موقف رئيس نادى الزمالك، فى مؤتمر «نبذ التعصب» بحضور وزير الرياضة و«كبار» اتحاد الكرة، بتوجيه انتقادات للنادى الأهلى لعدم حضور ممثل منه فى المؤتمر، وهجومه على سيد عبدالحفيظ مدير الكرة، جسد الهدف الأساسى للمؤتمر أمامى فى شخصية مطرب المهرجانات مجدى شطة بجملته الشهيرة «انتظرونى أنا مش جاى». بداية.. إذا افترضنا أن عدم حضور النادى الأهلى للمبادرة كان تصرفا خاطئا من مجلس إدارته، هل يكون الرد عليه هو الهجوم والانتقاد داخل مؤتمر هدفه الأساسى نبذ التعصب، وفى حضور رموز الرياضة، سواء من مسئولين أو نجوم قدامى أو نقاد رياضيين؟!. ثانيا.. تجاهل كل من وجه الدعوة لمجلس إدارة النادى الأهلى، للأزمة العنيفة بين مجلس إدارة النادى الأهلى ورئيس نادى الزمالك، أشبه بالنعام الذى يضع رأسه فى الرمال، فكيف لمجلس الأهلى أن يغض الطرف عن شكاوى وجهها لكل من فى الدولة ضد تجاوزات رئيس نادى الزمالك فى حقه، لمجرد دعوة لمؤتمر، خاصة أن مواقف رئيس الزمالك غير مضمونة، فمن يقف بجواره الآن، لا يضمن أن يكون خصمه فى الساعة التالية، وموقفه الذى يتمسك به فى وقت معين، تجده يرغب فى تنفيذ عكسه اليوم التالى، مثلما حدث فى مباراة المقاصة بإصراره على تأجيلها، ثم الإصرار على خوضها فى اليوم التالى. ثالثا.. بالطبع توجيه الشكر واجب لكل القائمين على هذه المبادرة، لكن هل التوقيت كان مناسبا لمثل هذه الدعوة، وهل التحرك كان فيها صحيحا؟ الإجابة على السؤال من وجهة نظرى، أن الوقت لم يكن مناسبا على الإطلاق، فالوسط الرياضى يكاد يتعافى من أزمة كأس مصر التى كادت أن تعصف بالموسم الرياضى، وكان من الواجب الحفاظ على حالة الهدوء النسبى التى يعيشها الجميع. أما التحرك فكان لابد أن يكون مغايرا، فمن المفترض أن نسعى لحل الأزمات، ويكون المؤتمر خطوة لاحقة، أما ما جرى فكان أشبه بوضع الرماد على النار، التى سرعان ما ستتوهج مجددا فى حالة تعرضها لأى رياح حتى لو كانت خفيفة. إذا كنا نبحث بالفعل عن حلول لنبذ التعصب، فعلينا أن نبحث أولا عن أسباب وجوده، وهى كثيرة من وجهة نظرى. علينا أن نطبق العدل وعدم الكيل بمكيالين، وعلى مسئولى الأندية ضبط النفس، فليس معقولا أن تملأ الدنيا ضجيجا وتطلب من الجماهير الانضباط، علينا أن نرسى مبدأ «تطبيق القانون» على الجميع بغض النظر عن شخصية المخالف، ولابد من المضى قدما فى تنفيذ خطوات «فك الارتباط» بين المنصب وبين المصلحة الشخصية، كما أن عودة الجماهير لمكانها الطبيعى وهو «المدرجات» أمر حتمى، فليس منطقيا أن يكون متنفسهم الوحيد هو منصات السوشيال ميديا، وواجب علينا أن نعلم بأن مشاكلنا حلها لا يحتاج إلى «مؤتمرات»، بقدر حاجتها إلى «قرارات». رسالة خاصة إلى اتحاد الكرة.. الأزمة الأخيرة أثبتت أن تطبيق اللوائح والقوانين يحتاج إلى اتحاد قوى، إلى اتحاد فاعل وليس مفعولا به، اتحاد «يسيطر على الأندية لتلعب الكرة.. لا أن يكون «الكرة» التى تلعب بها الأندية».