المصريون بالخارج يدلون بأصواتهم فى انتخابات 30 دائرة ملغاة بأحكام المحكمة الإدارية العليا    أوقاف الغربية تعقد ندوات علمية بالمدارس حول «نبذ التشاؤم والتحلّي بالتفاؤل»    خدمة اجتماعية بني سويف تحتفل باليوم العالمي للتطوع    أسعار اللحوم اليوم الاثنين 8 ديسمبر بأسواق البحيرة    رئيس الوزراء: ضرورة فاعلية منظمة الفاو لدعم سلاسل الغذاء بغزة والسودان    مؤسسة «Join» اليابانية تعتزم الاستثمار بمشروعات تحلية مياه البحر في مصر    محافظ المنيا يستقبل نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية لتفقد محطات ومسار القطار الكهربائي السريع    ملفات إيلون ماسك السوداء… "كتاب جديد" يكشف الوجه الخفي لأخطر رجل في وادي السيليكون    تقرير "بروجيكت سينديكيت": الكهرباء هي الحاسم في سباق الذكاء الاصطناعي    «ناشيونال إنترست»: زيلينسكي قد يفرّ إلى إسرائيل لهذا السبب    الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر للمبادرات التي تستهدف إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية بشكل متزامن    وزير الإعلام الكمبودي: 4 قتلى و9 مصابين جراء الاشتباكات مع تايلاند    جيش الاحتلال يشن غارات جوية داخل مناطق انتشاره وراء الخط الأصفر في رفح الفلسطينية    الدعم السريع تستهدف محطة كهرباء الدمازين بطائرة مسيرة    سقوط مدوٍ والريال تائه.. صحف إسبانيا تتحدث عن هزيمة الملكي ضد سيلتا فيجو    مع اشتعال الأزمة مع ليفربول .. سان دييجو الأمريكي ينافس الهلال السعودي على ضم محمد صلاح    منتخب مصر بالزي الأبيض أمام الأردن غدا    الزمالك يختتم تدريباته اليوم استعدادًا للقاء كهرباء الإسماعيلية بكأس عاصمة مصر    منتخب مصر يرتدي الطاقم الأبيض فى مواجهة الأردن بكأس العرب غداً    إصابة 4 أشخاص فى انقلاب ميكروباص على طريق القاهرة الفيوم الصحراوى    الأرصاد: نشاط للرياح وسقوط أمطار على هذه المحافظات    «الوزراء» تكشف عن موعد افتتاح حديقتي الحيوان والأورمان    النيابة تطلب تقرير الصفة التشريحية لجثة سيدة قتلها طليق ابنتها فى الزاوية الحمراء    ضبط شخص و4 سيدات يستقطبون الرجال لممارسة الأعمال المنافية للآداب بالإسكندرية والجيزة    وزارة التعليم: إجراء تحديث على رابط تسجيل استمارة الشهادة الإعدادية    مهرجان الأوبرا العربية في دورته الأولى يكرم المايسترو عمر خيرت    سرقة إسرائيل ل تراث أم كلثوم.. برلماني يطالب بتدخل حكومي    جمهور نيللي كريم يترقب دراما رمضانية مشوقة مع "على قد الحب"    وزير الثقافة يعلن اختيار شمال سيناء عاصمة للثقافة المصرية 2026    "الصحة": الوضع الصحي في مصر مستقر رغم زيادة الإنفلونزا الموسمية    وزير الصحة يترأس اجتماعا لمتابعة مشروع «النيل» أول مركز محاكاة طبي للتميز في مصر    الصحة تكشف الوضع الوبائى لإصابات الأنفلونزا فى مصر مقارنة بالوضع العالمى    علاج 2.245 مواطنًا ضمن قافلة طبية بقرية في الشرقية    مشتريات الأجانب تصعد بمؤشرات البورصة فى بداية تعاملات اليوم    مدير جهاز تنمية البحيرات: عودة طيور الفلامنجو لبحيرة قارون بعد تحسين أوضاعها    أسعار اليورانيوم تتفجر.. الطاقة النووية تشعل الأسواق العالمية    دار الإفتاء توضح حكم التماثيل في الإسلام: جائزة لغير العبادة    خبير تحكيمي عن طرد ثنائي ريال مدريد: لم تؤثر على النتيجة.. ولكن    حسام أسامة: بيزيرا «بتاع لقطة».. وشيكو بانزا لم يُضِف للزمالك    «بسبب عطل