توقعت الدراما الأمريكية الكثير من الأحداث قبل وقوعها، وكان لأفلام هوليوود السبق فى التنبؤ بوقائع لم يكن المواطن العادى ولا مراكز الأبحاث وأجهزة المخابرات تتخيل أنها ستحدث، والأمثلة كثيرة..أما وقد خرج دونالد ترامب من البيت الأبيض، سواء مأسوفا أو غير مأسوف عليه، فالدراما الأمريكية بكل جبروتها ومؤلفيها لم تتخيل أن رئيسا مثل ترامب سيسكن البيت الأبيض. فالسينما الأمريكية، وإن كانت توقعت أن يتولى باراك أوباما سدة الحكم، فهى لم تقترب نهائيا من ترامب الذى سبق الخيال والأحلام فى تصرفاته وممارساته، حتى إن هوليوود توقعت رئيسا لعوبا مثل بيل كلينتون. وجسد فيلم ديف أحد خيالات البيت الأبيض، وتؤكد أحداثه أن أى شخص يمكنه حكم الأمريكيين وأن يقودهم إلى الشقاء أو السعادة.. نجح ديف - يمتلك مكتب توظيف و«حاوى» فى أوقات الفراغ- فى إدارة دفة البيت الأبيض فى فترة حالكة بعد أن تولى الحكم مؤقتا إثر إصابة الرئيس بجلطة والبلاد على وشك اتخاذ قرارات مصيرية، فلم يكن أمام المخابرات سوى البحث عن شبيه للرئيس الفعلى لتجد ضالتها المنشودة فى شخص ديف الذى يشبه الرئيس شكلا ومضمونا وهو ما يتبين من أحداث الفيلم. نجح ديف فى تمرير قانون مهم للشعب الأمريكي، إرضاء لزوجة الرئيس الحقيقى التى اكتشفت أنه مزور بعدما نظر لجسمها بإعجاب فى حين فقدت الأمل فى زوجها الحقيقي، فهى لم تعد تعجبه، ولا يرضيه سوى مغامراته حتى مع سكرتيراته. نعود إلى ترامب الذى جسد أدوارا حقيقية فى السينما ، وكان سيئا فيها، فهو سيعود إلى هوليود ليس ممثلا وإنما عن قصصه وحكاياته التى لم يقترب منها أى خيال قبل توليه السلطة، فمشاغباته ستكون ملهمة للكثير من المؤلفين والمخرجين لفترات طويلة، لنراه يحتل شاشات السينما، ليظل جاثما على صدور الأمريكيين، فهم لن ينسوه والعالم بسهولة. فى حكايات وحروب ترامب ما يغرى بالكتابة، فهو بدأ متحرشا ولعوبا، ثم رئيسا صلبا ضد خصومه، ويتحدى مؤسسات الدولة العميقة التى عرفناها عن الولاياتالمتحدة، ويكفيه قراراته بشأن المنطقة العربية. ستبقى الترامبية خالدة فى العقل الجمعى الأمريكى والعالمى وإن ذهب ترامب، ولن يأفل نجمه لأنه سيظل البطل الخفى فى المسرحيات والأفلام.