كل سنة وكل مصري بخير.. حمدي رزق يهنئ المصريين بمناسبة عيد تحرير سيناء    مصدر نهر النيل.. أمطار أعلى من معدلاتها على بحيرة فيكتوريا    حلقات ذكر وإطعام، المئات من أتباع الطرق الصوفية يحتفلون برجبية السيد البدوي بطنطا (فيديو)    ارتفاع سعر الفراخ البيضاء وتراجع كرتونة البيض (أحمر وأبيض) بالأسواق الجمعة 26 أبريل 2024    هل المقاطعة هي الحل؟ رئيس شعبة الأسماك في بورسعيد يرد    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    بقيمة 6 مليارات .. حزمة أسلحة أمريكية جديدة لأوكرانيا    حزب الله اللبناني يعلن تدمير آليتين إسرائيليتين في كمين تلال كفرشوبا    حركة "غير ملتزم" تنضم إلى المحتجين على حرب غزة في جامعة ميشيجان    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على جدول مواعيد عمل محاكم مجلس الدولة    عبقرينو اتحبس | استولى على 23 حساب فيس بوك.. تفاصيل    رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في دورته العاشرة: «تحقق الحلم»    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    بث مباشر لحفل أنغام في احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية بعيد تحرير سيناء    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    الدفاع المدني في غزة: الاحتلال دفن جرحى أحياء في المقابر الجماعية في مستشفى ناصر بخان يونس    "الأهلي ضد مازيمبي ودوريات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    خالد جادالله: الأهلي سيتخطى عقبة مازيمبي واستبعاد طاهر منطقي.. وكريستو هو المسؤول عن استبعاده الدائم    الشروق تكشف قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي    طارق السيد: ملف خالد بوطيب «كارثة داخل الزمالك»    حدثت في فيلم المراكبي، شكوى إنبي بالتتويج بدوري 2003 تفجر قضية كبرى في شهادة ميلاد لاعب    بعد 15 عاما و4 مشاركات في كأس العالم.. موسليرا يعتزل دوليا    رائعة فودين ورأسية دي بروين.. مانشستر سيتي يسحق برايتون ويكثف الضغط على أرسنال    ملف يلا كورة.. تأهل يد الزمالك ووداع الأهلي.. قائمة الأحمر أمام مازيمبي.. وعقوبة رمضان صبحي    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    ارتفاع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 26 أبريل 2024    سرقة أعضاء Live مقابل 5 ملايين جنيه.. تفاصيل مرعبة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    عاجل - الأرصاد تحذر من ظاهرة خطيرة تضرب البلاد.. سقوط أمطار تصل ل السيول في هذا الموعد    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    تبدأ اليوم.. تعرف على المواعيد الصيفية لغلق وفتح المحال والمولات    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    ليلى أحمد زاهر: مسلسل أعلى نسبة مشاهدة نقطة تحوّل في بداية مشواري.. وتلقيت رسائل تهديد    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    مخرج «السرب»: «أحمد السقا قعد مع ضباط علشان يتعلم مسكة السلاح»    بدرية طلبة عن سعادتها بزواج ابنتها: «قلبي بيحصله حاجات غريبه من الفرحة»    عروض فنية وموسيقى عربية في احتفالية قصور الثقافة بعيد تحرير سيناء (صور)    «تنمية الثروة الحيوانية»: إجراءات الدولة خفضت أسعار الأعلاف بنسبة تخطت 50%    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    الأغذية العالمي: هناك حاجة لزيادة حجم المساعدات بغزة    سفير تركيا بالقاهرة يهنئ مصر بذكرى تحرير سيناء    خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة 26-4-2024 (نص كامل)    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المياه الجوفية..شبح يتربص بالبلاد!
نشر في المساء يوم 22 - 02 - 2013

تشير الدراسات إلي أن معدلات الري الحديثة. وعدم ترشيد استخدام المياه. وغياب شبكات الصرف الصحي. ونقص كفاءة الصرف الزراعي. أدت الي تسرب كميات كبيرة من المياه الي مخزون المياه الجوفية. لتتحد معه مكونة خزانات كبيرا تحت الدلتا وعلي جانب وادي النيل.
أدي هذا الي ارتفاع منسوب المياه الجوفية واقترابها من سطح الارض في بعض المناطق . ووجودها فوق السطح بمناطق أخري. لتهدد مباني القري المبنية بطرق غير هندسية بالانهيار. فضلا عن قلة انتاج الاراضي الزراعي.
"فارس" أسوان .. فجرت القضية
أسوان عصمت توفيق:
تعاني قرية فارس التابعة لمركز كوم امبو من ارتفاع شديد في منسوب المياه الجوفية يصل لأكثر من نصف متر مما تسبب في غرق وتلف حوالي 500 فدان من الزراعات والأراضي السكنية. وتقدر قيمة الخسائر التي يتكبدها أهالي القرية سنوياً بحوالي ثلاثة ملايين جنيه وهي القرية التي فجرت تلك القضية.
المشكلة بدأت منذ حوالي ثلاث سنوات كاملة طرق خلالها أهالي القرية جميع أبواب المسئولين بدون فائدة وفي نهاية المطاف اضطروا إلي قطع الطريق الصحراوي الغربي أمام قريتهم حتي يلفتوا انتباه المسئولين لعل وعسي أن ينقذهم أحد وبالفعل استجاب لهم المحافظ اللواء مصطفي السيد وزار القرية مؤخراً ووضع حلولا عاجلة وآجلة لجميع مشاكلهم. والأهالي في انتظار التنفيذ.
يؤكد الشيخ أحمد عبدالحميد من أهالي القرية ومدير عام بالأزهر الشريف أن مشكلة ارتفاع المياه الجوفية بالقرية بدأت منذ ثلاث سنوات وأغرقت حوالي ألف فدان تقريباً من الزراعات والمنازل المتاخمة لدرجة أن أصحاب أشجار الدوم والنخيل لم يستطعيوا جني المحصول منذ العام الماضي لصعوبة الدخول في وسط هذه المياه الآسنة.