مفاجئ فى خط الطوارئ».. محافظ بني سويف يوجه فرع الإسعاف بإخطار المواطنين للحصول على الخدمة    غرفة عمليات الشعب الجمهوري تتابع تصويت المصريين بالخارج في الدوائر الملغاة    مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 فى المنيا    مجلس الدولة يفتح باب التعيين لوظيفة «مندوب مساعد» لخريجي دفعة 2024    الدفاع الروسية: إسقاط 67 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليلة الماضية    عيد ميلاد عبلة كامل.. سيدة التمثيل الهادئ التي لا تغيب عن قلوب المصريين    وزير الرياضة: إقالة اتحاد السباحة ممكنة بعد القرارات النهائية للنيابة    التريلر الرسمي للموسم الأخير من مسلسل "The Boys"    جامعة الفيوم تنظم ندوة توعوية عن جرائم تقنية المعلومات الأربعاء المقبل    مي عمر تحسم الجدل: الاعتزال مش في قاموس محمد سامي    بصوتها تُغلق الحكاية.. ياسمينا العبد تتألق في تتر نهاية «ميد ترم»    "من يريد تصفية حسابات معي فليقبض عليّ أنا" ..لماذا تعتقل "مليشيا السيسى "شقيق مذيعة في قناة تابعة للمخابرات !؟    وزير الإسكان: سنوفر الحل البديل ل الزمالك بشأن أرضه خلال 3-4 شهور    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    مستشار الرئيس للصحة: نرصد جميع الفيروسات.. وأغلب الحالات إنفلونزا موسمية    متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم    تجديد حبس شاب لاتهامه بمعاشرة نجلة زوجته بحلوان    الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم تشمل فهم المعاني وتفسير الآيات    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيلم الست.. إعلان تحت القصف وعرض عالمي في مراكش
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 06 - 12 - 2025

لم يكن موعد خروج "الست" للنور، لأول مرة في العالم، ضمن فعاليات الدورة 22 من مهرجان مراكش السينمائي سوى شرارة جديدة لوضع الفيلم وبطلته منى زكي في صدارة الترند على السوشيال ميديا، خاصة بعد خروج بعض الفنانين وصناع الفيلم من القاعة التي شهدت ميلاده، عقب أسابيع من الجدل منذ انتشار البوستر الدعائي والتريلر، فقد تجمّع صناع سينما ونقاد من العالم العربي من كل مكان داخل قاعة العرض.
على الشاشة البيضاء ارتسم اسم الفيلم.. "الست". خلفه صورة لشخصية مصرية خالدة هي أم كلثوم، تتداخل فيها ملامح من الماضي برؤية معاصرة.
قلوب كثيرة خفقَت خوفًا، وآخرون ارتجفوا حماسًا، لأن "الست" لم يكن مجرد فيلم جديد، بل كان، منذ بث برومو الفيلم، حديث الشارع.. بين المدح والهجوم، بين انتظار عرض الفيلم وبين الخوف على التراث.
ومع بدء عرض فيلم "الست" في مهرجان مراكش، أخذت أنفاس الكثيرين تتراقص بين ترقّب حذر وأمل بأن يُولد فيلم بجرأة يُعيد قراءة الأسطورة.. فوسط الجدل، برزت أصوات مؤيدة غلبت لغة التفكير على العاطفة. هؤلاء قرّروا الوقوف بجانب "فيلم الست"، ليس من باب الولاء، بل من منطلق الإيمان بأن الفن محاولة أولًا، خاصة أنهم شاهدوا الأحداث ولمس الفيلم قلوبهم، فأصبح دفاعهم ودعمهم لمنى زكي ذو أساس قوي.
الشرارة الأولى
الأمر بدأ بخطوة بسيطة.. نشر البوستر الرسمي للفيلم. على الصورة، وقفت منى زكي بملامح درامية، وفستان يستحضر زمن الستينيات، وإضاءة خشبية خافتة تشبه مسارح الزمن الجميل. لكن ما إن انتشرت الصورة حتى ترقّب كثيرون من محبي "كوكب الشرق" موعد عرضه في مصر والدول العربية يوم 10 ديسمبر القادم للحكم عليه.
ورغم ذلك، تعليقات السوشيال ميديا أشتعلت بسرعة: "دي مش شبه الست"، "ليه نتجاوز القامات الفنية؟"، "فيلم عن الست؟ ومين هيتجرأ يعمله؟".
وترکزت الانتقادات منذ عرض البرومو على صوت منى زكي داخل المشاهد ومكياج الشخصية، إضافة إلى ملامحها التي اعتبرها البعض بعيدة عن شكل أم كلثوم الحقيقي، رغم استعانة فريق العمل بخبراء أجانب في التجميل والاستايلنج، ما اعتبره البعض بداية غير مبشرة قبل العرض الرسمي للفيلم.
واعتبر البعض أن طريقة كلام منى زكي داخل الفيلم مشابهة لشخصية "حنان" التي قدمتها في مسلسل "تحت الوصاية"، فيما أجرى آخرون مقارنة بينها وبين الفنانة صابرين التي لعبت نفس شخصية أم كلثوم في مسلسل عُرض عام 1999، وحقق نجاحاً كبيراً آنذاك.
بينما امتلأت مواقع التواصل بعشرات التعليقات الغاضبة بل القاسية في بعض الأحيان، وبرزت موجة من السخرية عبّر فيها الجمهور عن صدمته من الاختيار التمثيلي. وجاء من بين التعليقات الأكثر انتشارًا:
"مش شبهها خالص، المكياج والمؤثرات مش مبينينها زي أم كلثوم- منى زكي لا تصلح لهذا الدور، اختيار فاشل - شكلها مش أم كلثوم... ليه كده؟ - لا شكل ولا جسم، مجرد محاولة تجميل مش أكتر - الاختيار مش موفق، أم كلثوم تستحق ممثلة أحسن من كده".
وعلى الجانب الآخر، خرجت أصوات دفاعية تقول: "اتفرجوا أولًا.. لا تحكموا على الشكل قبل الأداء".
بين هذا وذاك بدأ الجدل الحقيقي: هل يمكن لفنانة أن تنقل روح "أم كلثوم" وتقنع الجمهور؟ وهل يكفي التشابه في الملامح أم أن التحدي أكبر؟
صناع العمل
أكد مخرج الفيلم مروان حامد أن اختيار منى لم يكن عفويًا، وأن المهمة "صعبة جدًا" وتحتاج قدرات تمثيلية استثنائية، وأن الفريق الذي عمل على الفيلم قضى شهورًا في التدريبات والبحث. تصريح المخرج جاء ليطلب من الجمهور الصبر. بمعنى آخر: اتركوا العمل يولد كاملاً قبل أن تحاكموه.
أما السيناريست أحمد مراد، فقال إن مهمة تقديم فيلم لشخصية بحجم ومكانة كوكب الشرق شديدة الصعوبة، وأن فريق العمل يسعى لتقديم "قراءة إنسانية" لرمز صعب تكراره في الوطن العربي أجمع.. فقال: "عن فيلم الست قال الروائي أحمد مراد: "فيلم الست من أصعب الأفلام التي مرت عليّ أنا ومروان حامد، لأنه يخلو من الإثارة التي تجذب الجمهور"، موضحًا: "لكن نتحدث عن إنسانة حقيقية كانت موجودة بيننا وسط استهجان كثير من الناس الذين يقولون: هنشوف أي جديد، ولكن كل جيل من حقه أن يشاهد عنها".
كما لفت أحمد مراد إلى أنهم تجردوا تمامًا في فيلم الست من الفانتازي والجرافيك والأكشن، فهي بطولة نسائية، وهو صعب جدًا في السينما المصرية حاليًا، لأن سينما المرأة أصبحت نادرة، وسنتناول السيدة أم كلثوم بشكل إنساني لم يعرفه أحد عنها من قبل.
مراد شدد على أن الفيلم بعيد عن الخيال أو المبالغة، وإنه محاولة لفهم إنسانة دفنتها الشهرة جزئيًا، وعرضها كما لو كانت امرأة عادية واجهت الحياة وأسرت القلوب بصوتها، وقال مبررًا الهجوم على منى زكي بأن "الناس تحب أم كلثوم حبًا أبديًا.. وغيرانين عليها".
