ليست تلك الصور من مدينة فينسيا الإيطالية، ولكنها من مدينة الإسكندرية المصرية، التي تحولت شوارعها إلى بحيرات كبيرة من المياه، بعد تعطل محطات الصرف الصحي عن العمل، وفشل الأجهزة التنفيذية في حل الأزمة، التي تشهدها المدينة للمرة الأولى في تاريخها. كان قد تعطل العمل بمحطة "3" لرفع مياه الصرف الصحي، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، مما تسبب في إغراق شوارع شرق المدينة بمياه الصرف والأمطار، من منطقة المنتزه، حتى أبي قير. مأساة حقيقية، يعيشها الآلاف من المواطنين بشرق المدينة، أصبحوا محاصرين الآن في منازلهم، لم يتمكنوا من الخروج لأشغالهم، وقضاء مصالحهم، بعد أن وصل ارتفاع المياه بالشوارع لأكثر من مترين، ولم يجد هؤلاء المواطنين سوى المراكب، والموتوسيكل البحري، كوسيلة للانتقال، والخروج من بحيرات المياه التي تحاصر منازلهم. يقول سعيد ذكي، أحد المواطنين، من قاطني شارع محمد نجيب بمنطقة سيدي بشر، لم نتوقع يوما أن يصل فشل الأجهزة التنفيذية بالمحافظة إلى هذا الحد، الذي نجد فيه مياه الصرف الصحي تدخل إلى منازلنا وتحاصرنا. ويضيف؛ لقد صبرنا ورضينا أن نتعايش مع القمامة كأزمة لا حل لها، ولكن أن نجد مياه الصرف تدخل لمنازلنا، وتمنعنا من الخروج، فهذه كارثة حقيقية، تحتاج لمحاسبة المسئولين عنها. وقال عياد أمين، صاحب مقهى بمنطقة سيدي بشر، "حالنا وقف، والمياه داخل المقهى وصلت لمتر"، قائلاً: "يرضي مين ده، حرام اللي بيحصل لنا"، مضيفاً بقوله "الإسكندرية بقت فينسبا في عهد مهدي". وأوضح رامي مرتضى، أحد شباب الصيادين، والذي أحضر مركب لتأجيره للأهالي، لمساعدتهم على التنقل "عندما وجدت المياه وقد وصلت لهذا الحد، ولم أجد وسبلة لمساعدة الأهالي، سوى بإحضار المركب الخاص بي، خاصة وأن موسم الصيد متوقف بسبب الطقس السيئ"، مشيرًَا إلى أنه يأخذ "أجرة رمزية"، ممن يريد العبور من بحيرات المياه.