وأشار الشيخ أحمد عبدالحميد إلي أن أحد المزارعين اضطر إلي دفع 75 ألف جنيه العام قبل الماضي من أجل ردم أرضه الزراعية بالرمال حتي يستطيع جني المحصول كما قام أحد المزارعين بالاتفاق مع تاجر لشراء محصول المانجو مقابل 100 ألف جنيه ولكن حينما جاء وقت الحصاد غمرت المياه الأرض وتراجع التاجر عن الشراء بسبب صعوبة جني المانجو الموجود وسط الماء.
أكد محمد السبال مزارع بالقرية أن أعمدة الكهرباء والضغط العالي التي تغذي القرية والبلاد المجاورة تعرضت للتلف بسبب المياه الجوفية وكادت أن تحدث كارثة حينما سقطت أسلاك أحد أعمدة الإنارة في المياه وكادت تصعق الأهالي.
أضاف أن المياه الجوفية أتلفت الزمام المحيط بترعة فارس التي تمتد لحوالي 5 كيلومترات وأدت إلي تضرر 500 منزل وبعضها أصبح أيلاً للسقوط علاوة علي تضرر مسجد آل هاشم ومساجد أخري وكذلك مدرسة حسن فتحي شيخ المعماريين التي قام بتأسيسها في فترة الخمسينيات وهي علي وشك الانهيار حالياً.
وأشار إلي أن جبانة القرية والتي تبلغ مساحتها 8 أفدنة تقريباً لم تسلم أيضاً من المياه الجوفية وقرر المسئولون في مديرية الصحة وقف الدفن فيها واضطر أهالي القرية لدفن موتاهم في مقابر جديدة تقع علي مسافة 10 كم غرباً في الصحراء.
وأكد محمد عثمان السيد من أهالي القرية أن المياه الجوفية لها أثر بيئي سيئ علي صحة الأهالي لأنها مياه راكدة وآسنة وتتسبب في انتشار الحشرات الضارة والحيوانات الضالة لدرجة أن القرية تحولت إلي ما يشبه البحيرة المترامية الأطراف ولكنها بحيرة سامة وضارة كما أن الفترة الماضية شهدت القرية انتشار حشرات طائرة صغيرة الحجم فوق المياه الراكدة بخلاف الطحالب الخضراء الموجودة فوق المياه.
أوضح عثمان من أهالي فارق أن هناك عدة أسباب لارتفاع منسوب المياه في القرية منها بدء عمل شركات التنقيب عن البترول في منطقة فارس منذ ثلاث سنوات والتي قامت بالحفر في أعماق بعيدة مما تسبب في تغيير مسارات المياه الجوفية وأدت إلي ظهورها علي السطح علاوة علي وجود محطتين لمياه الشرب بالقرية وفي نفس الوقت لا توجد شبكات للصرف الصحي فيها. وأن القرية يوجد فيها محطتان للري تغذي الأراضي الزراعية ولا يوجد ترعة للصرف الزراعي.
وقال فضل أبوالروس إن مزارعي القرية بدأوا في تقديم محاضر في الشرطة لتحديد الخسائر التي أصابت الزراعات من جراء المياه الجوفية.
كان المحافظ اللواء مصطفي السيد قام بزيارة تفقدية لقرية فارس التابعة لمركز كوم امبو وقرر خلالها صرف مبلغ 500 ألف جنيه كتعويضات عاجلة لإعادة بناء 64 بيتاً تعرضت لانهيارات جزئية وكلية تصدعات بسبب زيادة منسوب المياه الجوفية وإعانات عاجلة للأسر المتضررة علاوة علي تشكيل لجنة تضم التضامن الاجتماعي والاسكان والوحدة المحلية لمركز ومدينة كوم امبو لحصر كافة التلفيات وتحديد التعويضات اللازمة.
جيران النهر الخالد .. الأكثر تضرراً بقنا
قنا عبدالرحمن أبوالحمد:
أكد محجوب الروبي "عضو مجلس محلي سابق" أن إنشاء قناطر نجع حمادي أدي إلي ارتفاع منسوب المياه داخل 11 قرية وهي جزيرة الدوم والرزقة والشقيفي والسليمات بمركز أبوتشت والشرقي بهجورة البقيلي والكلح والخضيرات ونجع ضاحي ونجع البرزة ونجع الحجة بمركز نجع حمادي وبالتالي إلحاق أكبر الضرر بمنازل تلك القري وأراضيها الزراعية الأمر الذي ينذر بكارثة اذا لم يتحرك المسئولون لإنهاء المشكلة.
أضاف أن وزارة الري وقناطر نجع حمادي تعهدتا بتوصيل الصرف الصحي لتلك القري المضارة لمنع انهيار المنازل بداخلها. وعلي الرغم من الانتهاء من توصيل المشروع ببعض تلك القري في 2009 إلا أنه مازال معطلاً ولم يتم استكماله بعد انجاز نحو 60%. مشيراً إلي أن المشكلة ازدادت مع تحويل المجري الملاحي للقناطر وبناء الهيكل الأساسي. مما جعل القري الملاصقة للنيل أكثر تضرراً خاصة بعد رفض جهاز تنمية القرية والإدارة المحلية استكمال مشروع الصرف الصحي.
ويقول العمدة عبدالمعز السمان بقرية السليمات بمركز أبوتشت إن القرية لم ينفذ بها مشروع الصرف الصحي رغم تضررها من ارتفاع منسوب المياه بعد إنشاء القناطر وفي المقابل يعاني أبناء القرية من سيارات الكسح التي تقوم بتفريغ حمولتها داخل الترع والمصارف المائية التي تستخدم لري الزراعات مما جعلها مهددة بالتلف والبوار.
