ذكرت صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية أن كتابا صدر حديثاً في الولاياتالمتحدة بعنوان "النفاية المقدسة.. المفقودات في عالم الجنيزا بالقاهرة" بإشراف آدينا هوفمان وبيتر كول يعد محاولة لإعادة جمع وثائق الجنيزا غير المكتملة ومن شأن هذه المحاولة إعادة إحياء البحث حول تاريخ يهود البحر المتوسط في القرون الوسطي. ويذكر أن تلك خبيئة "الجنيزا" هي مجموعة من المخطوطات عثر عليها منذ ما يقرب من 120 عاماً مضت في معبد بن عزرا اليهودي اليهودي بالقاهرة وهو أحد أقدم المعابد اليهودية في العالم وتضم وفيما يبدو أن أعضاء هذا المعبد قد خبئوا تلك الوثائق فيه لأنها وثائق مقدسة تحتوي في معظمها علي اسم الله ومن ثم لا يمكن التخلص منها. من أهم المخطوطات التي عثر عليها في هذا الكنيس اليهودي كان النص العبري الأصلي لسفر حكمة بن سيرا الذي يختلف اليهود حول قدسيته، وتوصف هذه المجموعة من المخطوطات بانها متنوعة وشاملة في الوقت ذاته. قامت آدينا هوفهمان الكاتبة الأمريكية وبيتر كول بجمع تلك الوثائق والمخطوطات في الكتاب الذي صدر حديثاًويتضمن الكتاب "خطابات ووصايا وفواتير وأوراق تحوي صلوات يهودية ووثائق زواج وطلاق وأوراق من التلمود وعقود إيجار ووصفات سحرية وقد وصف سولومون سكيتشر(1847 – 1915) المؤرخ الروماني الذي تعود أصوله الي حيفا وأحد الذين فحصوا الوثائق في وقت مبكر حين عرضت عليه في كامبريدج عام 1896 بأنها كانت تشبه "ساحة قتال بين الكتب". يذكر أن أحدث تلك المخطوطات يعود للقرن التاسع عشر وبعض تلك الوثائق غير مكتمل ويعود للقرن العاشر الميلادي. وقد تضررت تلك الوثائق بشكل كبير جراء دفنها لقرون طويلة وقد تأثرت بالرمل الذي كانت مدفونة فيه والمياه التي غمرتها من حين لآخر وهو ما أثر عليها بالسلب. يأتي ذلك الكتاب وسط العديد من الكتب التي صدرت في مصر مؤخراً عن تاريخ اليهود في مصر ومنها "الرجل ذو البدلة البيضاء الشركسكين" للوسيت لنيادو وترجمة مصطفى الطنانى -مدحت مقلد و"شتات اليهود المصريين" وكتاب جاك حسون "يهود وادي النيل" و كتاب د. محمد أبو الغار "يهود مصر من الإزدهار إلي الشتات" فضلاً عن عدد كبير من الروايات. والتحدي الأكبر الذي واجه المؤلفان هو كيفية تكوين وثائق من تلك المجتزءات. فالعديد من تلك الأوراق المجتزأة لم تكن تعطي معني ومن ثم كان لابد من البحث عن باقي أجزئها وسط هذا الركام من الأوراق إضافة إلي أن العديد من تلك الأوراق كان بمثابة ألغاز متشابكة في فوضي عظيمة. علي الرغم من دقة تلك الوثائق إلي أنه هناك بالفعل العديد من الكتب التي كتبت عن تلك الوثائق وأضاءت العديد من الأشياء حول حياة يهود البحر المتوسط ومن أهمها الدراسة التي قام بها الباحث الإسرائيلي جويتين عن الوثائق والتي يعتمد عليها الكاتبان هنا بشكل كبير، وربما أن الأكثر جاذبية في عمل هوفمان وكول هو أنهما يعيدان للحياة هذا الجزء من الوثائق الغامضة والغير ملحوظة إضافة إلي الكتب التي كتبت حولها ومنها أيضاً الدراسات التي كتبها "سولومان سكيتشر" وهو أول من اهتم بتلك الخبيئة حين عرضت عليه في كامبريدج واستطاع وحده أن ينقذ حوالي 190 ألف ورقة من تلك الخبيئة.