الجدل الدائر حاليا حول فيلم «الست» ليس له ما يبرره سوى القيمة الكبيرة التى تمثلها سيدة الغناء العربى أم كلثوم فى وجدان الشعب المصرى بل العالم كله وكونها أيقونة القوى الناعمة المصرية. موجة القلق السائدة على تاريخ أم كلثوم تعكس موقعها الفريد على خريطة الفن العربى بدليل أن أغنياتها لاتزال رغم رحيلها منذ 1974 تتربع على عرش الاستماع والمشاهدة بل أن معظم أغنياتها أعيد توزيعها موسيقيا وتصدح ألحانها ليل نهار فى مواقع التجمعات ومحطات المواصلات العامة. لايزال الفيلم لم يعرض بعد والجدل معظمه انصب على مدى ملاءمة النجمة منى زكى لأداء الشخصية وأرى أن التطابق التام بين الممثل وأى شخصية تاريخية يؤديها ليس مهما بقدر ما يعكس الممثل روح الشخصية شريطة تناسق مقاييس الوجه والجسم حتى لا يبدو الوضع غريبا خاصة وأن الحالة ليست من الماضى البعيد والجميع يعرفها حتى وإن لم يكن عاصرها. وفى تلك الجزئية ووفق الصور المتداولة من برومو العمل ليس فى صالح الفيلم على الإطلاق.. وكان من الأجدى للشركة المنتجة أن تستطلع آراء الجمهور قبل بدء التصوير وأن تطرح بدائل وتستفيد من تلك الآراء فى اختيار المناسب وهذا أمر مألوف ومعروف عالميا وتم تطبيقه عندنا فى حالات عديدة إلا إذا كانت تعمدت ذلك لإثارة ضجة قبل الفيلم كنوع من الترويج له قبل العرض. الأمر الثانى الأكثر أهمية هو ما نسب لمؤلف العمل من أن عمل فيلم عن أم كلثوم أصعب من عمل فيلم عن الرسول.. وأرى أنها زلة لسان منه وجب عليه الاعتذار عنها واعتبرها صيغة مبالغة زائدة عن الحدود ولا تليق بقدر خير الأنام عليه الصلاة وأزكى السلام. لست مع التساؤل حول جدوى انتاج فيلم جديد عن أم كلثوم فهى شخصية ثرية ولها الكثير من المواقف المشهودة الداعمة للوطن ومشوارها زاخر بالمواقف الدرامية منذ كانت طفلة حتى وصولها لقمة الطرب العربى. عموما.. أيام ويعرض الفيلم ونرى النتيجة فى أكبر تحد للنجمة منى زكى وصناع العمل جميعا.