بعمق الباحث وفطنة الإعلامى واحترافية الدبلوماسي؛ يناقش د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية قادة الفكر فى العواصم التى يزورها، بعدما أصبحت مراكز البحث محطة أساسية فى زياراته الخارجية، لشرح مواقف السياسة الخارجية المصرية من قضايا الإقليم والعالم. خلال أقل من شهر شارك الوزير فى لقاء بأنقرة مع مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركى، ثم مؤسسة Körber Stiftung فى برلين. ويضاف ذلك إلى لقاءات سابقة فى واشنطن مع مراكز بحثية مرموقة مثل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) فى واشنطن، والمعهد الفرنسى للعلاقات الدولية IFRI فى باريس. وفى تلك اللقاءات تنوعت نقاط النقاش من القضية الفلسطينية إلى الوضع فى السودان دون إغفال حق مصر فى مياه النيل. د. بدر عبد العاطى، الذى بدأ حياته المهنية باحثاً فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، يدرك جيداً الدور الذى تلعبه مراكز الفكر والبحوث فى تشكيل مواقف النخب السياسية ومن ثم قرارات الدول، خاصة فى الولاياتالمتحدة وأوروبا التى يفهم عبد العاطى جيداً كواليس صنع القرار فيهما، عبر خبرته الدبلوماسية فى سفارات مصر بواشنطنوبرلين وبروكسل. الوزير الذى كان ناطقاً باسم الدولة المصرية فى أحلك لحظاتها يعلم أن اللقاء المباشر بين رأس الدبلوماسية المصرية وقادة الفكر يمنح فرصة الاستماع لحقيقة الأمور برؤية مصرية، بدلاً من الاكتفاء بما ينشر فى الإعلام الذى يحمل أجندة ممولة، وسط استقطاب إعلامى متزايد يعكس عداء دول مناوئة أحياناً ومنافسة بلدان تقول إنها شقيقة فى أحيان أخرى. أهمية ودور مراكز الفكر والأبحاث جعل العديد من الدول تسعى للتواصل والتأثير بل والسيطرة على بعض منها فى العواصمالغربية الرئيسية، بهدف تحقيق نفوذ سياسى حتماً سيفيد يوماً ما حين تتقاطع مصالح الدول. لذا؛ فإن وزير الخارجية وهو ابن عصره ومواكب لتطورات الحاضر، عبر لقاءاته مع قادة الفكر يعزز أرضية سياسية يعمل عليها سفراء مصر كل فى موقعه، خاصة فى وقت تتعرض فيه مصر لحزام نارى من الأزمات على حدودها، ما يزيد الحاجة إلى دعم الحلفاء وتفهم الشركاء.