاز في نسخته2010/2009. حسام البدري 50 عاما نال عقدا جديدا مع الأهلي للاستمرار في قيادة الفريق خلال الموسم المقبل بعد التتويج بالدوري وحصد تأشيرة الصعود الي دوري المجموعات بدوري الأبطال الأفريقي. لكنه في نفس الوقت لديه التحدي الأكبر الآن وهو حلم احراز الثنائية المحلية في أول مواسمه وهو انجاز يعد الألماني راينر جولمان آخر مدير فني حققه حينما قاد الأخير لاحراز لقب الدوري الممتاز وكأس مصر في موسم1996/1995 وهو أول مواسمه كمدير فني مع الفريق في ذلك الوقت.. والحلم الأكبر ايضا للبدري هو احرازه لأول فوز رسمي علي الزمالك من مقعد المدير الفني بعد تعادلين في الدوري الممتاز وهو فوز ان تحقق يمنحه شعبية يحتاج اليها لدي جماهير الأهلي وتنتهي معها دائرة المقارنة المستمرة حاليا بينه وبين سلفه البرتغالي مانويل جوزيه صاحب الانتصارات التاريخية علي حساب الزمالك في الألفية الثالثة.
محمد بركات: لم يخسر أمام الأبيض ليس مبالغة أن تتعلق آمال الأهلاوية اليوم بأقدام نجم كروي له سمعته في مواجهات القمة ويحظي بقدرات فنية وبدنية مميزة وتاريخ حافل بالانجازات. صاحب هذه السطور هو محمد بركات لاعب الوسط المهاجم الذي وصفه مديره الفني السابق مانويل جوزيه بالقلب النابض الذي يرفض الخسارة ويؤدي علي الدوام دور البطولة المطلقة في انقاذ الفريق من السقوط في المواجهات الكبري.. محمد بركات في عيون الأهلاوية هو الفتي الذهبي الذي أنقذ الأهلي من الخسارة أمام الزمالك في قمة الدور الثاني للدوري الممتاز في موسمه المنقضي أنقذ بركات الأهلي من الخسارة بتسجيله للهدف الثالث والتعادل في الثواني الأخيرة من مجهود فردي رائع وقبلها ساهم في احراز عماد متعب للهدف الأهلاوي الثاني وهي المباراة التي كان فيها بركات ومتعب أفضل لاعبي الأهلي وهو هنا في قمة الكأس سيكون وحيدا بعد غياب متعب بداعي الاصابة. بركات الذي يقترب من عامه الرابع والثلاثين هو أحد اهم رموز الجيل الذهبي للأهلي في الألفية الثالثة وكان عنصرا مؤثرا في حصد اكثر من15 لقبا محليا وقاريا في الأعوام الستة الأخيرة بعد قدومه الي الأهلي من العربي القطري.. وله معادلة صنعت منه نجما مرموقا في سجل مواجهات القمة وهي عدم خسارة الأهلي لأية مباراة قمة أمام الزمالك شارك فيها بركات برفقة الفريق الأحمر وهو انجاز يسعي النجم الموهوب لاستمراره في لقاء كأس مصر اليوم.. وتفوق من خلاله علي محمد أبو تريكة الذي خسر لقاء واحدا أمام الزمالك عام2004. وخاض بركات اكثر من14 مباراة قمة أمام الزمالك في البطولات المحلية والقارية ولم يخسر فيها الأهلي مطلقا.. وله بصمات تهديفية في شباك الفريق الأبيض حيث أحرز4 أهداف منها3 أهداف في لقاءي الذهاب والاياب بين الأهلي والزمالك بالدور قبل النهائي لدوري الأبطال الافريقي نسخة عام2005 وقاد الأهلي وقتها لبلوغ الدور النهائي ومنه الي احراز اللقب.
