إطلاق مبادرة "لا.. للتعصب" بهدف نشر الروح الرياضية ونبذ التعصب، قبل مباراة الأهلى والزمالك فى النهائى الإفريقى ، أمر طيب ويستحق الإشادة، وبداية جيدة لخطوات يحتاجها المناخ الرياضى، ليعود إلى رشده، بعد هذا الكم الكبير من الانتشار لبرامج وقنوات وأشخاص يتناولون القضايا بشكل غير موضوعى لأهداف هم أدرى بها! إذا كان الوضع الرياضى يحتاج بالفعل إلى هذه المبادرة ، فإن أوضاعاً أخرى بيننا تحتاج إلى مثلها، فالتعصب بيننا لم يعد فقط رياضياً، بل تحول إلى ظاهرة فى تعاملاتنا اليومية، بدءاً ممن يملك تعصباً غير محدود لرأيه وكأنه صاحب احتكار الحقيقة ، مروراً بمن يتعصب لذاته فيحقد ويسعى لعرقلة غيره لأنه قادرعلى النجاح أكثر منه! فى مواجهة هذا التعصب اليومى نحتاج إلى دعوات وأفعال وسياسات تعظم كل ماهو إيجابى، وتلفظ كل ماهو سلبى، تترك أصحاب الكفاءة والعلم والعلماء والمبدعين يعملون فى هدوء وتركيز لخدمة الوطن، دون عوائق أمام خطواتهم، من باب الغيرة أو المكايدة! نحتاج إلى دعوات تجمعنا لاتفرقنا، ليحمل كل منا هموم وطن يعيش ظرفاً استثنائياً فى تاريخه، يحتاج إلى تجاوز الخلافات الفرعية، فى طريقة التعامل والطرح، ويكون هدفنا الإسترتيجى هو استمرار وجوده بأرضه، وأمن شعبه، والصمود ضد متغيرات عالم بات متوحشاً نهماً للانقضاض على أوطان بأكملها، بمجرد أن تبدى ضعفاً وانفراطاً لعقد تماسكها الاجتماعى . إننا نحتاج إلى دعوات تجعلنا نتمسك ب قيم وأخلاق أدياننا لتحكيم الحق والعدل، وعدم التعامل معها وكأنها أضغاث أحلام، ذهبت مع ذهاب الأنبياء، دون عودة! ومثلها نحتاج إلى دعوات ضد اليأس بدعوى الواقع، وضد الهدم بدعوى التغيير.. نعم نحتاج لدعوات يعقبها فعل إيجابى، يخرج من طور التصريحات، والظهور الإعلامى إلى واقع يحمل هموم هذا الوطن الحقيقية حتى يبقى ويعيش إلى الأبد!. * نقلًا عن صحيفة الأهرام