أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن حملة الاعتقالات والملاحقات الأمنية لكوادرها وقياداتها بالضفة الغربية من قبل أجهزة أمن السلطة، "تسمم جهود المصالحة وتفرغ أي جهد لتحقيقها، وتجاوز لكل القيم الوطنية ومساس بكل الروابط والعلاقات الوطنية". وحملت الحركة في مؤتمر صحفي عقده الناطق باسمها سامي أبو زهري بغزة، صباح اليوم، الرئيس محمود عباس وحركة فتح وأجهزتها الأمنية في الضفة "المسئولية الكاملة عن تداعيات استمرار هذه السياسات الخطيرة والتجرؤ على حماس وقياداتها وأنصارها وأهلنا في الضفة". وقال أبو زهري:" "لا معنى لأي مصالحة في ظل استمرار اختطاف وتعذيب قياداتنا وأهلنا ورجال المقاومة في الضفة وتسليمهم للعدو الإسرائيلي". ودعا إلى الإفراج الفوري عن القيادي في الحركة من جنين نزيه أبو عون، وكل المعتقلين السياسيين في سجون الضفة الغربية"، معتبرًا أن تقديم أبو عون للمحاكمة شرعنة لهذه الاعتقالات. وتابع أبو زهري: "أن تحقيق المصالحة الوطنية يحتاج إلى إرادة وطنية ينبثق عنها احترام الشراكة السياسية ووقف التفرد بالقرار الفلسطيني وإنهاء كل أشكال التعاون مع العدو ووقف المفاوضات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية والتوافق على إستراتيجية وطنية لمواجهة التعنت الإسرائيلي". وأكد أن الحركة " لن تقبل أبدا أن تعطي أي غطاء لأي حلول سياسية أو مسرحيات هزلية هدفها تصفية القضية الفلسطينية في أثواب تبدو لعين الناظر خطوات وطنية"، وردًا على سؤال حول الزيارة المزمعة لوفد من حركة فتح لقطاع غزة لبحث ملف المصالحة، قال أبو زهري إن حركته لم تبلغ بشكل رسمي بزيارة الوفد ولم تسمع عنه إلا من وسائل الإعلام. وأكد أن نجاح أي مهمة لتحقيق المصالحة تتطلب تهيئة المناخ والارادة الجادة لذلك وعلى رأسها وقف الاعتقالات في الضفة ووقف المفاوضات مع الاحتلال وليس البحث عن خطوات شكلية لتحسين شروط التفاوض. كان أمين مقبول أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، صرح أمس قائلًا إن الرئيس عباس شكل وفدا يضم عددًا من قادة الفصائل الفلسطينية لزيارة قطاع غزة مطلع الاسبوع المقبل ولقاء حركة حماس في مسعى اخير لاقناعها باجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وأوضح مقبول أن الوفد سيتكون من عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسئول ملف المصالحة، ومصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية، وبسام الصالحي أمين عام حزب الشعب الفلسطيني، وجميل شحادة امين عام الجبهة العربية لتحرير فلسطين، ومنيب المصري رئيس تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية. وجاء هذا التطور عقب توقيع عباس خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله مساء الثلاثاء على وثائق للانضمام إلى 15 منظمة ومعاهدة دولية في الأممالمتحدة ردا على تعثر مفاوضات السلام مع إسرائيل وتنصلها من الإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى.