«الجارديان»: «الإخوان» تريد الابقاء على الأسلوب السلطوي.. لكن الشعب تغيّر

قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، إن المعارضة المصرية التي تجددت قواها «ترفض الخضوع لسلطوية الماضي»، مشيرة إلى أن الإخوان المسلمين الذين تولوا الحكم مؤخرا يريدون الابقاء على نفس الأسلوب السلطوي في الحكم، حيث يعتمدون على الأسلوب الإقصائي ويرفضون التعددية، لكنها أوضحت في الوقت نفسه أن الشعب تغيّر، ولم يعد مستعدا لقبول ذلك.
وأضافت الصحيفة في تقرير كتبه، جاك شنكار، مراسلها في القاهرة، والذي كان يغطي الاحتجاجات أمام قصر الاتحادية الرئاسي، وفقا لموقع الإذاعة البريطانية «BBC»، أن المؤسسات الحكومية في شتى أنحاء العالم عادة تحظى بقدر كبير من التأمين، ولكن في القاهرة لمس الاحتجاج على مقربة من مقر السلطة وترا حساسا لدى المصريين.
وأوضح التقرير، أن الغالبية العظمى من المصريين على مر العصور نشأوا على أن وجودهم غير مرغوب فيه وغير ذي جدوى بالقرب من أروقة السلطة، حيث تُتخذ القرارات التي تسير حياتهم، مشيرا إلى إن مصر كانت على مر التاريخ دولة تنظر فيها النخبة الحاكمة إلى الشعب على أنه «كتلة يجب إخضاعها بمزيج من الترغيب والترهيب»، وأن هذا الأسلوب في الحكم استمر حتى سقوط مبارك، إثر موجة عارمة من الاحتجاجات.
وأشار إلى أن مرسي، الذي انتُخب ديمقراطيا بفارق ضيق «محافظ للغاية»، ويمكن وصفه بأي شيء خلاف الديمقراطية، فعلى الرغم من الخطب الثورية عن الثورة وشهدائها، إلا أن نظام مرسي أبقى على الجهاز الأمني الذي قتل الثوار بنفس صورته القديمة.
وقال إنه في الأيام «المئة الأولى من حكم مرسي، سُجلت 88 حالة تعذيب على يد الشرطة أدت 34 منها إلى الوفاة»، مضيفا أنه «يكفي النظر إلى المكلفين بكتابة الدستور حتى نرى أن مرسي يريد الابقاء على الحكم السلطوي، حيث يمكن القول إن مسودة الدستور تكاد أن يكون قد انفرد بكتابتها مجموعة من الإسلاميين المحافظين المتقدمين في السن، بعد التخلص من الأصوات المعارضة».
وأضافت الصحيفة، أن النخبة الإسلامية الحاكمة «ليست راغبة أو قادرة على تطبيق العدالة الثورية، ولن تفتح آلايات السلطة للشعب وهذا يعني أنه بالنسبة للكثيرين، ومن بينهم الملايين الذين صوّتوا لمرسي دون أن يشاركوه في فكره السلطوي، لم تتحقق وعود وآمال الثورة، وهذا يعني أن الثورة مستمرة».
وأوضحت أنه «من الصعب على مرسي والإخوان المسلمين الاستمرار في القول إن الاحتجاجات ليست سوى أعمال تخريب أو خيانة، خاصة أنها تتزايد وتتزامن مع استقالة عدد كبير من المسؤولين والمستشارين الرئاسيين ومع رفض السفراء المصريين في الخارج الإشراف على الاستفتاء على الدستور».
واختتم «شنكار» تقريره قائلا إن «استمرار الاحتجاجات والاستقالات من قبل المسؤولين، واكتساب الاحتجاجات المزيد من الزخم، سيجعل من المستحيل على مرسي أن يُبقي الحال على ما هو عليه، فالزمن تغير والمصريون أصبحوا على أعتاب السلطة بصورة فعلية ورمزية، ولا يمكن لأي قوة تتجاهل ذلك أن تبقى لفترة طويلة».