كشف الرئيس السودان عمر البشير اليوم الأربعاء، النقاب عن موافقة ليبيا على عرض من بلاده بتشكيل قوات مشتركة لمراقبة الحدود على غرار التجربة مع تشاد. وقال البشير في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده ظهر اليوم بمطار الخرطوم مع عبد الله الثني رئيس الوزراء الليبي في ختام زيارته للسودان: إن تجربة القوات المشتركة السودانية التشادية، حققت نتائج ممتازة ، وقال " عرضنا هذه التجربة على الجانب الليبي والذي وافق عليها" بحسب وكالة الأنباء السودانية(سونا). ووصف الرئيس السوداني زيارة الثني لبلاده ن بأنها ناجحة بكل المقاييس ومهمة ومثمرة وقال: إنها وضعت العلاقة في موضعها الطبيعي بين البلدين. وأضاف "إننا تحاورنا بصراحة كاملة فيما يخص العلاقات الثنائية السودانية-الليبية واتفقنا على التنسيق في شتى مجالاتها، كما تطرقنا إلى الأوضاع داخل ليبيا والمطلوب من السودان أن يقوم به لمساعدة الإخوة الليبيين والأطراف المختلفة للوصول إلى سلام وتوافق يحفظ لليبيا أمنها واستقرارها والبدء في إعادة إعمار بناء ليبيا وتعويض شعبها عما عاناه خلال الفترة الماضية، فترة القذافى، وما عاناه من صراعات أسقطت العديد من الأرواح" . وأكد البشير وقوف السودان مع ليبيا مؤمنا على أهمية التعاون مع دول الجوار لتحقيق الأمن والاستقرار، واتهم بعض الجهات بمحاولة تأجيج الصراع، مؤكدا أهمية بناء جيش وطني ليبي. من جانبه أعلن الثني "أن الشهر المقبل سيشهد اجتماعا لدول الجوار، لافتا إلى أنه سيكون حجر الأساس في وضع خطة لبدء الحوار". وأضاف "أجرينا مباحثات مكثفة مع البشير في شتى المجالات ووضعنا حجر الأساس لعلاقات متينة، تاريخية قديمة". وقال الثني: إن البشير والشعب السوداني قدما الكثير أيام ثورة 17 فبراير، لافتا إلى الدعم اللامحدود الذي قدمه السودان بكل ما تعنى به الكلمة من أمن واستقرار ليبيا. وأضاف أنه بحث مع البشير سبل تحقيق الأمن الإقليمي وأمن ليبيا وكيفية إجراء حوار بين الأطراف في ليبيا حتى يعود الأمن والاستقرار إليها في كل المناطق، وزاد قائلا "أي هزة أمنية في ليبيا أو أي خرق أمني يؤثر على دول الجوار وبخاصة السودان"، بحسب سونا. وقال "نسعى بكل ما لدينا لفتح باب الحوار لإخوتنا وأشقائنا وصدرونا مفتوحة لهم جميعا شريطة أن يكون هناك بعض التنازلات لنلتقي على نقطة واحدة وقال: إن البشير وعدني بأن يكون السودان شريكا أساسيا في هذه المباحثات للوصول إلى بر الأمان". كانت العلاقات بين ليبيا والسودان قد توترت إثر اتهامات وجهها رئيس الوزراء الليبي لقطر والسودان بإرسال أسلحة إلى قوات فجر ليبيا ذات التوجه الاسلامي وحذر الدوحةوالخرطوم من قطع العلاقات الدبلوماسية معها "إذا لم ينتهياعن ذلك". ونفى السودان هذا الاتهام واستدعت وزارة الخارجية القائم بأعمال سفارة ليبيا بالخرطوم، مرتين أخيرا في شهري سبتمبر الماضي وأكتوبر الجاري وأبلغته رسمياً احتجاج السودان على هذه الاتهامات.