من الواضح أن الوطن سيظل على موعدا مع فئة من فئاته المجتمعيه اختارت لنفسها طريقا واتخذت له شعارا أفضل أن أطلق عليه "الاعتراض لمجرد الظهور" بعيدا عن أى وصف أو مسميات أطلقت عليها فدائما تعودنا أننا نتعامل مع موقف وفعل وفقط وفى النهايه الضمير هو الحكم . فما هو حادث اليوم من اعتراض وشجب وتنديد وهتافات بعلو الصوت هنا وهناك صادره عن هؤلاء بعد اقرار قانون تنظيم الحق فى التظاهر لا يعدو عن كونه استمرار فى مسلسل عشق للظهور دون فعل وموقف يشفع منذ يناير وحتى بعد ثورة المصرين فى يونيه لأنه وبكل بساطه بعيدا عن استخدام مصطلحات أو تعبيرات تحتاج الى توضيح فالأمر لا يحتمل فليس هناك حجة ولا برهان لديهم لكل هذا اللغط الموجود الأن الا اذا كان فى الصدور والأنفس أهدافا يظنونها خفية وهنا يكون العبث بعينه فليس هناك ماهو أسرع من مرور الأيام فكل التتبريرات والتعليلات المصاحبة لهذه الدعوات الرافضة للقانون مابين قمع و تقييد للحريات أو ضياع لمكتسبات ثورة تم تحقيقها أو بدايات لعودة الدولة البوليسيه كما يسمون أو حتى تمهيد لصناعة فرعون جديد يأتى حاكما كل هذه الأقاويل التى يتم ترديدها لا يمكن وصفها حقيقة الا بأنها انفصام وانفصال تام عن الواقع المعاش بكل ما تحمله أيامه من أحداث وتفاصيل لا يمكن قبولها مابين ارهاب واضح نتجرع يوميا مرارة الحزن والأسى على ضحاياه من أبناء الجيش والشرطة أو فوضى عارمة تجتاح البلاد نتيجة تصرفات وأفعال مقترنة بحرية الرأى والتعبير وهى منها براء والنتيجة ضياع هيبة الدولة واستقرار أبنائها وضياع أحلامهم فى الاصلاح والنهوض والتمتع بغد أفضل بعد سقوط عشنا فيه وتم الافتقاد معه للبديل الصالح والبرنامج الحقيقى .فهل يعقل بعد ذلك أن يكون هناك قبولا لمثل هذه الشعارات ؟ بالقطع لا وألف لا فعن أى حرية يتحدثون ونحن لم نر سوى تقديم ادعاءات باسمها عن طريق مفاهيم مغلوطة فكان الانحلال هو العنوان ؟! أى حرية تلك التى يصاحبها محاولات اسقاط وهدم لمؤسسات الدولة والقائمين عليها وترويع أمن المواطنين الى أن يصل الأمر لحرق علم مصر ؟! وبموقفكم هذا لها مساندون حتى وان كان ردكم أنكم لم تفعلوا ذلك ولم تقدموا عليه فالقانون لم يوضع لفصيل بعينه وانما لمواجهة أعم وأشمل لما هو مشهود ثم أين هى مكتسبات الثورة التى تخشون ضياعها ونحن مازالنا نعانى من ممارسات لكم تعلمونها جيدا ؟ أم هل من المفترض أن تكون مكتسبات الثورات ممثلة فقط فى التظاهر الغير مشروط ؟! أليس من الأفضل بل من الواجب أن يكون هناك عمل على أرض الواقع للحفاظ عليها ان وجدت أم أن التظاهر بات هو السبيل الوحيد؟! كذلك ماهو المقصود بالدولة البوليسيه التى تخافون عودتها ؟! هل بوجود جهاز شرطة قوى يعمل على حفظ وعودة الأمن الى طبيعته بعد هذا الانفلات الملحوظ تكون هناك مثل هذه الدولة ؟! لا أظنكم تعنون ذلك أو تلوحون اليه أليس كذلك؟ ان كانت الاجابة "لا" اذن فأخبرونا عنها فنحن لم نر لها معالم ولم نسمعكم تشيرون اليها الا فى الدعوات المطالبه باسقاط نظام مبارك وهو ما حدث وكان فهل عاد هذا النظام مرة أخرى ؟ وحتى ان كانت هناك نية لرموزه ممن حصلوا على براءات من القضاء للرجوع الى الساحة من جديد فهل هناك اعتقاد بامتلاكهم الشعبيه اللازمة لذلك ؟ وأخيرا وليس أخرا فلربما كان هناك سببا للاعتراض لم نتطلع اليه وهو بلاشك وارد كان الحديث عن فرعون جديد قادم فهل تعتبرون حب الناس لشخص أو مؤسسة بعينها كان لها وله فعل وموقف استحق التقدير والاحترام فى وقت كان فيه الوطن على حافة الهاويه بمثابة صناعة لديكتاتور مهمته الانفراد بالسلطة واخراس السنة معارضيه ؟! ثم لماذا تصرون على الحديث باسم الجميع وتجعلون من أنفسكم واصيا على رغبات الشارع المصرى أليس لكم رأى وللأخرين رأى واجب الاحترام ؟! فتلك هى الديكتاتورية بعينها لو كنتم تعلمون !ثم السؤال الأهم فعليا الأن هل نص هذا القانون على منع التظاهر والحرمان من ابداء الرأى والتعبير عنه ؟ وهل مصر هى الدولة الوحيدة التى اتجهت الى مثل هذا الفعل ؟ فالاجابة بالقطع نفيا فهو لم يتناول الا تنظيما لكيفية القيام بهذا الحق بما يضمن حفاظا على استقرار البلاد وهيبة مؤسساتها و الذى نعلم أيضا ونؤمن جميعا أنه مكفول ومصان دستوريا ولا أحد يمكنه الحجر عليه أو نكرانه طالما كان فى حدود اللائق والمتعارف عليه وهو بالفعل معمول به فى أكثر دول العالم ديمقراطية وتقدما .فياسادة الالتفات للعمل أولى ومواكبة الواقع والاحساس به وتلبية متطلباته أهم فلتفعلوا ليرحمنا ويرحمكم الله .