ويضيف عربي سيد عبداللاه أحد أبناء قرية "الرزقة" إن معظم منازل القرية مقامة بالطوب اللبن ولا تتحمل ارتفاع منسوب المياه. مؤكداً أن معظم قري المحافظة لا يوجد بها شبكات صرف صحي وتعتمد علي الخزانات الأرضية التي تهدد المنازل بالسقوط خاصة مع زحف المياه الجوفية المتسربة من المواسير إلي المنازل. ومع عدم وجود شبكات صرف صحي بالقري نجد في المقابل عدم كفاية أنظمة الكسح المتاحة مما أدي إلي ارتفاع منسوب المياه الجوفية نتيجة تسرب مياه الخزانات الملوثة إليها.
ويقول تاج عبدالحميد أحد أبناء قرية "الشقيفي" إن القرية تعاني من ارتفاع منسوب المياه الجوفية عقب انشاء القناطر الأمر الذي يجبر الأهالي علي كسح المجاري بشكل دوري وهذا يمثل عبئاً علي كاهل الأسر الفقيرة.
وفي مركز الوقف يؤكد زيدان حسين إن جزيرة العبل والحمودي تعاني من مشكلة نحر النيل وارتفاع منسوب المياه بالجزيرة مما كان له أكبر ضرر علي الأراضي الزراعية والمنازل المقامة في وضع منخفض.
كابوس مزعج .. بكفرالشيخ
كفرالشيخ عبدالقادر الشوادفي:
المياه الجوفية أسفل المنازل بقري كفرالشيخ .. أصبحت كابوساً مزعجاً يجثم علي قلوب الأهالي مما يهدد منازلهم بالتصدع والانهيار في أي لحظة.
يقول المهندس خالد خفاجة من أبناء قرية العباسية مركز الرياض نعيش كابوساً مزعجاً يومياً بسبب المياه الجوفية الموجودة أسفل منازلنا والتي أصبحت تهدد منازلنا جميعاً بالشقوق والتصدعات ونحن في حاجة إلي مشروع كامل للصرف الصحي أسوة بالقري الأخري أو مشروع لخفض منسوب المياه الجوفية أسفل منازلنا وخصوصاً أننا من أكبر قري مركز الرياض ويتجاوز تعداد سكان قريتنا 50 ألف نسمة.
يضيف محمود المشالي رئيس مجلس إدارة مركز شباب الحمراوي .. قريتنا من أكبر القري تضرراً من تسرب المياه الجوفية أسفل منازلنا مما أدي لهبوط الأرضية في العديد من الشوارع الأمر الذي تسبب في حدوث شقوق وتصدعات بالعديد من المنازل وتم صرف جزء من التعويضات بالرغم من تنفيذ مشروع الصرف الصحي الخاص بالدولة داخل القرية منذ أكثر من 5 سنوات ولكن تم تنفيذه للأسف الشديد بطريقة خاطئة بها الكثير من الأخطاء والعيوب الفنية التي تسبب في تسريب المياه الجوفية أسفل منازلنا.
أشار السيد درويش سكرتير الوحدة المحلية لقرية الحمراوي ومن أبناء قرية "سنو" حاولنا التغلب علي مشكلة المياه الجوفية أسفل منازلنا بإقامة مشروع خفض منسوب المياه الجوفية علي نفقتنا الخاصة حتي نقلل من خطر هذه المياه التي أصابت العديد من منازلنا بالشقوق والتصدعات حتي جاء مشروع الصرف الصحي الخاص بالدولة والجاري تنفيذه حالياً وكلنا أمل في إنهاء مشكلتنا مع المياه الجوفية التي تؤرق الأهالي.
وقال المهندس رأفت المنياوي رئيس الوحدة المحلية لقرية الحمراوي بأن مشروعات خفض منسوب المياه الجوفية بالقري مجرد مسكنات فقط والحل الجذري لهذه المشكلة يكمن في إنشاء مشروعات الصرف الصحي الخاصة بالدولة بهذه القري وهذه تحتاج إمكانيات كبيرة ولكننا ننفذه حالياً بالتدريج من أجل القضاء نهائياً علي مشكلة المياه الجوفية التي تهدد منازلنا بالانهيار.
مدافن الشرقية تطلب "الرحمة"
الشرقية عبد العاطي محمد:
يقول أحمد محمد من قرية الهيطة مركز الحسينية إن منازل القرية أكلتها المياه الجوفية شديدة الملوحة حتي ظهرت أسياخ أعمدة المباني الخرسانية وفشلت جميع أعمال الترميم. ولابد من إيجاد حل عاجل وسريع لإنقاذ سكان هذه المنازل قبل فوات الأوان.
أضاف السيد محمد من منطقة المنشية بالزقازيق أنه علي الرغم من تبعيتنا لمدينة الزقازيق وعلي بعد خطوات من الكوبري العلوي الذي يتم تنفيذه بكفر عبد العزيز. إلا أننا محرمون من مشروع الصرف الصحي وتقوم بالاعتماد علي الطرنشات وثمن النقلة 40 جنيها. كما أن مياه المجاري تسببت في تصدع المنازل. ونحن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا السرطان الذي يهدد المنازل بالانهيار فوق رءوسنا ومنا من ينام في رعب ولابد من سرعة تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالمنطقة.
أوضح أشرف محمد من قرية المسلمية مركز الزقازيق أنه علي الرغم من البدء في تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالقرية منذ خمس سنوات. إلا أنه توقف وبح صوتنا مع المسئولين ولكن دون جدوي.
وقال سمير بسيوني من عزبة المتين بأبوكبير. رغم أن العزبة ملاصقة للمدينة وتتبعها إلا أن منازلها تعوم علي بركة من المياه الجوفية والمجاري وذلك لاعتماد الأهالي علي الطرنشات في الصرف مما أدي الي تصدع بعض المنازل وسكانها مضطرون الي الإقامة بها لعدم وجود بديل الي جانب تآكل المنازل المبنية بالمسلح.
