كتب جاك شنكار مراسل صحيفة «الجارديان»في القاهرة، تقريرا بعنوان «الحكام الجدد يجدون أن المصريين لم يعودوا يقبلون بالقواعد القديمة». ويوضح جاك إن المعارضة التي تجددت قواها ترفض الخضوع لسلطوية الماضي، مضيفاً أن المؤسسات الحكومية في شتى أنحاء العالم عادة تحظى بقدر كبير من التأمين، لكن في القاهرة لمس الاحتجاج على مقربة من مقر السلطة «وترا حساساً» لدى المصريين.
ويكمل حديثه بأن الغالبية العظمى من المصريين على مر العصور نشئوا على أن وجودهم غير مرغوب فيه وغير ذي جدوى بالقرب من أروقة السلطة حيث تتخذ القرارات التي تسير حياتهم، حيث أن مصر كانت على مر التاريخ دولة تنظر فيها النخبة الحاكمة إلى الشعب على انه كتلة يجب إخضاعها بمزيج من الترغيب والترهيب.
ويشير الكاتب أن «الإخوان المسلمين» الذين تولوا الحكم مؤخراً، يريدون الإبقاء على نفس الأسلوب السلطوي في الحكم، حيث يعتمدون على الأسلوب الإقصائي ويرفضون التعددية.
ويضيف أن مرسي، الذي انتخب ديمقراطياً بفارق ضيق للغاية محافظ للغاية، ويمكن وصفه بأي شيء خلاف الديمقراطية، فعلى الرغم من الخطب الثورية عن الثورة وشهدائها، إلا أن نظام مرسي أبقى على الجهاز الأمني الذي قتل الثوار بنفس صورته القديمة – علي وصفه- .
وقال إنه في الأيام المائة الأولى من حكم مرسي، سجلت 88 حالة من التعذيب على يد الشرطة، أدت 34 منها إلى الوفاة.
وأضاف إنه يكفي النظر إلى المكلفين بكتابة الدستور حتى نرى أن مرسي يريد الابقاء على الحكم السلطوي، حيث يمكن القول إن مسودة الدستور تكاد أن يكون قد «انفرد بكتابتها مجموعة من الرجال الإسلاميين المحافظين» المتقدمين في السن بعد التخلص من الأصوات المعارضة.
ويوضح شنكار إن النخبة الإسلامية الحاكمة ليست راغبة أو قادرة على تطبيق العدالة الثورية، ولن تفتح آليات السلطة للشعب، وهذا يعني انه بالنسبة للكثيرين، ومن بينهم الملايين الذين صوتوا لمرسي دون أن يشاركوه في فكره السلطوي، لم تتحقق وعود وآمال الثورة، وهذا يعني أن الثورة مستمرة.
ويشير إنه من الصعب على مرسي والإخوان المسلمين، الاستمرار في القول إن الاحتجاجات ليست سوى أعمال تخريب أو خيانة، خاصة أنها تتزايد وتتزامن مع استقالة عدد كبير من المسئولين والمستشارين الرئاسيين، ومع رفض السفراء المصريين في الخارج الإشراف على الاستفتاء على الدستور.
ويختتم شنكار مقاله قائلا: "إن استمرار الاحتجاجات و الاستقالات من قبل المسئولين واكتساب الاحتجاجات المزيد من الزخم سيجعل من المستحيل على مرسي أن يبقي الحال على ما هو عليه. ويضيف إن الزمن تغيير والمصريين أصبحوا على أعتاب السلطة بصورة فعلية ورمزية، ولا يمكن لأي قوة تتجاهل ذلك أن تبقى لفترة طويلة.