قال الكاتب الصحفي بين يودا في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز بالأمس إنه على الرغم من أن الخيارات المتاحة أمام القوى الغربية (أمريكا وأوروبا والناتو) ليست جيدة ولكنها ما زالت موجودة للحيلولة دون موت المزيد في الصراع الدائر بين روسياوأوكرانيا وأودى بحياة أكثر من 2000 شخص إلى الآن. وتابع: "لقد ترك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولاياتالمتحدة بين خيارين كلاهما خطير، الأول هو أن يتم تسليح الأوكرانيين والأخر أن يتم إجبارها على الاستسلام في مقابل أن نترك السيد بوتين يزرع ما يشاء من إرهابيين في تلك المنطقة المحتلة". ووصف بن يودا هذه الخيارات بالقاسية حاصرا المشكلة في أن بوتين ليس شخصا رشيدا التصرفات، حسب وصفه، وتابع: "أي قائد عاقل كان ليتجنب تكلفة توقيع عقوبات على بلاده. والاقتصاد الروسي يتعرض لتصدعات شديدة سببها أزمة الائتمان والتضخم وبوادر الكساد التي تظهر في الأفق. وكل ما سبق سوف يصيب شعبية السيد بوتن المزعومة لدى منشقي أوكرانيا". واستطرد: "لا يمكن لأوكرانيا أن تفوز هذه الحرب بهذه الوضعية، فالسيد بوتن أوضح أن الجيش الروسي سوف يبيد القوات الأوكرانية لو حاولت تحرير إقليمي الدونتسك وهانسك فضلا عن أن الجيش الأوكراني بالأساس آيل للسقوط وضعيف، يجب على الغرب أن يكونو أمناء فيما يتعلق بأوكرانيا. فكل تصرفاتها لا تدل على أنها تتعامل مع أوكرانيا باعتبارها عضوا مستقبليا في الاتحاد الأوروبي أو في حلف الناتو، هذه أمنية كييف ولكن هذا لن يحدث على ما يبدو خاصة وأن الغرب لا ينوي أن يمنح أوكرانيا الوسائل التي يمكن من خلالها أن يحارب". وواصل: "أوكرانيا تتعرض للتدمير، واقتصادها في تدهور وجيشها لن ينجو أمام نظيره الروسي، والأوكرانيون يهربون من واقعهم الأليم بأحلامهم القومية الرومانسية، كل هذا يحدث والخسائر تتصاعد يوما بعد الأخر، بينما يحلم الليبراليون بانتصار الثورة وانحسار غضب القوميين وتوقف هيستريا الحرب، وإذا استمرت الأوضاع في أوكرانيا بهذه الطريقة بدون دعم غربي ولو قليل سوف تخسر أوكرانيا الحرب ومعظم جيشها وستخسر معه افتتانها بالغرب. وهو ما سيعزز لديهم الشعور بالخيانة ولن يكون لليبراليين المساندين للغرب داخل أوكرانيا مكان. وفي المقابل فالمتطرفين سوف يمتطون نعوش العائدين من الحرب للوصول إلى البرلمان في كييف وتتحول أوكرانيا وقتها إلى منطقة نزاع خربة أو سوريا ولكن بنكهة أوروبيا أو بوسنيا جديدة ولكن مخيفة بصورة أكبر مكن تلك القديم". وأضاف: "لا يمكن أن نترك ذلك يحدث. لو آمنا أن أوكرانيا سوف تصبح في يوم من الأيام عضوا في الاتحاد الأوروبي والناتو فيجب علينا إذن أن نستعد لتسليحها. يجب أن نواجه حقيقة أننا ندفع تكلفة توسع الاتحاد الأوروبي والناتو حتى وصولهم إلى أوكرانيا، بل يجب علينا التدخل في هذه الحرب في سبيل ذلك، يجب أن نفعل ذلك ونحن نستحضر في أذهاننا أكثر لحظات الحرب الباردة سخونة، يجب أن نتعامل مع عواقب تشجيعنا للديمقراطية في شرق أوروبا، كل ما هو مطلوب منا أن نرسل خبراء عسكريون إلى كييف ونمنح الأوكرانيين المعلومات الاستخباراتية الكاملة والمطلوبة وصور الأقمار الصناعية التي تحتاجها فضلا عن الأسلحة والدبابات وطائرات الدرونز العملاقة وأطنان من المساعدات الطبية. يجب حتى أن نكون مستعدين لنشر قوات الناتو لو فكرت الدبابات الروسية في الاقتراب من منطقة القرم كما يخشى كثيرون وذلك لبناء جسر يربط المنطقة بجنوب روسيا". واختتم قائلا: "يجب علينا أن نعترف أن هذا الطريق وعر وملئ بالمخاطر فروسيا سوف ترمي بكل ثقلها في أوكرانيا. ولكن يجب على كل من أمريكا وبريطانيا أن يرسلا قواتهما الخاصة لرفع العلم وحماية مطاري كييف وأوديسا. ولكن يجب أن نحذر فقد يسعى السيد بوتين لخداعنا كما حدث القوات الروسية في حرب كوسوفو عام 1999".