افتتح الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بقصر المؤتمرات، في جدة اليوم الأربعاء، الاجتماع التشاوري الأول لمجلس الدفاع المشترك الأول الذي شارك فيه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بدولة الكويت الفريق الركن الشيخ خالد الجراح الصباح ووزير الدولة لشؤون الدفاع بالبحرين الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبد الله و الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع بسلطنة عمان بدر بن سعود البوسعيدي ووزير الدولة لشؤون الدفاع بقطر اللواء الركن حمد العطية ووكيل وزارة الدفاع بدولة الإمارات محمد بن أحمد البواردي ووزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل والأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزيارني. والقى الأمير سلمان بن عبد العزيز كلمة قال فيها: إن الاجتماع يهدف لبحث وجهات النظر حول أطر التعاون فيما بيننا بما يخدم مصالحنا المشتركة ، ويحقق تطلعات قادتنا وشعوبنا ، ويساهم في تعزيز أمننا الإقليمي مشيرا إلى أن الاجتماع يأتي في ظروف بالغة الأهمية وتهديدات متنامية لأمن واستقرار المنطقة ، مما يحتم علينا التواصل وتبادل وجهات النظر مع الأصدقاء، وذلك بغية تنسيق المواقف والسياسات والخطط الدفاعية لدولنا تجاه كل مستجد أو طارئ وفق منظورنا الخليجي المشترك. وقال ولي العهد السعودي، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع، لقد برزت في السنوات الأخيرة في منطقتنا العربية تحديات أمنية عديدة وخطيرة يأتي في مقدمتها الأزمات السياسية التي تعصف في بعض الدول العربية والسعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل ، وتدخل بعض الدول في شؤون دول المجلس، وتنامي ظاهرة الإرهاب، مما جعل أمن دولنا وشعوبنا في خطر، وهذا يفرض علينا مضاعفة الجهود وتنسيق المواقف لتحقيق متطلبات أمن دول المجلس واستقرار المنطقة. وأكد أن التحديات الأمنية سواء كان مصدرها أزمات داخلية أو تطلعات غير مشروعة لبعض دول المنطقة لها تداعيات ليس على دول المجلس فحسب وإنما على الأمن والسلام الإقليمي والعالمي، مما يجعل مسؤولية أمن الخليج ودوله مسؤولية مشتركة بين دول المجلس والمجتمع الدولي، ونخص بالذكر الولاياتالمتحدةالأمريكية، نظراً للترابط الاقتصادي والأمني بينها وبين دول مجلس التعاون، والتزام الولاياتالمتحدةالأمريكية الدائم بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. واشار إلى أن ما يحدث في منطقتنا من معاناة قاسية للشعوب ، وهدم لمؤسسات الدول وتدمير لكياناتها ، سيكون له تداعيات على المنطقة والمجتمع الدولي، وما ظاهرة الإرهاب إلا واحدة من هذه التداعيات، لذا فإن التردد والحذر في التعامل مع الأزمات الإقليمية من شأنه أن يزيد من معاناة الشعوب ومن تدمير الدول، وإن المواقف الشجاعة هي دائماً التي تحدد مسار التاريخ وتنقذ الأمم. إن التطورات الأمنية الجديدة في منطقتنا تتطلب صياغة سياسات ومواقف مشتركة تستجيب للتحديات الأمنية في مختلف أنواعها، يأتي في مقدمة ذلك الرقي بمستوى التنسيق والتعاون بين قطاعات الدفاع بدول المجلس وفي الدول الصديقة التي يهمها أمن الخليج واستقراره ، ويأتي في مقدمة هذه الدول الولاياتالمتحدةالأمريكية ، والتي نأمل أن تأخذ في حساب معادلاتها الأمنية والسياسية التهديدات المتنامية لأمن الخليج ودولة، بما في ذلك مساعي بعض دول المنطقة لتغيير توازن القوى الإقليمي لصالحها، وعلى حساب دول المنطقة. وعقب الجلسة الافتتاحية عقد الوزراء جلسة مغلقة لبحث الملف الايراني والحالة السورية والأوضاع السياسية في مصر وملفات مكافحة الأرهاب وتطورات الامور الأمنية في اليمن، ومن المقرر ان يصدر بيانا ختاميا عقب انتهاء الاجتماع حسبما صرحت به مصادر سياسية قريبة من الاجتماع الوزاري المشترك.