أشاد السيد رحمو نقيب الفلاحين بالمحافظة إلي أن 90% من منازل القري بمركز الحسينية مهددة بالانهيار . حيث تتواجد كميات من المياه الجوفية بجوارها. وحدثت تشققات وميول بالحوائط وطالب بسرعة وتنفيذ مشروعات الصرف الصحي بهذه القري لإنقاذ أرواح الغلابة لافتا إلي أن المنطقة الأثرية بصان الحجر تشهد ارتفاعا في منسوب المياه الجوفية. مطالبا بالحفاظ علي هذه الكنوز.
أضاف عبد الحليم القصبي "صيدلي" أن قري صان الحجر وبحر البقر تعاني الأمرين من المياه الجوفية والغريب أن المياه الجوفية أغرقت "المقابر" وأكلت عظام الموتي وأحيانا ما يتم نزح المياه من المقابر وإقامة سدود حولها ولابد من ايجاد علاج لهذه الكارثة.
المنوفية .. تعوم عليها
المنوفية نشأت عبد الرازق:
كارثة حقيقية تهدد أهالي محافظة المنوفية. حيث تتعرض منازلهم خاصة في معظم القري للانهيار بسبب المياه الجوفية التي تعجز الحكومة عن إيجاد حل لها علي مدار أكثر من ربع قرن.
يقول إيهاب إبراهيم "من قرية جنزور مركزة بركة السبع" إن معظم المنازل بمنطقة القاصد منها منزلنا المكون من "5" طوابق "مسلحة" وحديثة معرضة للانهيار فوق رءوس الأهالي بسبب المياه الجوفية التي ربما يكون مصدرها ترعة القاصد التي تبعد عن منزلنا عدة أمتار وتقل نسبه تسرب تلك المياه حسب المسافة بين تلك المنازل والترعة.
أوضح محمود المرسي مدير عام العلاقات العامة بديوان المحافظة أن المنوفية عائمة علي المياه الجوفيه خاصة في القري التي لم يتم تشغيل خدمة الصرف الصحي بها. مشيرا بالمشاركة المجتمعية لإنشاء محطات صرف صحي في مدة لا تتجاوز عاما ونصف العام في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة وعجز الأداء الحكومي مما يحمي المنازل من الانهيار.
وقال عادل عزام رئيس قسم بمديرية التربية والتعليم إن منازل قرية كمشيش مركز تلا غارقة في المياه الجوفية ومعظمها آيل للسقوط خاصة مع عدم دخول خدمة الصرف الصحي بها..أكد السيد ندا "موجه بالتعليم" أن قرية الروضة مركز بركة السبع لا يختلف الوضع فيها كثيرا عن باقي القري. حيث تنتشر بها البرك والمستنقعات من المياه الجوفية وطفح "الطرنشات" مما يتسبب في تصدع وانهيار المنازل خاصة القديمة. علاوة علي أنه يمثل كارثة بيئية وصحية.
من جانبه أكد د. كمال دهب أستاذ المياه الجوفية بكلية العلوم جامعة المنوفية أن السبب الرئيسي في انهيار وتصدع المنازل هو ما يسمي بالمياه تحت السطحية وتشمل مياه التربة. والمياه الموجودة في النطاق غير المشبع تحتها. ثم المياه الجوفية وهي الممثلة في النطاق المشبع.
مأساة حقيقية .. بالبحيرة
البحيرة كارم قنطوش:
المياه الجوفية مشكلة تهدد المئات من القري الرئيسية والتوابع بالبحيرة. المحافظة تضم 15 مدينة و88 وحدة محلية قروية. تتبع كل منها عشرات القري والعزب. مشروعات الصرف الصحي لم تغط القري الرئيسية بالكامل والقري التي وصلها الصرف الصحي وكان مدرجا في خططها إضافة القري التوابع لها وتعثر التنفيذ وتحولت هذه الخطط الي مجرد "حبر علي ورق". والمشروعات التي يجري تنفيذها الآن تسير بسرعة السلخفاة بسبب قلة الاعتمادات المالية.
من هنا أصبح افتقار هذه القري للصرف الصحي عاملا رئيسيا في ارتفاع المياه الجوفية بها فضلا عن عوامل أخري أهمها: أن المحافظة زراعية وجميع هذه القري تحاصرها الأراضي الزراعية من كل اتجاه وبالطبع تقع تحت تأثير التربة الزراعية التي شهدت في السنوات الأخيرة اهمالا في مشروعات الصرف الزراعي.
ويدخل علي الخط عامل آخر وهو عدد كبير من القري كان يلفها ما يعرف بمصارف داير الناحية التي كانت تساهم في تصريف المياه عليها وقامت الحكومة في السنوات الماضية بردمها بدعوي الحفاظ علي البيئة.
علي سبيل المثال قرية "غربال" التي تقع بأطراف مدينة دمنهور تعيش مأساة حقيقية .
يقول محمد أحمد عبد السلام إن القرية تعوم علي المياه منذ سنوات ونخشي علي صغرنا من السير بالشوارع كما أن المياه الراكدة تفوح منها الروائح الكريهة وتخلف جيوشا من الذباب والناموس لتنشر الأوبئة. مشيرا الي أنهم قاموا بجمع حوالي 200 الف جنيه للمساهمة في شراء قطعة أرض لتخصيصها لإقامة محطة للصرف الصحي مشاركة منهم مع الحكومة وحتي الآن لم يتم البدء في المشروع برغم وعود مسئولي المحافظة بأنه تم إدراجها في ميزانية هذا العام.
يضيف علي محمود مهران من قرية "ديرأمس" بمركز أبوحمص. أنه بعد أن حاصرتنا المياه قمنا بإنشاء مصرف بدائي علي نفقة أهالي القرية ولكن جدواه لم تتحقق وتضاعفت المعاناة وأصبحت العديد من المنازل مهدد بالانهيار بعد أن ضربت المياه جدرانها. لدرجة ان سيارات الكسح غير كافية وأطفالنا يعانون في اللحاق بمدارسهم وتزداد المأساة في فصل الشتاء ويصبح السير في شوارع القرية بالنسبة للأطفال كالسير علي الاشواك.
