نشرت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الجمعة تقريرًا عن الأزمة السياسية والاحتجاجات التي تشهدها مصر، بعنوان "الحكام الجدد يجدون أن المصريين لم يعودوا يقبلون بالقواعد القديمة". ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" على موقعها الرسمي على الإنترنت اليوم الجمعة، تقرير الجارديان، ويقول فيه "شنكار"، الذي كان يغطي الاحتجاجات أمام قصر الاتحادية الرئاسي، "إن المعارضة التي تجددت قواها ترفض الخضوع لسلطوية الماضي". ويضيف أن المؤسسات الحكومية في شتى أنحاء العالم عادة تحظى بقدر كبير من التأمين، ولكن في القاهرة لمس الاحتجاج على مقربة من مقر السلطة وترا حساسا لدى المصريين. ويقول شنكار: إن الغالبية العظمى من المصريين على مر العصور نشأوا على أن وجودهم غير مرغوب فيه وغير ذي جدوى بالقرب من أروقة السلطة، حيث تتخذ القرارات التي تسير حياتهم. وأردف شنكار أن مصر كانت على مر التاريخ دولة تنظر فيها النخبة الحاكمة الى الشعب على انه كتلة يجب إخضاعها بمزيج من الترغيب والترهيب. ويضيف إن هذا الأسلوب في الحكم استمر حتى سقوط مبارك إثر موجة عارمة من الاحتجاجات، ويرى شنكار أن الإخوان المسلمين الذين تولوا الحكم مؤخرا يريدون الابقاء على نفس الأسلوب السلطوي في الحكم، حيث يعتمدون على الأسلوب الإقصائي ويرفضون التعددية. ويضيف أن مرسي، الذي انتخب ديموقراطيًا بفارق ضيق للغاية محافظ للغاية، ويمكن وصفه بأي شيء خلاف الديمقراطية، فعلى الرغم من الخطب الثورية عن الثورة وشهدائها، إلا أن نظام مرسي أبقى على الجهاز الأمني الذي قتل الثوار بنفس صورته القديمة. وقال إنه في الأيام المئة الأولى من حكم مرسي سجلت 88 حالة من التعذيب على يد الشرطة أدت 34 منها إلى الوفاة. وأضاف إنه يكفي النظر إلى المكلفين بكتابة الدستور، حتى نرى أن مرسي يريد الإبقاء على الحكم السلطوي، حيث يمكن القول إن مسودة الدستور تكاد ان يكون قد انفرد بكتابتها مجموعة من الرجال الإسلاميين المحافظين المتقدمين في السن بعد التخلص من الأصوات المعارضة. ويقول شنكار: إن النخبة الإسلامية الحاكمة ليست راغبة أو قادرة على تطبيق العدالة الثورية، وهذا يعني انه بالنسبة للكثيرين، ومن بينهم الملايين الذين صوتوا لمرسي دون ان يشاركوه في فكره السلطوي، لم تتحقق وعود وآمال الثورة، وهذا يعني ان الثورة مستمرة. ويضيف إنه من الصعب على مرسي والإخوان المسلمين الاستمرار في القول: إن الاحتجاجات ليست سوى أعمال تخريب أو خيانة خاصة انها تتزايد، وتتزامن مع استقالة عدد كبير من المسئولين والمستشارين الرئاسيين ومع رفض السفراء المصريين في الخارج الإشراف على الاستفتاء على الدستور. ويختتم شنكار مقاله قائلا: إن استمرار الاحتجاجات والاستقالات من قبل المسئولين واكتساب الاحتجاجات المزيد من الزخم سيجعل من المستحيل على مرسي ان يبقي الحال على ما هو عليه. ويضيف إن الزمن تغيير والمصريين أصبحوا على اعتاب السلطة بصورة فعلية ورمزية، ولايمكن لأي قوة تتجاهل ذلك ان تبقى لفترة طويلة.