"الرزق يحب الخفية"، لكن مهنة بائعي أعلام تشجيع فرق الكرة، تجعلهم يبدلون هذا المثل إلى "الرزق يحب التخفي"، والتخفي هنا مقصود به أن يخفي بائع الأعلام انتماءه الكروي، خصوصا عندما تكون المباراة بين فريقي القمة في مصر "للأهلي والزمالك". فمباراة القمة 106 التي تقام مساء اليوم بين الأهلي والزمالك جعلت الناس في الشوارع تنقسم بين مشجعين للأهلي وآخرين للزمالك، واكتست الشوارع بأعلام الفريقين في سيارات المشجعين وفي أيدي بائعي تلك الأعلام. والتقت "بوابة الأهرام" بأحد بائعي الأعلام في شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين الذي يصبح المرور منه أحد المراسم المعتادة للجماهير في تشجيع فريقهم، وقال محمد الفايدي،27 سنة، دبلوم فني صناعي: إنه لا يشجع أي فريق لا أهلي ولا زمالك، بل هو يشجع الجنيه الذي يكسبه من بيع الأعلام في هذه المناسبة، او بمعنى أدق هو يخفي انتماءه الكروي حتى لا يتعرض لمضايقات أو لعدم شراء جماهير الفريق المنافس لفريقه أعلام منه. وأضاف أنه في الحقيقة يشجع النادي الأهلي ويتمنى له الفوز في مباراة اليوم ولكن هو يرفع علم الزمالك جنبا إلى جنب مع علم الأهلي حتى يستفيد من شراء جماهير الزمالك له، ولكن إذا فاز الأهلي فيعلن انتماءه للأهلي حتى يبيع اعلاما أكثر للمحتفلين بالفوز من جماهير الأهلي، كما أنه يفعل العكس في حالة فوز الزمالك. ومحمد الذي يسكن مدينة السلام يحضر في كل مباراة مهمة إلى شارع جامعة الدول العربية لأنه يمثل أهم الشوارع التي تحرص الجماهير على المرور منها كنوع من التعبير عن الانتماء، ويبيع محمد ثلاثة مقاسات من أعلام الأهلي والزمالك، الصغير ثمنه خمسة جنيهات، والوسط ثمنه 10 جنيهات، والكبير ثمنه 20 جنيها، ويؤكد أنه يحقق في مثل هذا اليوم دخلا يصل إلى 300 جنيه. وأوضح أنه يتعرض لسخرية كبيرة خلال وقوفه في الشارع خاصة من قبل جماهير الزمالك حينما يرونه يحمل أعلام الأهلي ومنهم من يحاول ضربه ولكنه يبادر سريعا بالقول لهم :إنه زملكاوي ولكن هو يحمل أعلام الأهلي كنوع من أكل العيش وليس انتماء، مشيرا إلى أن التعصب لدى الجماهير وصل إلى درجة تجعلهم لا يفرقون بين كسب الرزق والتشجيع الكروي. وختم بأنه لا يبيع الأعلام فقط في مباراة الاهلي والزمالك ولكن أيام مباريات المنتخب يكون مكسبه أكثر لأن كل الجماهير تشتري منه ولا يتعرض لمضايقات من أحد وقتها، كما أنه يستغل لعب الاهلي أو الزمالك مع أي فريق من الأقاليم ليبيع أعلام أندية الأقاليم ويكون مكسبه منها كبيرا لأن مشجعي فرق الأقاليم تكون نزهتهم الوحيدة يوم لعب فريقهم فيشترون الأعلام بكثرة.