للمرة الأولى يتحدث وزير الداخلية عن الأبعاد الكاملة لجريمة الإسكندرية، وفى حوار مطول مع الأهرام أجراه الأستاذ أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام، والأستاذ أحمد موسي مدير التحرير، كشف السيد حبيب العادلى التفاصيل الكاملة ، وشرح ما يدور على الساحة الداخلية من تفاعلات، وشن هجوما على جيش الإسلام الفلسطينى فى غزة، لتورطه فى جريمة الإسكندرية. كشف السيد حبيب العادلي وزير الداخلية في حواره عن تفاصيل ضبط 19 انتحاريًا ينتمون لتنظيم القاعدة قبل قيامهم بعمليات إرهابية ضد دور العبادة في بعض المحافظات ، وأكد أن هذا التنظيم مرتبط بالقاعدة فى العراق، وكون مجموعة تستهدف المسيحيين والمسلمين، والمتهم أحمد لطفى إبراهيم المتورط فى جريمة الإسكندرية كان على اتصال بهذا التنظيم بشكل مباشر تحدث العادلى حول المخططات التى نجحت أجهزة الأمن فى الكشف عنها، ويكشف للمرة الأولى عن القبض على تنظيم يضم 19 انتحاريا قبل القيام بعمليات إرهابية ضد دور العبادة فى عدة محافظات. بدا وزير الداخلية هادئا واثقا فى نفسه، وهو يتحدث خلال اللقاء، ويجيب على كل التساؤلات التى طرحت على مائدة الحوار، فهذا الرجل الذى يمسك بزمام الموقف الأمنى طيلة السنوات الماضية يعرف متى يتحدث ويبوح بما لديه من كنوز ومعلومات. كانت "الأهرام" معه، لكى تحاوره فى يوم الاحتفال بعيد الشرطة، فجهاز الأمن حصل على تقدير كبير من الرئيس مبارك، وهو يثنى عليهم لكشف جريمة الإسكندرية، والرجل الذى يجلس على رأس المؤسسة الأمنية حقق للوطن إنجازات يشهد لها العالم. حبيب العادلى من الوزراء القلائل الذين لا يتحدثون دائما، فهو لا يحب الظهور الإعلامي، فلديه عمل مستمر وشاق طوال ساعات اليوم يتابع ما يحدث داخل هذا الوطن، وبرغم كل هذا فهو قاريء جيد ومتابع لوسائل الإعلام، وفى ظل مقابلاته مع المهنئين بالعيد، جرى هذا الحوار الساخن والمثير . وشرح الوزير تفاصيل الوصول للمتهم قائلا: قمنا بعملية التفتيش للمنزل وقتها كان هو فى الخارج وألقى القبض عليه وتسلمناه، وجرى استجوابه فى سرية تامة، وهنا كشف لنا المتهم حقيقة ما حدث بخط يده وأنه عضو فى القاعدة ومرتبط بجيش الإسلام فى غزة، وسافر عام 2008 إلى غزة والتقى قيادات التنظيم هناك، وعاد إلى مصر وظل على تواصل معهم عبر شبكة الإنترنت. ويستطرد وزير الداخلية فى شرح الإعترافات التى أدلى بها المتهم أحمد لطفى إبراهيم: «كلفونى جيش الإسلام الفلسطينى برصد مجموعة من دور العبادة فى بعض المحافظات ومنها الفيوم، والإسكندرية، والقيام بعملية رفع كاملة لكنيسة القديسين بالإسكندرية، وقام بالتقاط الصور لها من الرصيف المواجه لها أمام المسجد وأرسل هذه الصور لجيش الإسلام عبر الإنترنت وبعد تلقيهم تلك الصور التى تضم دور العبادة، طلبوا منه أيضا تجهيز شقة وسيارة، ورد عليهم بإمكانيته توفير سكن لإيواء العناصر الإرهابية التى ستكلف بالتنفيذ، إلا أنه طلب منهم عدم شراء سيارة بل عرض عليهم أن يكون التنفيذ من خلال عمل استشهادي، كما طرح المتهم أحمد لطفى على قيادة جيش الإسلام أن يكون التنفيذ فى كنيسة القديسين، والتى سبق أن رصدها وصورها. وأكد أن المتهم لا يعلم شيئا عن المنفذين، لكنه يعلم أن جيش الإسلام الفلسطينى يضع قاعدة تقول: إن المنفذين لعمليات فى مصر لا يكون من عناصر مصرية. وشدد علي أن وزارة الداخلية تحارب الأنفاق لأنها تعتبر مصدرا خطيرا جدا وتمثل تهديدا لأمننا القومي. فهذا التنظيم وفى عملياته داخل مصر يتم تكليف العناصر المنفذة من غير المصريين أو الفلسطينيين. وطالب الوزير المثقفين بضرورة توعية الشباب الذي يدعو إلي التظاهر ، وأهمية حب الوطن التى سيحكمونها فى يوم من الأيام. وأوضح أن نزول الشباب إلي الشارع ليس له تأثير، لأن الأمن قادر على ردع أى خروج، فأى مساس بأمن مواطن أو بممتلكات خاصة أو عامة لن نتهاون فيه على الإطلاق، أما التعبير عن الرأى ووقوفنا وقفات لفترات محددة فالشرطة ستحميكم، فهذا أمر مرحب به، والشرطة ترحب باختياركم لهذا اليوم للاحتفال بشهدائها لكى تعبروا عن آرائكم. نلتزم بضبط النفس ولكن إلى حدود .. التهاون يخلق حالة من الفوضى وأى مسئول أمنى لا يمكن أن يسمح بتداعى أعمال تمثل جرائم إعتداء وإتلاف تمس بالاستقرار .. فالأمر يوجب تدخل حازما وفوريا .. وفق أحكام القانون.