بداية ان ما سأحاول توضيحه والتعبير عنه خلال السطور القادمة ماهو الا وجهة نظر خاصة قد يتفق معها البعض ويؤيدها وقد لا يتفق ويعارض وهذا بالقطع لا غضاضة فيه فلولا الاختلاف ما وجد اتفاق .فبعد ثبات مسمى "نظرية المؤامرة"التى عاش فيها الوطن ومايزال بعد ما أكدته الأيام بأن مايسمى "بثورات الربيع العربى " لم تكن سوى دعوات تحمل فى ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ولاتخدم سوى مصالح وأجندات خاصة تم التخطيط لها ومن ثم تصديرها الينا .وبالقطع الشواهدة المؤكده لذلك كثيرة ومعلومة لا تحتاج الى تفصيل فيكفى أن نقول أن أى تغيير للأفضل لابد من الوقوف معه وتأيده ولكن لابد من توافر استيراتيجية للتعامل فى مرحلة ما بعد تحقيق الهدف يلزمها وجود بديل مناسب وبرنامج حقيقى يكفل الحفاظ على مؤسسات الدولة بغية اليقاء ويعمل على تحقيق الأحلام والأمال المعلقة على اعادة البناء ومن ثم التوجه نحو مستقبل منشود وهو مالم نجده أو نعايشه .الا أن ما يهمنى التركيز عليه الأن والخوض فيه خلال ماهو أت يتمثل فى الكيفية التى تم التعامل بها مع تلك الهتافات المطالبه بهذا التغيير فجميعنا فى المقام الأول وكما أوضحت سلفا أيدناه ووقفنا معه الا أن هناك فريق فضل التعامل مع الحادث بحذر فكانت المتابعة والتأنى فى القراءة لكل ما يستجد على الساحة دون التسليم بمجريات الأمور بينما فريق أخر "أصحاب الثوريه " كان منه التأيد المطلق دون لحظات لتفكير أو تروى أو حتى سماع لوجهات نظر أخرى ربما لديها طريق أخر يؤدى الى الفلاح وربما أيضا كان ذلك بدون قصد ولعله كان بقصد بغية الاستفادة من هذا الواقع بشكل خاص .الا أن كلا الفريقين وبكافة ما ينتسب اليهما من مؤيدين سواء على مستوى النخب والرموز صاحبة الثقافة والفكر أو حتى على مستوى الدعم الشعبى قد تعاملوا مع هذا الواقع بما أراه أو أسميه "فهما مغلوطا"لا يرقى الى مستوى رد الفعل لماهو موضوع بشكل محكم ومدروس بل من شأنه استمرار لحالة البلبله المعاشة والتى تعد فى الأصل مناخا صالحا لرواج وترعرع هذا المخطط .فلو نظرنا لممارسات وأفعال الفريق الذى قرر الانتظار والتدقيق فى ماهية الحدث حتى مع رجاحة كفته واثبات ماتخوف منه لوجدنا تناقضا واضحا وبين فهو من نادى بضرورة الابقاء على مؤسسات الدولة ثابته مصانة وهو نفسه من شكك فى هذه المؤسسات فى وقت من الأوقات بعد خسارة مرشح أراده رئيسا بدا ذلك بالطعن فى نزاهة القضاء المصرى وتواطئه كذلك كان الهجوم على المؤسسة العسكريه واتهامها بالانحياز لنظام حكم جديد هو فاشل من وجهة نظره معللا ذلك فى تباطئها فى اتخاذ قرار يراه واجب واليوم وحتى بعد ثورة المصرين فى يونيه والتى كانت بداية حقيقية نحو التصحيح والاصلاح المطلوب على أسس سليمة وموضوعيه نراه مستمرا فى حالة التشكيك المبدوءة لديه ولا أعلم على أى دليل أو حجة يستند فهو من الطبيعى أن يكون مدركا لما هو موضوع من البداية وبكل ما يحيط به من أساليب سيتم اتباعها للوصول الى نتائجه المرجوة وما يصاحبه من صعوبات فى مقابلته حتى وصل الأمر الى ما يمكن أن يطلق عليه حالة من "التخوف المرضى "جعلته يروج لأفكار لايمكن قبولها على أرض الواقع كتلك المتعلقة بامكانية العودة من جديد للنظام الاخوانى اذا استمر الحال على ماهو عليه كذلك الاتهام لصانعى القرار بعد يونيه تارة بالتحالف مع الفصيل المعزول وتارة بالهجوم على المؤسسة العسكريه نفسها بالسكوت والتغاضى عن ما يحدث ناهيك عن التصور أيضا بأن أصحاب الأفعال والمواقف الهشه ممن تعاملنا معهم باتوا على مقربة من الوصول واحكام القبضة على مصر وشعبها كل ذلك يأتى بالتزامن مع صيحات يطلقها الرموز المثقفة الداعمة له على شاشات التلفاز ليل نهار وعلى صفحات الجرائد بدعوى التحليل الواعى لماهو دائر محذرين من مستقبل مظلم وانتكاسة قادمة اذا لم يتم الالتفات والانتباه وتصحيح المسار . فى المقابل نجد الفريق الأخر فى طريقه يسير محاولا جمع شتاته وتصحيح صورته واكمال ما شرع البدء فيه وهو بلاشك أمر طبيعى فالاستغناء عن الحلم لايمكن أن يكون ببساطة أبدا حتى لو كان مايقوم به لاينم عن ادراك لمستجدات المشهد الحالى وما يتطلبه من اعادة تقيم لحساباته هو وتابعيه والداعمين له .فى النهاية مابين هذا وذاك يعيش الوطن الأن فى جو يسوده الضبابيه نتيجة هذه الممارسات التى تجعلنا فى الأخير أمام "فعل عاجز" لا وجود معه لتحمل مسؤلية كان من الواجب السير فى طريقها دون النظر لمخلفات ماضى رحل بكل مافيه ومن المؤكد أنه لن يعود أبدا فما تعودنا على ذلك وعلمناه من التاريخ المصرى فدعونا ننظر الى الجانب الأخر وما يحمله من مكاسب تم تحقيقها مقارنة بدول الجوار وأن نلتمس العذر ان وجد تقصير دون تهويل لحجمه فالمسؤلية كبيره والطريق طويل والمواجهة بالعمل يصاحبه الاصرار والعزيمة أولى من الاستمرار فى طريق من شأنه فقد الثقة بالنفس بعد الاستسلام لتحليلات لا تجدى .فلنكن على يقين بأنه فى النهايه لا يصح الا الصحيح وبالتأمل فى المشوار المقطوع لوجدنا الدلائل على ذلك كثر. فليكن الأمل هو الشعار والارادة هى الرفيق والنهوض هو الغايه . حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء انه ولى ذلك والقادر عليه