دعا التحالف العربي من أجل السودان، الزعماء العرب المشاركين في القمة العربية المنعقدة في الكويت اليوم الثلاثاء، إلى تبني مبادرة شاملة لإحلال السلام في السودان، بغية التوصل إلى دمج المفاوضات السياسية المختلفة في عملية وطنية واحدة. ودعا التحالف العربي -في بيان اصدره اليوم الثلاثاء- إلى ضرورة انتهاج ما أسماه بمقاربة وطنية شاملة جديدة للسلام، ورأى بأنها أصبحت الآن أكثر إلحاحًا، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية على الأرض في دارفور التي دخلت الأزمة فيها عامها الحادي عشر على التوالي. وأضاف أن النزاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق يقترب من إتمام عامه الثالث " دونما أي علامة على تحسن الأوضاع إلى جانب أنه لم يلق الاهتمام اللازم من المجتمع الدولي، في ظل القصف المباشر للمدنيين بشكل شبه يومي، واستمرار نزوح أكثر من مليون شخص " . وأوضح التحالف العربي من أجل السودان الذي يضم أكثر من مئة منظمة من منظمات المجتمع المدني أنه على يقين تام بأن المساعي الحالية لتحقيق السلام في السودان، لم تفض إلى حلول مستدامة، لأنها جزئية وتتعامل مع كل نزاع بمعزل عن النزاعات الاخرى ، مشيراً إلى أن أسباب النزاعات واحدة وأطرافها على صلة ببعضهم البعض وان تلك الصلات تفرض ربطًا مماثلاً في جهود تحقيق السلام. ووصف التحالف القصف الذي يستهدف المدنيين في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بالانتهاك للقانون الدولي الإنساني وقد وصل إلى ذروته - منذ اندلاع الأزمة في يونيو 2011 وما زال مستمرًا. وأضاف البيان "نحن نحث القمة على الاعتراف بالتوثيق الذي تم التحقق منه، وعلى أن تضغط من أجل إنهاء هذه الوحشية المتمثلة في قصف المدنيين" ، مشيراً إلى وجود انتهاكات أخرى من الجانبين . ونبه البيان إلى القيود المفروضة على دخول الخدمات الإنسانية إلى جنوب كردفان والنيل الأزرق ، مؤكداً أن الأمر لا يقتصر على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون فحسب، بل يمتد إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أيضًا. وتابع " فعلى الرغم من الجهود التي بذلتها جامعة الدول العربية، لم يكن النجاح حليف الاتفاق الثلاثي حول نفاذ الخدمات الإنسانية، والذي تم التوصل إليه في 2012 "، داعياً القمة العربية بالضغط من أجل التعامل مع المشاكل الإنسانية بشكل منفصل عن العملية السياسية، وللمساعدة على خلق مبادرة جديدة تضمن النفاذ العاجل، وغير المعوق، للخدمات الإنسانية، اتساقًا مع القانون الدولي. وبلغ عدد النازحين في دارفور العام الماضي فقط 400 ألف نازح، أي أكثر من عدد النازحين خلال العامين السابقين مجتمعين . وأورد البيان ماتناقلته بعض التقارير ، مؤخرًا، حول احتراق 50 قرية في نيالا كبرى مدن ولايات دارفور، في اعقاب هجوم شنته مؤخرًا القوات الحكومية ، و احتدام القتال بين القبائل العربية، داعياً القمة للضغط من أجل تعزيز الوضع الأمني في قضية دارفور.