إكرامي وعبد الواحد: لا مجال للخطأ من يذود عن الشباك؟ سؤال إجابته تنحصر في اسمين سيلعبان دورا مؤثرا في قمة الكأس, سواء بالسلب عن طريق ارتكاب الأخطاء, أو الإيجاب من خلال الذود عن الشباك. الاسم الأول هو عبدالواحد السيد(32 عاما) حارس مرمي الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك, وأفضل حارس مرمي في الدوري الممتاز خلال نسخة2010/2009. عبدالواحد السيد هو أحد أهم عناصر الخبرة في الفريق الأبيض, وله تجارب عديدة تتجاوز العشرين مباراة شارك فيها بمواجهة الأهلي, وهو كابتن الفريق في الوقت نفسه. عبدالواحد السيد حارس مرمي يمتاز بالهدوء في المواجهات الكبري, يجيد التعامل مع التسديدات من خارج منطقة الجزاء, ومميز في التصدي للانفرادات بالمرمي, وله درجات هائلة من التركيز, ونادرا ما يفقد هذه المزايا, وهو أحد أفضل حراس المرمي في تاريخ القلعة البيضاء, وكان هو الحارس الأساسي بين عامي2000 و2004 أزهي العصور الكروية في الزمالك عبر تاريخه, التي شهدت إحراز أكثر من10 بطولات محلية وإفريقية. في المقابل يظهر الاسم الثاني لأول مرة في لقاءات القمة وهو شريف إكرامي حارس مرمي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي, وأغلي حارس مصري حتي الآن بعد أن تكبد الأهلي3 ملايين جنيه لشرائه في يناير الماضي. شريف إكرامي(26 عاما) يدخل أول اختبار حقيقي له بعد أن أصبح الحارس الأساسي للأهلي, وفي مواجهة الزمالك الذي كتب شهادة عودته لناديه حينما تألق برفقة الجونة أمام الزمالك في الدور الأول للدوري الممتاز وأنقذ شباكه من6 أهداف لعمرو زكي وأحمد حسام( ميدو). شريف إكرامي هو نجل إكرامي حارس مرمي الأهلي في السبعينيات والثمانينيات, وأحد أعظم حراس المرمي الذين مروا علي الكرة المصرية عبر تاريخها.
فضل وجعفر: هدافا الطوارئ الهداف عملة نادرة.. والهداف هو الحلم الجميل الذي يسعي كل من حسام البدري وحسام حسن لأن يكون له دور مؤثر في قمة كأس مصر. لا بديل عن محمد فضل.. هكذا تغيرت النظرة في الجهاز الفني للأهلي بقيادة حسام البدري تجاه محمد فضل مهاجم الفريق الذي بات في غياب عماد متعب للإصابة فرس الرهان في هز الشباك. قبل نحو شهر, وتحديدا في لقاء الدور الثاني بين الفريقين, كان محمد فضل خارج قائمة ال18 للقمة لأسباب فنية علي حد وصف حسام البدري, وكان الاستبعاد بداية للترويج عن رحيل منتظر لفضل عن صفوف الفريق بعد موسم واحد فقط. حصاد محمد فضل هو تسجيله لسبعة أهداف في الموسم حتي الآن, منها4 أهداف في بطولة الدوري الممتاز, وهدف جميل في شباك الاتحاد الليبي بإياب دور الستة عشر لدوري الأبطال الإفريقي, وهدفان في شباك نبروه خلال لقاء دور ال32 لمسابقة كأس مصر, ونجح فضل في أن يكون المهاجم الأول للأهلي بعد إصابة متعب من خلال45 دقيقة مميزة شارك فيها أمام الاتحاد الليبي وثنائية في مرمي نبروه. في المعسكر الأبيض الرهان علي أحمد جعفر من جانب حسام حسن الذي وجد ضالته في المهاجم صاحب البنيان الجسدي القوي في تحمل مسئولية قيادة هجوم الزمالك بمفرده طيلة الدور الثاني للدوري الممتاز في موسمه المنقضي, ومع انطلاق منافسات كأس مصر. أحمد جعفر هو الرهان الهجومي الوحيد لدي العميد منذ يناير موعد إعلان رحيل أحمد حسام( ميدو) وعمرو زكي عن الفريق للاحتراف في الدوري الإنجليزي, ونجح اللاعب في تقديم أوراق اعتماده بالرغم من الانتقادات اللاذعة التي يحصل عليها من حين إلي آخر, فقد أنهي الموسم بالدوري الممتاز هدافا للزمالك برصيد9 أهداف, منها هدف في شباك الأهلي خلال قمة التعادل بثلاثة أهداف لكل فريق, كذلك أضاف هدفا آخر رسميا هو الأغلي للزمالك في كأس مصر.
شيكابالا: الحاوي الجديد الزمالك هو شيكابالا.. عنوان يتصدر مشاهد المباريات الأخيرة للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك, وتحديدا منذ تولي حسام حسن مهمة تدريب الفريق. مع العميد هناك لاعب كرة مصري من طراز عالمي يدعي محمود عبدالرازق وشهرته شيكابالا, الذي بات معشوق الجماهير البيضاء وأحد أفضل3 لاعبين في مصر منذ فبراير الماضي.. في قمة كأس مصر سيكون الرهان الزملكاوي داخل المستطيل الأخضر علي شيكابالا لمنح الفريق فوزا طال انتظاره علي الأهلي.. فوزا حاسما هذه المرة يمنح الفريق أفضلية وكذلك خطوة مهمة في رحلة البحث عن أول الألقاب المحلية هذا الموسم.. شيكابالا لم يصل الي هذه المكانة سوي بعد قدوم حسام حسن لتدريب الفريق واحداث الأخير طفرة هائلة في آداء لاعبه بالمستطيل الأخضر.. لم يعد شيكابالا أنانيا ويركز فقط في المراوغة واستعراض مهاراته بل أصبح صانع ألعاب فريدا يعيد توزيع الفرص علي زملائه والسيطرة علي منطقة الوسط واجهاد المنافس. لم يعد شيكابالا عصبيا يفقد اعصابه بمجرد إهدار فرصة أو تعرضه لهتافات عدائية بل أصبح لاعبا قائدا هو من ينهي الأزمات بين زملائه ويتدخل لدي الجماهير باشارات التهدئة فتنصاع له.. لم يعد شيكابالا مهدرا للفرص وغائبا عن الوعي في الملعب لا يتحمل المسئولية بل أصبح لاعب كرة يجيد استغلال انصاف الفرص في هز الشباك وبات معدله التهديفي في تصاعد وقدم في5 أشهر له مع حسام حسن أعلي معدل من احراز الاهداف ويتعامل مع الفرص التي يحصل عليها بجدية. شيكابالا هو أمل الزمالك في قمة الكأس من خلال ما قدمه طيلة الأشهر الخمسة الأخيرة وفي مقدمتها اداؤه الخيالي في قمة الدور الثاني للدوري الممتاز بالمباراة التي انتهت بالتعادل الايجابي بين الفريقين بثلاثة أهداف لكل منهما.. وهي المباراة التي اختير شيكابالا نجمها الأول من الزمالك بعد آدائه الايجابي.
حسام حسن: لقب أول الأبيض فقط.. وأول الألقاب.. كلاهما حلم جميل يداعب حسام حسن المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك حاليا وقبل ساعات من أدائه قمة كأس مصر في مواجهة الأهلي ناديه السابق. حسام حسن 43 عاما هو من فرض الحلم لدي جماهير الزمالك عندما حمل قميصا ابيض بعد تعادل الفريقين3/3 في قمة الدور الثاني للدوري وصرخ أمام الكاميرات قائلا: هذا زمن الزمالك.. الأبيض وبس.. وهاكسب في الكأس.. قالها حسام حسن في لحظة انفعال لكنها ارتبطت بتحد كبير يسيطر علي كل زملكاوي حاليا.. ويحلم حسام حسن باحراز الفوز الأبيض لما له من عناصر ايجابية أبرزها تحقيقه لأول فوز له كمدير فني للزمالك علي الأهلي بصفة رسمية بعد تعادلين في الدوري الممتاز وكذلك الاقتراب خطوة بعد الاطاحة بالمرشح الأول من السباق لاحراز لقب كأس مصر أول ألقاب العميد في رحلته التدريبية علي الاطلاق.. ويذكر أن حسام حسن مثل حسام البدري حصل علي تجديد الثقة وتمديد التعاقد لموسم جديد بعد نجاحه في الحصول علي الوصافة في الدوري الممتاز وتأشيرة الصعود الي دوري الأبطال الأفريقي نسخة العام المقبل.