أما خالد بيومي محمود من قرية "أبوسعيد" بمركز شبراخيت فيقول إن قريتنا أصبحت معزولة بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية لدرجة تعرض عدد من الشوارع للهبوط.
وسط أسيوط .. ينتظر كارثة
أسيوط محمود وجدي :
مشكلة المياه الجوفية أصبحت خطراً يهدد مساكن وسط مدينة أسيوط التي قد تنهار علي رءوس سكانها بعد هذا الطوفان من المياه الجوفية التي لم يتمكن أحد حتي الآن من تحديد مصدرها أو سبب ارتفاعها بهذا الشكل الذي يهدد الثروة العقارية. خاصة أن ارتفاع المياه في ازدياد مستمر.. هذه الظاهرة الغريبة التي يشكو منها الأهالي وأصحاب العقارات مر الشكوي والذين استنجدوا بالمسئولين لفك طلاسم وانقاذهم من المصير المجهول.
يقول أشرف شعبان صاحب معرض موبيليات: نعاني بشدة من جراء تدفق المياه الجوفية من باطن الأرض التي لا نعلم سببها حتي الآن والتي أغرقت بدروم العقار الذي أقيم به وترتب علي ذلك تكبدنا خسائر فادحة سواء من جراء حدوث بعض التلفيات للموبيليات أو بتآكل أساسات وجدران العقار الذي أصبح مهدداً بالانهيار حاله مثل حال باقي العقارات المجاورة.
يضيف مدحت عطا الله من سكان وسط المدينة أن ما يحدث بشارع يسري راغب كارثة بكل المقاييس حيث إن المياه تغمر أساسات العقارات بالمنطقة ويزداد منسوبها من حين إلي آخر ولا نعلم أين مصدرها ولذلك نطالب الخبراء في الاسكان والمحافظة للبحث عن مصدرها.
قال أحمد رفعت محمد من سكان المنطقة: لا نعلم إن كانت المياه التي غمرت المنازل بسبب ارتفاع نسبة المياه الجوفية عن معدلاتها الطبيعية أم هناك كسور في وصلات مياه الشرب والصرف الصحي تتدفق في باطن الأرض وخاصة أن الظاهرة بدأت تنتشر في أكثر من عقار في وسط مدينة أسيوط ولا نملك إلا أن نقوم بنزح المياه من خلال مواتير رفع قمنا بشرائها. ولكن الغريب في الأمر أنه في بعض الأحيان يزداد منسوب المياه فيحرق المواتير.
أبدي هشام سعد من أهالي المنطقة استياءه من تلك الكارثة التي كانت تظهر في فصل الشتاء فقط وأصبحت في كل أوقات السنة الآن وهو مايعني أن هذه الظاهرة أصبحت بالفعل خطراً جسيماً يهدد عقارات وسط مدينة أسيوط لذا يجب علي مسئولي المحافظة وعلي رأسهم المحافظ أن يشكل لجاناً متخصصة لتفسير هذه الظاهرة ووضع حلول عاجلة لها.
من جانبهم نفي المسئولون شركة المياه والصرف الصحي بأسيوط أن تكون تلك المياه المتسربة ناتجة عن كسور في وصلات وخطوط المياه أو الصرف الصحي الموجودة في باطن الأرض حيث إن التسرب منتشر في أكثر من عقار بالمنطقة وهو ما يؤكد صعوبة أن يحدث كسر في منطقة ويتسرب بطول الشارع وفي أكثر من اتجاه ومع ذلك سيتم إرسال وحدات الكشف عن التسرب لعمل مسح شامل للمنطقة والكشف عن وجود كسور بالخطوط. مشيراً إلي احتمالية أن تكون هذه المياه جوفية لانتشارها بالمنطقة بمنسوب واحد وحدوث نفس الأعراض والظواهر بكل عقار.
فيما أوضح الدكتور محمود السنوسي أستاذ الجيولوجيا بجامعة أسيوط أن استمرار تدفق المياه وتغير المنسوب ما بين الارتفاع والهبوط سيتسبب في حدوث أكسدة للحديد الموجود داخل الأعمدة الخرسانية وهو ما سيؤدي إلي خلل شديد في تلك الأعمدة ومن ثم الإنهيار. وأضاف أن هناك عدة أسباب لتدفق تلك المياه منها عدم وجود صرف زراعي وصحي بشكل دقيق بالإضافة إلي عدم استخدام طرق الري الحديثة خاصة وأن خزان المياه متصل تحت الأرض بشكل عرضي يشمل محافظة أسيوط بأكملها وليس منطقة بعينها وهو مايفسر ظهور المياه في أكثر من عقار بامتداد المنطقة حسب قوله.
البيوت الطينية "ركعت" .. بالأقصر
الأقصر عمر شوقي :
أكد محمد صلاح عبدالكريم "أحد أهالي منشأة العماري" أن قرية المنشأة تعد من أكبر قري الأقصر. نظراً لمساحتها الكبيرة وعدد السكان بها الذين ش عشرة آلاف نسمة وبالرغم من موقعها الجغرافي المتميز لكونها مدخل الأقصر من الشرق كما يوجد بها مطار الأقصر الدولي. إلا أنها تعاني من إهمال المسئولين. فتحولت إلي خرابات ومستنقعات وطرق متهالكة ومشروعات متوقفة فضلاً عن انتشار الحشرات والباعوض وما تسببه المياه الراكدة من تلوث بيئي.
يشير رامي حشمت إلي أن القرية كانت بها ترعة تتسبب في فيضان دائم يغرق المنازل والبيوت والزرع ويقضي علي المحصول والمنتجات. وتم ردمها منذ عشرات السنين وبنيت عليها مساكن ومنازل. كما تم انشاء مركز شباب منشأة العماري فوقها وأقيم عليها ملعب لكرة القدم لا يصلح لإقامة مباريات عليه أحياناً. وبين الحين والآخر تتم تغطيته بالرمال نظراً لارتفاع منسوب المياه الجوفية وكنا نطلق علي المكان "نزة" لأن الماء يظهر فوق السطح بشكل مستمر.