كما سبق ونشر المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية، مقطع فيديو عبر حسابه على موقع فيس بوك يجمعه بالمخرج مروان حامد، علّق خلاله على ردود الفعل السلبية التي لاحقت فيلم "الست"، بعد طرح الإعلان الدعائي الرسمي.
وقال آل الشيخ في الفيديو: "أنا قاعد أشوف اللي على السوشيال ميديا عن فيلم الست، إحنا كموسم الرياض رعاة للفيلم، ولم نتدخل في الإخراج أو أي شيء يخص العمل، لما شوفت الهوجة كنت متشائم، لكن مروان حامد عمل لي عرض خاص وشفت الفيلم، وخرجت مبسوط، أهنيه على الفيلم هذا".
وأضاف: "جودة التصوير والإنتاج رائع، أنا أعرف ميزانية الفيلم، والجودة والصورة والحبكة اللي شفتهم يقولوا إن الميزانية مستحيل تكون بهذه التكلفة، خرجت من الفيلم مبسوط، شيء رائع، قصة محبوكة من أول لآخر الفيلم، الفيلم ده هيعمل رواج كبير، وهيخلي الجمهور العربي يرجع يقرأ سيرة أم كلثوم، ويحمس لنوعية الأفلام اللي بتوثّق الشخصيات الكبيرة في العالم العربي".
واختتم: "مبروك، وأعتقد إن الفيلم هيعجب الجمهور في المملكة العربية السعودية بشكل كبير.. أنا خارج من الفيلم مبسوط"، وأكد أن العرض في مراكش جاء ليمنح الفيلم مساحة دولية تُليق بحجم الشخصية.
كلمات آل شيخ كانت بمثابة "ضوء أخضر" لمن يريد رؤية الفيلم موضوعيًا، لا من باب الاعتراض على اختيار بطلة العمل فقط.
رسائل تضامن
إحدى أقوى المواقف جاءت من الفنانة يسرا، التي بعد مشاهدة البرومو قالت صراحة إن "اللوك أقنعها جدًا"، ووصفت منى زكي بأنها "ممثلة كبيرة"، والفيلم بأنه "خطوة مهمة" في السينما المصرية، فقالت: "شفت التريل.. وشغّلوني جدًا، المكياج واللوك أقنعني بنسبة 100 %.. منى ممثلة كبيرة، وفيلم "الست" سيكون من أهم خطواتها الفنية بدون شك".
وجاء رد قوي من الفنانة إلهام شاهين، التي وصفت موجة الهجوم على الفيلم قبل عرضه ب"الهجوم العشوائي"، واعتبرت أن البعض يشن "كلام فارغ ولجان مدفوعة" ضد العمل. وأضافت: "لو في حاجة مش عاجباهم وانتقدوها نحترم النقد، لكن إن فنانة تتهاجم والناس لم يشاهدوا العمل هذا معناه ماذا؟".
كشف السيناريست مدحت العدل عن رأيه في انتقادات رواد مواقع التواصل الاجتماعي لبرومو فيلم "الست" بطولة الفنانة منى زكي وقال: "الناس بتهاجم فيلم مشافتوش أنا معرفش حاجة اسمها كده، لازم نتفرج على الفيلم لأن الصناع والنجوم كويسين جدا، سواء منى زكي ست موهوبة ومروان حامد المخرج والكاتب أحمد مراد هما ناس موهوبين وشطار ونجحوا قبل كدا".
وطالب العدل الجمهور بانتظار طرح الفيلم ومشاهدته ثم التطرق لرأيهم، متابعا: "لازم نصبر على العمل ونتفرج عليه وبعدين نحكم عليه".