يضيف عبدالعزيز أبو المجد أن السبب في ذلك يرجع إلي عدم انهاء مشروع الصرف الصحي الذي مازال العمل قائماً به منذ أكثر من 7 سنوات ولم ينته حتي الآن مما تسبب في "نشوع" المياه داخل المنازل وتلف الحوائط مما يهدد بانهيارها.
أشار محمد خليفة مخلوف من أهالي قرية الحبيل إلي تهالك معظم منازل الأهالي بنجوع الصوالحة وعبدالنبي وسالم وحسب ربه ومساكن الزهراء خاصة المنازل المبنية بالطوب اللبن نتيجة ارتفاع نسبة المياه الجوفية التي أتت من مياه نهر النيل وانخفاض مستوي القرية وبالتالي أصبحت المياه قريبة من سطح الأرض تماماً. فقديماً كان يتم الحفر لمسافة حوالي 15 متراً تحت سطح الأرض حتي يتم الحصول علي مياه أما الآن فإذا تم حفر مترين فقط تخرج المياه من الأرض. وأضاف أن أحد أهم الأسباب في ذلك هو عدم تنفيذ مشروع الصرف الصحي لتلك المناطق وتسرب مياه البيارات ورواسبها تحت الأرض.
أكد محمد فهمي من سكان منطقة الزهراء بالحبيل أن الأهالي يلجأون لإعادة ترميم وصيانة المنازل المتهالكة من المياه عن طريق "تنقيب البيوت" بالحجارة والدبش ويتم حفر منطقة محددة من المنزل وإعادة ترميمها بالحجارة ومواد البناء ثم الانتقال إلي منطقة أخري بالمنزل حتي لا ينهار المنزل.
وعن مدينة الزينية يقول أحمد طربوش إن المساكن ببعض القري مقامة علي الزراعات وتظهر بها المياه الجوفية بالإضافة إلي قيام بعض المزارعين بري الأراضي بالغمر. وأضاف أن القري والبيوت المطلة علي النيل. هي الأكثر تضرراً ولا يجب السكوت عنها. مطالباً المسئولين من التحرك الفوري لإنقاذهم من الغرق.
يوضح محمد عبدالله لبيب أن المياه الجوفية اعتلت بعض جدران المنازل وأدت إلي انهيار الحوائط. مما أجبر الأهالي علي ترك منازلهم وأخذ ما تبقي من أغراضهم معهم بحثاً عن مكان آخر. كما أن المياه تسببت في تشققات في باطن الأرض ورشحت في بيوت القرية وأراضيها الزراعية. وحذر من اختلاط مياه الشرب بالمياه الجوفية في البيوت.
وأكد إبراهيم سليمان مدير منطقة الكرنك الأثرية أن المناطق الأثرية بالأقصر آمنة تماماً ولا يوجد بها مياه جوفية. حيث تم تنفيذ مشاريع للتخلص من المياه الجوفية بها منذ أربع سنوات وهو من أكبر المشاريع التي نفذت في الآثار بتكلفة 76 مليون جنيه.
عجز المسئولين ..بالمنيا
المنيا مهاب المناهري :
يقول جمال علي أبو الليل "موظف" يقطن بشارع الفتح جنوب مدينة المنيا وهو من أكبر الشوارع بهذه المنطقة الشعبية. إن العقبة الوحيدة التي تواجههم هي طفح المياه الجوفية علي وجه الأرض وتسربها علي جدران الحوائط مما يكبدهم آلاف الجنيهات كل عام من أجل ترميم الجدران وتعلية أبواب الشقة.
أكد وليد سعد عبدالفضيل أن المشكلة الرئيسية التي يتجاهلها المسئولون بالمنيا هي المياه الجوفية ومياه المجاري التي تهدد حياتنا فالمنازل علي وشك الانهيار بسبب تآكل جدران الحوائط وتسربها داخل المنازل.
أضاف الحاج فاروق عبدالحكيم أنه قام ببناء منزله المكون من 3 طوابق ورغم أن ارتفاع الدور الأول 5.3 متر. إلا أنه أصبح الآن 5.1 متر بسبب المياه الجوفية وطفحها بأرضية المنزل وبين جدران الحوائط واضطر لتعلية منزله 4 مرات وعلي الرغم من صب قاعدة خرسانية بالأرض إلا أن المياه تطارده وأسرته. ناهيك عن الروائح الكريهة.
أكد طه صبري "موظف" أن الأهالي يقومون بإبلاغ شركة مياه الشرب والصرف الصحي عن رشح المياه وطفحها. إلا أنه لا يوجد رد منهم نهائياً ولا حياة لمن تنادي. وإن حضر عمال الصيانة يجمعون جنيهين من كل منزل "إكرامية" حتي يستجيبوا لهم عندما يستغيثون بهم.
أوضح عمر عبدالفتاح أن منزله طفحت فيه المياه الجوفية والمجاري ولا يستطيع الدخول أو الخروج إلا عن طريق وضع أحجار.
وقال حسن ابراهيم "موظف" إن المشكلة تكمن في عدم استلام الإدارة الهندسية وحي جنوب المدينة مشروع الصرف من المقاول وذلك طبقاً للمواصفات والمقايسات الفنية. والأمور تسير بطريقة "سمك. لبن. تمر هندي" ولا توجد لجان للمراقبة والمراجعة قبل وبعد عملية تسليم المقاول.
أشارت أم أحمد إلي أن الجدران تمايلت والسقف وقع علينا من قبل وربنا سترها كنا خارج المنزل واتهمت المحافظ بالإهمال في الحفاظ علي سلامة المواطنين.
وقال مؤمن أحمد نحن في انتظار الفرج من مجلس المدينة لحل المشكلة المستعصية التي أثبتت فشل الجهاز التنفيذي في حل الأزمات.
وأكد عاطف ايليا "مزارع" بقرية منسافيس أن المياه الجوفية أكلت الجدران والطوب أصبح عبارة عن تراب والحوائط هياكل آيلة للسقوط بين الحين والآخر ورغم عمليات الترميم إلا أن المياه طفحت وعادت تأكل الحوائط.
آثار سوهاج في خطر
سوهاج محمد حامد :
يقول محمد صديق "موظف بقرية الديابات" إن مشكلة المياه الجوفية من أكثر المشاكل التي نواجهها في القرية حيث نري تسرب المياه علي جدران المنازل وهذا خطر كبير علي المنازل من التصدع ومن ثم الانهيار وهناك منازل كثيرة مبنية بالطوب اللبن والطين تصدعت جدرانها بسبب المياه الجوفية.
ويؤكد أحمد علي أن آثار المياه الجوفية بسوهاج تنتقل إلي القري خاصة التي تقع بالقرب من النيل أو المجاورة للترع والمصارف. فقرية السلاموني احدي القري التي تشكل المياه الجوفية خطراً عليها لقربها من ترعة الابراهيمية من ناحية وكثرة المصارف بها من ناحية أخري.
ويحذر محمد السيد "موظف" من أن قرية "بيت الخريبي" بمركز ومدينة جرجا تعاني من ارتفاع في منسوب المياه الجوفية مما يعرض المنازل للتصدع والشروخ. مطالباً بسرعة ايجاد حل لخفض منسوب المياه الجوفية بالقرية.
وشدد عبده محمود فضل "بآثار سوهاج" علي أن منطقتي آثار أخميم وأبيدوس بالبلينا معرضتان لخطر شديد بسبب المياه الجوفية التي سيظهر تأثيرها السلبي في المستقبل إذا لم يتم وضع حلول فعالة وحقيقية لها في ظل ارتفاع منسوب المياه ووجود مصادر الأملاح وتأثير الرطوبة الأرضية علي المباني والأحجار الأثرية خاصة أن أكثر من موقع بمنطقة أبيدوس الأثرية تعرض للتصدع.
وأكدت عزيزة السيد حسن "مدير عام منطقة آثار البلينا" أن المياه الجوفية لها تأثير علي الآثار الموجودة بالبلينا غير أن تأثيرها علي المدي البعيد. مشيرة إلي أن هناك مشروعات لتحقيق منسوب أمثل للمياه الجوفية بمعبد الأوزريون ضمن خطة تطوير المنطقة الأثرية. لكنه لم يكتمل حتي الآن لعدم وجود الاعتمادات المالية إلي جانب الظروف التي تمر بها البلاد في الوقت الحالي.
وأشار محسن لمعي "مدير عام منطقة آثار أخميم" إلي أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية في كل الأحوال يسبب ضرراً بالغاً علي المناطق الأثرية خاصة مع زيادة نسبة الأملاح بها والتي تساعد علي تآكل وتهالك الأحجار الأثرية.
وأوضح الدكتور أحمد عزيز عبدالمنعم وكيل كلية العلوم لشئون خدمة المجتمع والتنمية وأستاذ المياه الجوفية بجامعة سوهاج أن المياه الجوفية بالنسبة لمحافظة سوهاج تتوافر في خزانين رئيسيين أحدهما شبه محصور ويتواجد تحت الأراضي الزراعية حيث يغطي بطبقة الطين التي تكون الطبقة الزراعية والآخر وهو "الخزان الحر" الذي يتواجد ضمن الأراضي الصحراوية. مشيراً إلي أن الخزان الجوفي في وادي النيل بسوهاج يتغذي علي المياه الزائدة عن حاجة الري والترع والمصارف ونهر النيل والتي تتسرب إلي الخران الجوفي. وأكد أن منسوب المياه الجوفية في وادي النيل ارتفع منذ انشاء السد العالي وتحويل نظام الري من الري الفيضي إلي الري المستمر. مما ساهم في ارتفاع مناسيب المياه الجوفية تحت طبقة الأراضي مما نتج عنه زيادة الملوحة في المياه وقلة انتاجية الأراضي الزراعية.
من جهته أعلن المهندس أحمد صابر محمود رئيس هندسة المياه الجوفية بسوهاج أن المحافظة لم تشهد أية مشكلة ناتجة عن المياه الجوفية. وأوضح أن القناطر الجديدة بنجع حمادي أدت إلي ارتفاع منسوب المياه مما يؤثر علي القري القريبة منها. مشيراً إلي أن الخوف مستقبلاً علي قري سوهاج بسبب انشاء الأيسونات التي يصل عمقها إلي 10 أو 15 متراً مما يؤثر علي أساسات المباني والمنازل بالقري وهذا ما يجب وضعه في الاعتبار مستقبلاً ولهذا يطالب مسئولي الصرف الصحي بسرعة انجاز مشاريعها بجميع أنحاء المحافظة.
حلول مؤقتة .. في بني سويف
بني سويف أسامة مصطفي :
يعاني العديد من قري بني سويف من ارتفاع منسوب المياه الجوفية بها حيث تأثرت المنازل والشوارع. حتي أن البعض اضطروا إلي عمل إحلال وتجديد لها بعد أن غرقت بالمياه الجوفية الناتجة من عدم توصيل خدمة الصرف الصحي لها.
قال أحمد حبيب سويدان "شيخ البلد" إن قريتنا قميش الحمراء التابعة لمركز ببا تعد من أكبر القري بالمحافظة ورغم ذلك لم تدرج بعد في مشروع الصرف الصحي ونظراً لارتفاع منسوب المياه الجوفية بها تأثرت جدران المنازل وغرقت الشوارع. حيث نقوم بصرف المياه المستعملة داخل خزانات "طرنشات" ونظراً لزيادة عدد المنازل واستخدام مياه الشرب يرتفع منسوب المياه الجوفية بها. لذلك لجأت بعد أن تقدمنا بالعديد من الشكاوي لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة إلي تركيب 4 بيارات في معظم انحاء القرية لتجميع مياه الصرف والجوفية بها وسحبها عبر خراطيم أو مواسير باستخدام المواتير إلي المصرف المجاور للقرية ولكن للأسف الوحدة المحلية بالقرية لتتابع مواتير الشفط المركبة علي البيارات فهي دائماً تتعطل عن العمل!!
أكد عبدالحميد متولي حسان "مدير إدارة الشئون القانونية بإدارة بني سويف التعليمية" أن قريتهم "منيل موسي" لا تقل خطورة عن القري الأخري التي تعاني من ارتفاع منسوب المياه الجوفية بها فيأتي فصل الشتاء ويترفع منسوب المياه الجوفية بالمنازل حيث ري الأراضي الزراعية واستخدامات مياه الشرب بالمنازل وعدم وجود صرف صحي بالقرية كل ذلك يؤدي إلي ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتهديد المنازل وغرق الشوارع ولذلك قام أصحاب المنازل بردمها وتعليتها هروباً من المياه الجوفية.
اماطة الملط "مدير مدرسة الزرابي الابتدائية" فقال أن قريتهما "الدوية" التابعة لمركز بني سويف بدأ ادخال مشروع الصرف الصحي بها منذ خمس سنوات ولكن للأسف لم يكتمل حتي الآن.
أكد رفعت حواش "مدير جمعية علي بن أبي طالب الخيرية" ان قريتهم "رياض باشا" تعوم علي بحيرة من المياه الجوفية وهذه مشكلة مزمنة منذ منتصف التسعينات وفورمة يومياً. نظراً لأن بعض المنازل تأثرت فعلاً بالمياه الجوفية ويقوم أصحابها بسحب المياه من داخلها. حتي أن سيارات الكسح الخاصة بالوحدة المحلية أو الجمعية أو الخاصة لا تكفي لسحب المياه من جميع المنازل خاصة بعد التوسعات في الحيز العمراني بالقرية.
اعترف المهندس جمال مصباح مدير عام مشروعات الصرف الصحي بشركة مياه الشرب ببني سويف بأنه نظراً لتغطية قري المحافظة بنسبة 100% بمياه الشرب وعدم وجود خدمة الصرف الصحي لجميع القري أدي الاستخدام إلي ارتفاع منسوب المياه الجوفية طبقاً لطبوغرافية الأرض بالقري. فالمياه الجوفية تظهر بالأرض ذات المنسوب المنخفض.
اضاف: لذلك لجأنا إلي حلول مؤقتة لتخفيض منسوب المياه الجوفية بالقري التي تعاني بإقامة بيارات لامتصاص المياه وسحبها بمواتير ونقلها عبر مواسير أو خراطيم إلي المصارف الزراعية القريبة من القري.
قال المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف إن الدكتور عبدالقوي خليفة وزير المرافق طرح مبادرة المشاركة المجتمعية في ادخال خدمة الصرف الصحي بالقري ونحن في المحافظة نفعل تلك المبادرة ولذلك جاري توقيع بروتوكول مع 10 قري تعاني من ارتفاع منسوب المياه الجوفية للمساهمة بالجهود الذاتية بنسبة 50% من التكلفة والباقي من اعتمادات الوزارة وصندوق الخدمة بالمحافظة.
برك ومستنقعات..بالقليوبية
القليوبية أحمد منصور:
تتعرض قرية كفر عابد التابعة لمركز طوخ لانهيار ملحوظ في منازلها وتشريد أهلها وذلك بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية بباطن الأرض وظهور برك من المياه المجاري وسط الشوارع مما أدي الي تلوث البيئة داخل القرية. فضلا عن إصابة العديد من الأهالي بأمراض الكبد الفيروس والفشل الكلوي نتيجة اعتمادهم علي مياه الطلمبات الحبشية المختلطة بمياه المجاري.
يقول محمد وجيه عضو سابق بمجلس بمحلي مركز طوخ إن المشكلة وصلت ذروتها عندما فوجيء الأهالي بشروخ وتصدعات بجدران المنازل بسبب رشح المجاري وارتفاع منسوب المياه الجوفية. ثم بدأت تنهار علي رؤوسهم منزلا تلو الآخر مما أدي الي تشريدهم.
أشار عبد العظيم إمام إلي أن تأخير مشروع الصرف الصحي بالقرية جعلها تعوم علي بركة مجاري إضافة الي ارتفاع منسوب المياه الجوفية مما تسبب في تآكل جدران المنازل القديمة وانهيارها في الوقت الذي تتعرض فيه منازل أخري لتشققات وشروخ بالحوائط.
أضاف عبد الحميد حسين أن المشكلة الأكبر تتمثل في أماكن المنازل المنهارة التي تحولت الي بؤر للتلوث ومقالب للقمامة.
أوضح أن تسرب مياه المجاري من خزانات المنازل وارتفاع منسوبها بباطن الأرض أصاب اعدادا كبيرة من الأهالي بأمراض الكبد والفشل الكلوي لاعتماد أغلبهم علي مياه الطلمبات الحبشية المختلطة بالصرف الصحي.
أرجع طه بيومي السبب في ارتفاع منسوب المياه الجوفية داخل المنازل الي محاضرة مقطع البنا للقرية والذي تم تغطية 250 مترا منه في حين أنه مازال هناك 700 متر أخري لم تتم تغطيتها داخل الكتلة السكنية.
أما المحاسب عبد الحكيم القاضي رئيس مركز ومدينة طوخ فأكد أنه تمت إضافة قريتي الحمايدة والصبابجة ضمن مشروع ال 6 قري التي يدخلها مشروع الصرف الصحي. مشيرا الي أن مشكلة كفر عابد ترجع الي عدم وجود المجالس المحلية المنتخبة لأخذ قرار بتخصيص الموقع المطلوب لمحطة الرفع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.