كما دعم المخرج خالد جلال فريق عمل فيلم "الست" بعد موجة الانتقادات التي تعرض لها بسبب عدم وجود شبه بين الفنانة منى زكي وشخصية أم كلثوم.. وكتب جلال عبر حسابه الشخصي فيس بوك: "من يحاول التشكيك في نجومية فناني مصر؟ أولاً.. أم كلثوم شخصية يمكن تقديم ألف فيلم ومسلسل عنها، وسنظل نخلّدها للأبد، فهي ليست مجرد أيقونة مصرية بل عربية وعالمية.. ثانياً.. منى زكي من أهم نجمات التمثيل في مصر والوطن العربي.. ثالثاً.. هل كان الراحل العظيم أحمد زكي يشبه عبد الحليم حافظ أو الزعيم جمال عبد الناصر؟ الحقيقة أن قدرته الفنية كانت كافية لنقل مشاعر الشخصيات مهما كان الاختلاف الشكلي، وجعل الجمهور يصدق ويتفاعل".
وأضاف: "رابعاً.. فيلم يضم كريم عبد العزيز، أحمد حلمي، آسر ياسين، عمرو سعد، محمد فراج، أمينة خليل، أحمد داود، أحمد أمين، سيد رجب، أحمد خالد صالح، وتامر نبيل، إلى جانب إخراج مروان وحيد حامد، وكتابة أحمد مراد، وموسيقى هشام نزيه... من يتوقع أن ينتج عن هذا فريق عمل فيلم ضعيف؟ سأذهب مع أسرتي لمشاهدة فيلم عن الأيقونة العظيمة أم كلثوم، من بطولة وتأليف وإخراج نجوم مصريين كبار، وأنا واثق من أنني سأستمتع. وحتى إن حدث العكس، فلن أسيء لهم أو أهاجمهم، فهؤلاء الفنانون لطالما أسعدونا بأعمالهم العظيمة.. وأدعو الله أن نرى مزيداً من الأعمال التي تتناول رموز مصر، حتى لا ننسى تاريخنا في عالم يحاول طمس هويتنا".
ودافع الإعلامي عمرو أديب، عن الفنانة منى زكي وكتب على حسابه الشخصي بموقع إكس: "محدش شاف الفيلم محدش فى مصر لسه شاف الآداء ومن امتى لازم الممثل يبقى شبه الشخصية التاريخية اللى بيجسدها".
وتابع: "اكيد منى زكى الموهوبة حطت مجهود كبير فى شخصيه كوكب الشرق، استنوا الاول اتفرجوا وبعدين يا سيدى انت حر لكن هجوم قبل الفرجه دي حاجه جديده لانج".
أما سناء نبيل، حفيدة المطربة الراحلة أم كلثوم، فقالت في تصريحات إعلامية: "شيء طبيعي أن تتعرض منى زكي للهجوم من أول نظرة، لأن أم كلثوم شخصية كبيرة وكل شيء يتعلق بها يثير الاهتمام، لكن لا أستطيع الحُكم إلا بعد عرض الفيلم، فالبرومو وحده غير كافٍ.. ولا أفهم سبب المقارنات بين شكل منى زكي وشكل صابرين في تجسيد شخصية أم كلثوم، لأن الحديث يجب أن يكون عن التمثيل والأداء نفسه".
وطالب الفنان أحمد السقا بأن نترك الحكم بعد مشاهدة الفيلم، ورفض إصدار أحكام سابقة على العمل.
وأرسلت الفنانة ريهام عبد الغفور رسالة دعم علنية لمنى زكي عبر منصات السوشيال ميديا، مؤكدة ثقتها في قدراتها وإدراكها للمجهود الذي بُذل.
وقالت الفنانة صابرين إن فيلم "الست" سيقدم رؤية مختلفة من خلال أداء منى زكي، وأكدت دعمها الكامل للفيلم، معتبرة أن التجربة ستكون مختلفة تمامًا عن أعمال منى السابقة.
وعبرت الفنانة وفاء صادق عن استيائها من موجة الانتقادات على مواقع التواصل، ووصفت ما يحدث بأنه "عدم احترام" لمسيرة منى زكي، مؤكدة أن الألقاب لا تُمنح بالشبه فقط".
ووصف الكاتب محمد علي خير الهجوم على منى زكي بأنه "عدائية ومضايقة"، وطالب بأن يُنظر للفيلم بعد عرضه قبل إصدار الأحكام.
لكن الدعم ليس وحده ما يتداول الآن.. كثيرون على منصات التواصل الاجتماعي ما زالوا يرون أن الاقتراب من "أيقونة" بهذه الضخامة يعني مخاطرة، وأن الجمهور غير مستعد لصور قد لا تُرضي توقعاتهم.
منهم من تساءل: لماذا العرض الأول في مراكش وليس في القاهرة؟ هل الغرض دولي أم لتفادي الضغط الداخلي؟
وهناك من اعتبر أن مجرد التشابه في اللوك لا يكفي: "أم كلثوم ليست وجهًا.. هي صوت، هي حضارة، هي زمن".
بينما عبر آخرون عن تفاؤلهم: "لما شفت العينين..عرفت أن الصوت مش مهم.. المهم الإحساس".
وفي زاوية أخرى، هناك من عبّر عن شكوكه بحساسية ذوق الجمهور: هل تنتقل "الهالة" من الست إلى الممثلة؟ وهل السينما تملك أدوات لمحاكاة الزمن، والصوت، والحضور؟.
أسطورة إنسانية
الفيلم لم يأتِ في فراغ. هو استجابة لرغبة متزايدة في استعادة التراث بعيون اليوم.. التراث ليس متحفًا يُعرض فقط، بل سرد متجدد يُعاد قراءته.. فيلم "الست" يحاول أن يعيد طرح أسئلة: من كانت أم كلثوم؟ ولماذا نحتاج أن نسمعها اليوم؟
السيناريو الذي وضعه أحمد مراد لا يريد أن يغرق في الأسطورة، بل أن يخرج إنسانة، مزيج ضعف وقوة، شغف وتضحية، كل الجوانب الخفية من حياة أحد أعلام مصر والوطن العربي أجمع.
الاختيار للعرض العالمي فى مهرجان بحجم مراكش كان ذكيًا جدًا. المهرجان ليس مجرد شاشة عرض، بل منصة لقاء دولية، فرصة أن يرى الفيلم جمهورًا متنوعًا من ثقافات وخلفيات مختلفة، ما يعطي حكمه أولًا بأول في قلب "الجماعة السينمائية العالمية".
الفيلم من تأليف أحمد مراد، وبطولة منى زكي، محمد فراج، نيللي كريم، وأحمد خالد صالح، ويشارك كضيوف شرف كل من كريم عبد العزيز، أحمد حلمي، عمرو سعد، وسيد رجب، ومن إخراج مروان حامد.
إلى جانب الجدل حول بطلة الفيلم، جذب ظهور الفنان عمرو سعد في دور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر انتباه الجمهور، تزامنا مع مشاركة الممثل أحمد حلمي في دور ضابط شرطة، في أول ظهور يجمعه بمنى زكي منذ أكثر من عشرين عاما.
ويقدم فيلم "الست" سيرة تمتد عبر مراحل زمنية عديدة من حياة أم كلثوم، منذ طفولتها وبداياتها الأولى حين كانت تغني التواشيح إلى جانب والدها وهي ترتدي زي الرجال بسبب القيود الاجتماعية على غناء الفتيات، مرورا بسنوات الصعود والشهرة، وصولا إلى آخر سنوات المجد الفني لأسطورة الطرب العربي.
ويسلط الضوء على أهم محطات حياتها الشخصية والفنية، والعلاقات التي أثرت في مسيرتها. يأتي الفيلم بالتزامن مع الذكرى ال50 لرحيلها وبعد 25 عاماً من عرض مسلسل "أم كلثوم" الشهير الذى قامت ببطولته صابرين.
إذا نجح الفيلم في أن يُعيد، ليس صوتًا فقط، بل روحًا: روح الست، روح زمان، روح أغنية... حينها سيكون "الست" أكثر من فيلم. سيكون حدثًا يُعيد كتابة الذاكرة.
أما إذا فشل... فسيُثبت أن هناك رموزًا لا تُمس، وأن الرجوع إليها يحتاج أكثر من مكياج أو تشابه.
لكن اليوم، ومع أول عرض عالمي، ومع أول ردود فعل، الدعم، الخوف، الترقب. أصبح الفيلم أمام امتحان كبير، والحكم فيه للجمهور بعد الطرح في دور العرض الأسبوع القادم..
ويظل التساؤل: هل بإمكان السينما أن تُعيد الأسطورة؟.. م أن الأسطورة أبقى من أن تُعاد؟.
اقرأ أيضا: «كنت في مأزق صعب».. عمرو سعد يكشف تفاصيل دوره في «الست»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.